” كهف أفلاطون …الوهم أمريكيا “

” كهف أفلاطون …الوهم أمريكيا ”
د . محمد شواقفة

لكي لا أبدو غرائبيا و كمثل مثقفي النخبة الذين يكتبون ما لا يفهمه أحد و ربما لا يقرأه أحد … سأوضح العنوان …

أفلاطون وصف نظرية فلسفية لم تلق رواجا كبيرا عرفت بنظرية الكهف و هي بتبسيط شديد مجموعة من الناس تم احتجازهم بكهف و تم تقييدهم بالسلاسل و كل ما يرونه على الحائط المقابل كان ظلا لكل ما يمر من أمام الباب و هو الفتحة الوحيدة على الخارج … و طبعا صور الظل تخفي الكثير من التفاصيل و لا تشابه الحقيقة الا قليلا … و لتوضيح فكرته افترض ان احد السجناء تم اخراجه ليرى العالم الحقيقي لفترة ثم اعاده الى زملائه السجناء … وقف عند الباب يخاطبهم و يشرح لهم ما استكشف و رأى … كانت صدمته كبيرة لأنهم لم يستوعبوا تماما ما الذي يحاول قوله و وصفه لهم رغم أنه لا سبب لديه ليكذب عليهم و لكن صدمته كانت أكبر عندما لم يتعرفوا عليه من ظله …

انشغلت محطات الاخبار بنقل تفاصيل محاولة عزل الرئيس الامريكي بتهم تتعلق بالنزاهة و الفساد … و رغم ان الامر كان معروفا للجميع بأنه لن يفضي لأي نتيجة و لكنهم واصلوا الاداء خطوة بخطوة و كلمة كلمة و الجميع يعرف ان ذلك مضيعة للجهد و الوقت .. فخصومه من الحزب الديمقراطي يصوتون بدون اي استثناء ضده و اعضاء حزبه بالمطلق تقريبا باستثناء واحد صوتوا لصالحه .

مقالات ذات صلة

في محاولة يائسة لفهم هذا النموذج الزائف للديمقراطية التي تحمي الفاسد و تعرقل سير العدالة تذكرت افلاطون و كهفه .. هل يعقل أن كل الجمهوريين مقيدين بالسلاسل و يعيشون في كهف لا يرون بعيونهم الا ظلالا لا تمت للواقع بصلة ؟… و هل يعقل ان حزب الديمقراطيين تبنوا طريقة تفكير شعارهم ” الحمار ” فاكتفوا بقضم اوراق المحاكمات و الادلة في محاولة سريعة لفهم الامر و ربما هضمها ؟

سأل أحد المتفرجين في سيرك كبير ذلك المهرج : كيف تستطيع التحكم بهذه الفيلة و هي بهذه الضخامة ؟

فأشار إلى رباط صغير حول أحد أقدام الفيل: نضع هذا الرباط على قدم الفيل منذ ولادته و نجعله يعتاد عليه فيظن انه مركز للسيطرة عليه و تكبر معه هذه الفكرة فلا يمكن تغييرها.

” دبوس على الوهم ”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى