كنافة 7 / 10
د. #جودت_سرسك
سلامٌ على الذين خرجوا مِن تحت #الأنقاض ونفضوا الغبار عن وجوههم ورؤوسهم بعد أن أبرَمت دولة إسرائيل وقنابل أمريكا لهم أمراً فقالوا لهم إنّا بحول الله لكم مُبرِمون.
#سلام على #المقاومين الذين تلثموا بشماغ #الكرامة وأخفوا وجوههم خشية أن تصيبهم سهام العمالة فوشموا أسماءهم على أذرع أطفالهم المتوضئة فجرا حتى يشهد العالم على جرائم بني صهيون وموت الضمير الإنساني وهو يتبجّح بإبادة شعب كامل ويعلنها حقّا له ودفاعاً عن نفسه.
سلام على جند الله وعلى الآسرين الذين اعتلوا دبابات الغاصبين فمرّغوا برؤوسهم التراب وسحلوهم في أزقة غزة مخزيّين.
سلام على الذين ماقنطوا وأعدّوا لهم وبدأوا بماسورة ماء فصنعوا فيها البارود فصارت صاروخا وصلَ إلى تلّ الربيع فخرّ أهلها مذعورين فأطلقوا صافرات الإنذار وفرّوا إلى الملاجيء رغم امتلاكهم لمئتين من الرؤوس النووية، لم يشفع لهم مفاعلهم الديموني الذي أنشأته فرنسا المستعمرة الغاصبة اذعانا لنبوءتهم وأساطيرهم.
سلام على أبي عبيدة ومحمد الضيف الذين تعلو بأسمائهم أصوات حناجر الغاضبين المتشوقين للنصر بعد خمس وسبعين سنة من الاحتلال والإذعان.
لا صوتَ يعلو على صوتِ أبي عبيدة ومحمّد الضيف أمام ساحات المسجد الحسيني وفي أكناف السفارة وساحات الزرقاء وإربد والمفرق وحي الطفايلة الذين يهتفون لوطن واحد من عمّان إلى غزة وكلِّ فلسطين، شاهدون على مجازرهم وتخاذل قياداتهم الذين أعلنوا سراً وعلانية نبل الهدف في إبادة حركة المقاومة الإسلامية المقدسة حماس وتقديم كلّ الإغراءات المالية لدول الجوار لحصار أطفالهم وتجويع نسائهم في شِعب بني هاشم في غزة الصامدة.
سلام على غزة وأطفالها ونسائها المحتسبات اللواتي يجمعن مابقي لهن من ثياب أطفالهن التي اختلطت بالدم، أولئك الذين آمنوا بربهم فزادهم هدى وصبراً واحتسابا.
سلام على الأكفّ الضارعة والعيون الذارفة في كل العالم، تعتصر ألَما من عجزها إلا مِن الدعاء لغزة ومجاهديها.
سلام على كلّ من يرتّل آيات الله فيصدح بها ويردد قوله تعالى: (أم يحسبون أنّا لا نسمع سرّهم ونجواهم بلى ورسُلنا يكتبون)، أم يحسب الظالمون أنّ الله لا يسمع صوت صواريخهم وحاملات طائراتهم وحصارهم وإغلاق المعابر واستقبال سفرائهم وإبداء المساعدة لما بعد غزة وبعد شعب حماس.
قد لا يمكّن الله لنا رؤية النصر في غزة ولكنّ ضمائرنا عرفَت كيف يكون الشرفُ والعزّة ولو لمرّةٍ في العمر، حينها انتفض العامل والسائق والبائع لتوزيع الكنافة على المارّة عند أبواب الأسواق والجوامع والكنائس.
سلام على موسى الذي لم يدخل فلسطين ولم يرَ نصرها فمات في التيه، وأخيه إبراهيم الذي وفّى فقاوم النمرود وحطّم أصنامهم وأُشعِلت له النيران التي تشوي الطيرَ إنْ مرّ فوقها وآجرت في جٍمع حطَب احتراقِه النساءُ الحوامل تبرّكا وتقرّباً للنمرود وشياطينه ومعوناتهم، فنصرَه اللهُ وخذل نيرانَهم فكانت برداً وسلاماً على إبراهيم. غمامٌ وسلام وبركاتُ السماءِ عليك يا نبي الله إبراهيمَ رغم كلّ الكرامات والمعجزات فلم يخرج معك أحدٌ إلا لوط عليه السلام.
هجرْتَ العراق ونماريدَها وزحفتَ إلى فلسطين حيث الملثّمون الذين تبِعوا سيرتَك ونهجَك فقالوا يا نبيّ الله افعل ما تؤمر.
لا سمح الله أن يناصرك النماريدُ والآثمون، فنَمْ قريرا ودعْ التدبير لله فما عليك إلّا البلاغ.
بركاتٌ من الله ورحماتٌ على مَن صَبرَ واحتسبَ وحوْقَلَ ومعْلَشَ حين نبّأه أهلُ الحيّ عن فقده زوجَه وأولادَه وهو كالزيتون شامخ يحمل ميكروفونَ العزّ والرجولة.
الذين يبيتون لربهم في الأنفاق سجّدا وركّعا يحملون صواريخهم، سلام على أبطال غزة الذين شقوا جدران سجونهم بملعقة حديد مهترئة فغلبوا أساطير جلجامش وهرقل الذي قتل أسداً بيديه وحمله على أكتافه. سلام عليك يا غزة وعلى شطآنك ورجالك ونسائك سلام على الذي لقّن أخاه الشهادة حين علَتْ فوقَه الأنقاضُ ثمّ عاد للحياة.
سَقامٌ وشؤمٌ على الذين خذلوك فضيّقوا عليكِ ولم يُطعموك ويسقوك وتمايلوا رقصاً على وقْعِ صوت الثكالى وجراح أبنائك وصراخ الملهوفين.
سلام على بوليفيا والتشيلي ونداءات البابا والعمامات السود الذين ناصروك بالكلام والضمير ووشحوا هاماتهم بالكوفية الغزاوية ودموعهم تذرف على بحرك وركامك وأنقاض أطفالك النازفين.