لا تفقد السيطرة يا دولة الرئيس
الاجدر برئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي ان يضبط اعصابه وانفعالات فريقه، ويسيطر على بيته الحكومي، فمجزرة الاسعار التي دخلت حيز التنفيذ بالامس تستدعي ادارة احتقان الناس بوعي كبير.
مع رفع الاسعار، يقوم وزير المالية بتقديم شكوى على زميلين صحفيين احدهما عضو مجلس نقابة وتوقيفهما، هل كان الرئيس على علم بذلك، كيف وافق ولماذا وبأي طريقة يفكرون!
ايضا، بالتزامن مع رفع الاسعار، وغضب الناس، يقوم وزير النقل بتقديم استقالته، يوافق الرئيس بلمح البصر، وتظهر الاشكالية على السطح، وفاجأتني سرعة التعامل معها، حيث اقسم وزير آخر بتولي الحقيبة امام الملك.
هنا اسأل عن المزاج الذي تعيشه الحكومة اليوم، هل هو صحي، ام عليل، فمن يقرر قرارات غير شعبية قاسية بحجم ما كان بالامس يلزمه كثير من الهدوء والوعي والرؤية السياسية.
ألا يدرك الرئيس ان الناس تشبه البالون الممتلئ الى حد الى ما بعد الاشباع، وان الاحتقان الاجتماعي بلغ مداه، وما يحتاجونه ليس ابعد من مداراة حكيمة، وعدم استفزاز، ورزمة تقشف تشعرهم بأن المسؤولين يشبهونهم.
لا تفقد السيطرة يا دولة الرئيس، سيطر على وزرائك، اطلب من وزير المالية سحب الشكوى بحق الصحفيين مهما كانت شخصية، البلد وأمنه اهم من نرفزتكم وغضبكم تجاه النقد.
نراقب الايام القادمة بقلق، فحزمة الغلاء يسودها الهدوء، ولا نعرف ماذا وراء الهدوء، لكن ما نؤمن به اننا نحتاج الى ادارة حكيمة في الحكومة والامن، ادارة تتقن فن الاحتواء وتبتعد عن التوتير.