#كاتب_إستدعاءات #المسخوطين
#يوسف_غيشان
كان عطا هو الطفل الأذكى والأشطر في المدرسة، تحديدا أشطر من أخيه عطيه. لهذا السبب كان عطا يتعرض لوابل من مقالب عطيه ، ربما بدافع الغيرة والشقاوة معا.
الآباء أميون ، وقد جلسوا خلال التعليلة يتسلون على مناكفات عطية ، الذي ادعى بأن أخيه عطا لا يجيد القراءة أصلا. ولإثبات ذلك جلب ورقة وكتب عليها كلمة: “بقولها”. وناولها لأخيه عطا ليقرأها.
تناول عطا الورقة ، وعرف الكلمة ببساطة وقرأها بصوت عال :
– بقولها .
فقال له الحاضرون:
– قلها اذا
فقال :
– بقولها
واستمر حوار الطرشان ، عطا يقول الكلمة المكتوبة “بقولها” والمتواجدون يطلبون منه أن يقولها.
ولتثبيت وجهة نظره أكثر وأكثر، كتب عطية كلمة أخرى على الورقة، وهي كلمة” بعرفها” وناولها لشقيقه ليقرأها. فقال عطية :
– بعرفها.
– إذا كنت تعرفها فاقرأها.
– بعرفها
– اقرأها إذن.
وهكذا تبين للمتواجدين في التعليلة أن عطية أشطر وأذكى من عطا ، واتفقوا على تسليمه منصب مختار الحارة .
ولما بلغ عطية السن القانوني للانتخابات النيابية ، تم ترشيحه باسم الحارة، خاض الانتخابات، التي شارك فيها الأموات أكثر مما شارك فيها الأحياء ….فنجح عطية…أما عطا، فقد انضم إلى قائمة المسخوطين في الحارة .
وفي أول تعديل وزاري ، نظرا لمهارات عطية في الدهلزة، فقد صار وزيرا .
وفي أول تشكيل لحكومة جديدة صار رئيسا للوزراء
أما عطا فقد تحول الى كاتب استدعاءات واسترحامات للمسخوطين في الحارة .