سواليف – “الإدمان على الإنترنت” أصبح حالة مرضية شائعة نظرا لارتباط الكثيرين بهذه الشبكة العنكبوتية التي تقدم كل ما يمكن أن يخطر بالبال تقريبا للمستخدم. وبشكل مرتبط بهذا الإدمان يوجد إدمان آخر يتركز على إحدى خدمات الإنترنت والحديث هنا سيتركز على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر “الفيسبوك”.
أولى وأهم خطوة لكسر الإدمان على عادة معينة يجب أن تكون معرفة الدوافع النفسية التي قادتك لاختيار تلك العادة منذ البداية:
– التنقل عبر صفحة الفيسبوك صعودا وهبوطا يعد عرضا من أعراض الميل نحو التأجيل: يحاول القائمون على “الفيسبوك” الاستفادة من ميلك للتأجيل والمماطلة من خلال جعل صفحة الأخبار التي تشاهدها أول ما تفتح حسابك على الفيسبوك “لا نهائية”، بمعنى أن المستخدم مهما تحرك هبوطا عبر مؤشر الفأرة مثلا فإنه لن يصل لنهاية الصفحة مطلقا. لذا فبدلا من وضع “الفيسبوك” في قالب الموقع الاجتماعي الذي يساعدك على التواصل مع الآخرين تذكر أنه العدو الأبرز للإنتاجية وبالتالي يفترض أن تتغير نظرتك له الآن أليس كذلك؟
– النشر المبالغ به على “الفيسبوك” يعد عرضا من أعراض الشعور بالوحدة: يعد “الفيسبوك” مثالا مناسبا لما يعرف بتلفزيون الواقع الذي يبث أخبار الآخرين يوميا وعلى مدار الساعة. ترى هل تجد أنه من الضروري أن تخبر الآخرين عن نوعية الطعام التي تناولتها على الغداء اليوم؟ هل معرفة نوعية الطعام تضيف أي معلومة قيمة للآخرين؟ بالتأكيد لا، لكن السبب الحقيقي لقيام البعض بهذا هو شعورهم بالوحدة والانعزال. فضلا عن هذا فإن نشر الأشياء الخاصة والتي لا تحمل قيمة للآخرين تشير إلى شعور المرء بعدم الثقة بنفسه وبالتالي يقوم بالنشر من أجل أن يحصل على تأكيد من خلال إعجابات الآخرين بما قام بنشره.
– التلصص على صفحات الآخرين يعد عرضا من أعراض التعرض لأزمة عاطفية أو المقارنة غير الصحية بالآخرين: يسهل “الفيسبوك” على المستخدم أن يتلصص على غيره دون علمه. لكن علينا أن نعلم أن هناك سببين رئيسيين للتلصص على الآخرين؛ التلصص على صفحة شريك/ة حياتك بعد الانفصال وهذا الأمر لا يفيد بشيء بل بالعكس قد يفتح جروحا يستحسن غلقها. وحتى لو كان هناك أمل بعودة الحياة لسابق عهدها فالتلصص لن يفيد بل الأفضل التجرؤ وفتح حوار مع الطرف الآخر سعيا لإيجاد الحلول المناسبة للطرفين. السبب الثاني للتلصص هو مقارنة النفس بالآخرين وهذا السبب أيضا لا يؤدي إلا إلى المزيد من الأضرار، فلنهتم بتطوير أنفسنا دون مقارنة حياتنا بحياة الآخرين التي إن تشابهت في جهة فإنها تختلف في الكثير من الجهات.
– التفقد المتكرر للفيسبوك يعد عرضا من أعراض عدم الصبر أو السعي للحصول على اهتمام الآخرين: يستفيد “الفيسبوك” من رغبة المستخدم بالحصول على متعة فورية. فالدماغ البشري يحصل على دفقة من “الدوبامين” كلما رأى المستخدم المدمن على الفيسبوك ذلك اللون الأحمر الذي يشير لوجود إشعار جديد له. علما بأن “الدوبامين” عبارة عن مادة كيميائية في الدماغ تجعل المرء يسعى للمتعة من خلال الطعام وغيره من الأشياء التي قد تمنحه متعة فورية. وعلى الرغم من أن مصطلح “المتعة” يعد إيجابيا، لكن”الدوبامين” يمكن أن يؤدي لسلوكيات مدمرة للمرء لو فقد السيطرة على رغباته. فعلى سبيل المثال لو أدمن المرء هذه النوعية من المتعة فمن المحتمل أن يتخيل أن قيام أحدهم بوضع إشارة إعجاب على أحد منشوراته دليل على أن هذا الشخص يحبه وبالتالي يضيف منشورات أخرى سعيا للحصول على المزيد من الإعجابات.
ومن الحلول المقترحة لكسر الإدمان على “الفيسبوك” ما يلي:
– اعترف بأنك مدمن على استخدام “الفيسبوك”: لا يمكن لأحد أن يحل مشكلة ينكر أنها موجودة أصلا. الغرض ليس أن تقوم بلوم نفسك لكن كن صادقا مع نفسك لدرجة أن تعترف بأنك مدمن على استخدام “الفيسبوك”.
– كن يقظا للدوافع التي تقودك للإدمان على “الفيسبوك”: تحدثت منذ قليل عن عدد من الدوافع التي تقود للإدمان على “الفيسبوك”، قد تجد أنك تعاني من بعضها وقد لا تجد هذا، المهم حاول أن تتعرف على الدوافع الخاصة بك واعمل على إزالتها قدر الإمكان وتدريجيا.
الغد