كشف #التضليل
د. هاشم غرايبه
يحكى أن اثنين من #الرعاع تشاجرا، فتشاتما، وأخذ كل منهما يكشف عن مناقص الآخر، فقال أحدهما: يكفيك قبحا أن أمك شوهدت في أحد بيوت الدعارة، فاحتد الآخر: هذا كذب فمن الذي شاهدها هناك، فرد عليه أمي رأتها، فرد عليه الأول: فماذا كانت أمك تفعل هناك؟.
لا تتغاضى #الدول_الفاجرة (التي تسمى القوى العظمى)عن #جرائم الدول الأخرى إلا إن كانت شريكة لها في الجرم، ولا تسكت إحداها عن #ظلم أخرى لآخرين، إلا أن كان هنالك مصلحة لها بذلك، أو كانت مقايضة: سكوتا بسكوت.
ولا ينكشف كل ذلك الذي كان مستورا، إلا ان تضررت مصلحة أحدهما، أو نقصت الحصة من النهب المشترك.
مثلما أنه لا تنكشف #جريمة من جرائم نهب #المال_العام إلا بتخاصم أعضاء العصابة الحاكمة، كما لا يكشف مؤامرات الاستيلاء على مقدرات الشعوب أكثر من تنازع المستعمرين.
في آخر قصص #الخداع، وهي جائحة الكورونا، خفتت فجأة أصوات من كانوا يستجيبون لروايات الضخ الإعلامي المبالغ فيه حول خطورة الحالة، ويتراكضون مذعورين للحصول على اللقاحات على أنها المنجية الوحيدة من الموت المحقق.
وفجأة زال كل ذلك الهلع، وعادت كل الدول عن قرارات الإغلاق والمحاصرة والتضييق على التجمعات، وعاد الإحتضان والتقبيل بدلا من الاكتفاء بالسلام عبر تقارع الكوعين.
فجأة اختفى الوباء، ولم يعد أحد يسأل عن الأرقام الهائلة للإصابات والوفيات، ولماذا تضاءلت بهذه السرعة .. بل لم يسأل أحد كيف اختفى الوباء، مثلما لم يجرؤ أحد على التساؤل كيف بدأ.
فهل ذلك إثر هزيمة ساحقة ألحقها التحالف الدولي بذلك الفيروس المجهول الأصل..مثلما فعل بقصة الحرب على الإرهاب المجهول؟.
أم لنجاح الشركات الاحتكارية لسوق الدواء باختراع العلاج السحري له؟..علما بأنهم يؤكدون أنه لا علاج للفيروسات.
أم أن ذلك بسبب المطاعيم التي فرضت على الناس .. مع أن المصادر الرسمية كانت تؤكد عدم وجود فوارق في الإصابة بين من أخذ الجرعات جميعها وبين لم يأخذها، ولا بين المطاعيم.
فما الأمر؟.
هل ستتواطأ كل الأطراف العالمية على التعتيم وإبقاء الناس يغطون في حالة الغونمة، ويستمرئون التجهيل؟ كما حدث في قصة الارهاب.
أول الغيث قطر، فأول تشكيك في أن القصة لم تكن وباء طارئا بل متعمدا جاءت من الروس، فقالوا بأنهم اكتشفوا تحت مجمع “آزوفستال” الصناعي الذي احتلوه في أوكرانيا، مصنعا أمريكيا للأسلحة البيولوجية.
ثم جاءوا بقصة الطيور المرقمة، والتي تعني استخدام الطيور المهاجرة في نقل الفيروس المصنع قصدا ونشره في أماكن معينة، وبالطبع سارعت أمريكا الى اعلان براءتها، ثم شايعها الغرب على رفض التهمة، ورد الروس في طرح المسألة على مجلس الأمن، والذي تقبر فيه كل القرارات العادلة ولا يطبق إلا تلك الظالمة، لذلك ينعدم الأمل في انكشاف الحقيقة.
قد يسأل المشكك في الرواية الروسية لماذا لم تعلن ذلك إلا الآن، وبعد أن شكل الموقف الغربي المؤيد لأوكرانيا في حرب الروس عليها ضغطا إعلاميا مزعجا للروس.
الإجابة هي ما أوردته في أول المقال.
فليس الأمر انتصارا من الروس للحقيقة، بل هو من باب استخدام كل الأسلحة في النزال بينهم وبين الغرب. كلا الطرفين فاجر، لا يقيم وزنا للأخلاق ولا للأعراف الدولية، فعندما ظهرت المسرحية الأسبق وهي محاربة الإرهاب، وجد الروس فيها دورا ومطمعا، فسكتوا عن التلفيق والتزوير الهائل، بل شاركوا فيه لما نالوا حصتهم من الغنائم.
وفي قصة الكورونا، وجدت فيها كل الحكومات شماعة تعلق عليها كل فشلها وتحيل إليها الكوارث الاقتصادية التي ألحقها النظام الرأسمالي بالعالم، فزاد الفقراء فقرا فوق فقرهم، والأغنياء أكلت الحيتان الكبيرة فيهم الأصغر منها.
وعلى صعيد أمتنا المنكوبة بحكامها، استفادت منها الأنظمة العربية الفاشلة فازداد نهب الجشعين، وتستروا برهة من الزمن عن العيون.
لذلك مرت خدعة الكورونا كما مرت خدعة الإرهاب، فلم يكن من مصلحة أي من الفجار كشفها.
الآن انتهت الجمعة المشمشية .. ونحن طالما أننا عن سبيل الله متنكبون، وللضالين متبعون، فسنظل في مقاعد المتفرجين بانتظار مسرحية جديدة كملهاة أخرى.