لا تظلموا موروثنا…
#جمال_الدويري
أيها السادة، لا تظلموا موروثنا، ولا تحمّلوه ما لا يطيق.
إطلاق #الرصاص بالأفراح، وخاصة مناسبات #الزواج، كان باعتقادي ليس جهلا ولا فروسية وعباطة واستهتارا، كما هو اليوم، بل جزئية ضرورية محددة من حيثيات #إشهار الزواج، مع غياب #وسائل_التواصل الاجتماعي وصعوبة استخدام البريد والتلفون، بل عدم توفرهما قبلاً، وكان صوت إطلاق العيارات النارية، من صاحبها، بمثابة #إخبار ودعوة للعرب، او المجموعة السكانية في المحيط، لحضور #الفرح.
ولم يكن في تلك الحقب الزمنية، #إطلاق_النار بالخطورة التي هي عليه اليوم، لحياة الناس في تجمعات صحراوية متباعدة ضحلة الأعداد، لا تشكل عودة الرصاصة المطلقة خطرا على أحد، ولا كانت أنواع الأسلحة المستخدمة (الخرطوش والعصملي)، خطورة وكثافة ومدى، كتلك التي تلعلع في أفراحنا اليوم (الاوتوماتيكية والرشاشة).
ولا بد هنا من التفريق بين الحقب والأدوات والغاية من استخدام السلاح وكيفيته، ناهيك عن ان ذلك بات مجرّما بموجب القانون، وعواقبه وخيمة كارثية، كم سببت من حزن وألم ونكبات مجتمعية، لا يعلم أبعادها الا الله، ومن اكتوى فعلا بنارها.
وبالمحصلة، ودون ان أسوق مبررا، او أدافع عبطًا عن موروث، فليس كل موروث حميد، ولا كل موروث خبيث او وجب تغييره.
ونحن نسجل تحولات عميقة بأساليب الحياة، وديناميكية المجتمعات، فلا بد ان نعمل المنطق والوعي، وتقديم المصلحة العامة وسلامة الناس، على الخاصة، ولحظة طيش واستهتار عمياء، تفضي بالكثير من الأحيان، الى ما لا تُحمد عقباه.
وليكن رصاصنا زغاريدا تشنف الأذان، تطرب الجميع ويفرح لها الجميع، ولا تؤذي أحدًا، وليس رصاصا طائشا قاتلا يغتال الحياة والفرح.
والسلامة للجميع إن شاء الله.