سواليف
لأسابيع طويلة كنت تؤجل قراءة هذا الكتاب، ويجب عليك أن تكون قد انتهيت من قراءته بحلول الغد، مهما كان هدفك من القراءة، إن كنت ملزماً بها لأجل واجب مدرسي، أو لأجل أن تتفادى الظهور بمظهر الكسول أمام زملائك في نادي الكتاب الذي ستذهب إليه في الغد، لا تفقد الأمل، قد تبدو فكرة قراءة كتاب كامل في يوم واحد صعبة، ولكن لننظر إليها من ناحية رياضية بسيطة.
بإمكان الشخص البالغ أن يقرأ (200-400) كلمة في الدقيقة، متوسط عدد كلمات الروايات يراوح بين (60.000-100.000) كلمة، إن كنت تقرأ بسرعة 300 كلمة في الدقيقة، فإنك ستتمكن من إنهاء رواية تتكون من (80.000) كلمة خلال خمس ساعات أو أقل.
قد يبدو هذا كثيراً، ولكنه ممكن، وتستطيع تحقيقه دون تجاوزات أو قفزات، ولإنجاز هذا عليك أن تتبع التالي:
ابحث عن المكان المثالي للقراءة.. التشتيت عدوك الأول، أي شيء بإمكانه أن يشغلك عن قراءة كتابك فإنه سيضاعف من الوقت اللازم لإنهائه، الإنترنت، الأصوات، الشاشات، الألعاب، الحيوانات الأليفة، الأصدقاء، الغرباء، وحتى وأنا أكتب لك هذا المقال في المطار، أستطيع أن أشعر بنفسي وأنا أنشغل بسبب الآخرين من حولي، افصل ذاتك من كل شيء، اسجن نفسك في غرفة وضع سدادات الأذن، اذهب إلى أكثر بقعة هادئة في مكتبتك، فكّر في مقدار العزلة الذي تحتاجه، ثم ضاعفه مرات كثيرة حتى تحصل على مكانك المثالي، اقرأ على مراحل، وحافظ على نشاطك.
عندما تبدأ بالتركيز على مهمة واحدة لوقت طويل، تتعرض طاقتك للإجهاد، ويتلاشى انتباهك بالتدريج، لذلك أنت بحاجة إلى فترات توقف منتظمة، كي تحافظ على نشاطك وحماسك، إلا إن كان كتابك خارقاً للعادة ومشوقاً لدرجة بالغة، وإلا فإن الأمر سينتهي بك للملل وتركك له.
ضع المؤقت واقرأ 20 دقيقة، ثم قم بفعل نشاط ما يجعلك مشغولاً مدة 10 دقائق، بإمكانك المشي لمسافة قصيرة، بإمكانك الاستماع إلى موسيقى صاخبة، الأمر عائد لك، الهدف من هذا التوقف هو أن يستعيد ذهنك صفاءه للجولة القادمة من القراءة، بإمكانك أيضاً تجربة تقسيم الكتاب إلى مقاطع، وعند انتهائك من كل مقطع تستطيع مكافأة نفسك بقطعة من الحلوى مثلاً، أو بوجبة لذيذة تحبها، بإمكانك أيضاً التوقف لمشاهدة حلقة جديدة من مسلسلك المفضل. سجل الملاحظات حول كل ما يلفت انتباهك في الكتاب.
بقاؤك نشطاً خلال قراءتك سيجعلك تتمكن من التركيز أكثر، كتابتك للملاحظات تمرين جيد، لذلك احرص على تسجيل كل الملاحظات الممكنة، الكلمات الجديدة التي لا تعرفها، الأفكار التي قرأتها بين السطور، دوافع الأبطال في الكتاب، المشاعر، وحتى الانطباعات التي تركتها الأجزاء المهمة من الكتاب فيك.
لا تنس القهوة!.. قد يبدو هذا أمراً مكرراً، ولكن ماراثون القراءة هذا سوف يسحقك، ستصل إلى مرحلة لن تتمكن فيها فترات التوقف القصيرة من مساعدتك، هنا بإمكانك اللجوء إلى القهوة، وإليك بعض النصائح التي ستساعدك:
لا تبدأ ماراثون القراءة بشربك للقهوة، إلا إن كنت تشعر أنك بحاجة ماسة إليها، لا تشرب مقداراً مركّزاً وقليلاً من القهوة، أنت لا تريد الطيران للفضاء، بل القراءة! لذلك أنصح بأن تشرب قهوة تتسلل إلى جسدك مع مرور الوقت وتساعدك على التركيز لفترات طويلة، لا تضع الكثير من السكر مع قهوتك، من الأفضل الحفاظ على جسدك دون سكريات في هذه الفترة، لأنك سوف تشعر بشعور سيئ عندما يمر وقت طويل من شربك لهذه القهوة.
استغل كل مكان ممكن خلال يومك إن اضطررت للتنقل.. من الأفكار الجيدة في حال اضطررت للخروج من مكتبتك في يوم القراءة هذا، أن تحمل سي دي للكتاب أو ملفاً صوتياً بإمكانك سماعه خلال قيادتك للسيارة أو مشيك في الشارع، بهذه الطريقة سوف تحافظ على معدل قراءتك طوال ساعات اليوم دون فترات انقطاع طويلة. وذلك بحسب ما ترجمت صحيفة الرياض عن مصدر أجنبي.