كفى هروبا من الواقع المرّ نحو التساؤل.. اين المشروع العربي ؟

كفى هروبا من #الواقع المرّ نحو التساؤل.. اين #المشروع_العربي .
ا.د #حسين_محادين*
(1)
ان مجموع #الحريات في #الوطن_العربي لا تكفي أديبا واحداً كي يتنفس – الروائي يوسف ادريس على الارجح.
(2)
في علم اجتماع السياسة باجتهادي؛ دور المفكر التنويري الواثق من وعيه وادواته العلمية كالطبيب تماما ،إن احسن تشخيص المرض الفكري والسياسي في مجتمعه، اجاد في وصف الدواء الشافي لواقعه المريض ومستقبله المُتمنى.
هكذا فعل ونجح تاريخيا علي سبيل المثال العلامة والمفكر المسلم أبن رشد “القرن الخامس هجري” في إشهاره الناجز للوعي التفكري الناقد كضروة لإعمال العقل اولا واول. وبالتالي ودفع اثمان هذا الوعي الناهض بأن تم حرق كتبه كي لا يخلخل الركود الفلسفي والحياتي الجمعي الاسن في عهده.
وكذلك نجح
المؤرخ والقاضي والسياسي العلامة مؤسس “علم العمران” وليس علم الاجتماع كما هو متداول خطئا، واقصد ابن خلدون منذ القرن الرابع عشر ؛ منتصف القرن الخامس هجري في مجتمعه .
وكذلك نجح عالم الاجتماع العراقي والعربي ا.د علي الوردي في تعميم الوعي في كتبه مثل”وعاض السلاطين، الشخصية العراقية، وتاسيس علم البارسيكوجي او الحاسة السادسة.. الخ” الذي توفي في عمان 1995 عندما استضافته الدولة الاردنية للعلاج بالضد من مرض السلطان في مدينة الحسين الطبية.
فأي هي جرأة مفكرونا المعاصرون على ندرتهم وشُح تاثيراتهم في العقل الجمعي العربي المسلم عبر تشخيصهم المشتهى لواقعنا المأزوم والمهزوم غير المجامل لامراض واقعنا العربي الراهن ..؟.
(2)
غالبا ، العرب حُكاما ومحكومين، ربما بحكم ثقافتهم الصحراوية الجافة وعقلية الفارس القصام المُغالِبة اي غير المُحاوِرة وعياّ وممارسات نتيجة لتضخم منطق “الانوية-من الانا ” لديهم لا يحبون المرايا او حتى ضرورة النظر اليها باستمرار ،لان المرايا كالعلِم تماما، كلاهما محايدان ،بلا قلب او عواطف لذا فانها تُريّنا انفسنا وذاتنا الجمعية كشعوب عربية ومسلمة على حقيقتها دون فلترة او نفاق… فعن اي مشروع عربي نهرب من مرارات واوجاع حياتنا المعاصر للتغني به وبضرورة وجوده ومجموع ما ينفق على العام والبحث العلمي رذاذ من الاموال، وفي ظل مؤسسات تعليم اساسية وعليا قطرية العلم والمعارف نتيجة لتسيسها من قبل السلطات الحاكمة هنا او هناك ، حيث غدت جراء ذلك التسيس الوساطات تفتقد الى كُريات الدم البيضاء المحصنة لها في فكرها وخريجيها للأسف، هذه الكريات التي تُحصنها من سطوة امراض مجتمعاتنا عليها من جهويات، وغيبيان ومحسوبيات مع قصور في الوعي ادوارها القائدة للمجتمع وليست منقادة له كما هو الحال راهنا، وكيف تكون قائدة وهي- رؤى فلسفية ، مناهج تدريس، وجل التدرسين- لاتعرف او تتلمس او تختلط مع اوجاع وطموحات انساننا العربي المسلم، ومع كل هذا المرار والغموض المعرفي تطالعنا اصوات تبريرية وهروبية من الواقع وتساؤلية عزوّية/من عزو صارخة بصوت أخن يعرف تماما مبررات عدم وجود مشروع عربي في واقع يكرس فكر ووقائع كل ما هو طائفي و قُطري قاصر في مفردات واقعنا الحالي …
لن يكون هناك مشروع نهضوي عربي اقصد في الاقل”ولايات عربية متعاونة” في المدى القرب..مادام الانسان العربي المسلم يعيش امراض الجهل والفقر والغيبيات، جراء تراجعنا في توظيف العِلم الحقيقي والنافعة كما في المجتمعات المتقدمة واستمرار إستئثار القِلة القليلة في غياب دول القوانيين العادلة والمؤسسية الحقة التي يجب ان تدير بشفافية الثروات والقرارات الحياتية والسيادية لولاياتنا، بعد ان نقلص في عقولنا وبلداننا اي شلة تؤمن بانها ملهمة تصل حد القداسة لا يجب مناقشتها او حتى انتقاد قراراتها او سياستها غير الحصيفة غالبا بدليل ما وصلنا اليه من هزائم وتخلف ..ومع هذا كله ، نحن اقوام. مازلنا، لا نرغب او حتى نحب للآن ان ننظر الى المرايا التي تصارحنا بواقعنا القاتم من دون تورية او تزييف…
اخيرا….
لنتصالح مع المرايا فهي كحقيقة انفسنا عربيا ومسلمين لذا فهي ايضا صديقتنا الاصدق.. فهل نحن فاعلون افراد ودول…؟.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى