قطعت جهيزة قولَ كُلِّ خطيبِ

قطعت جهيزة قولَ كُلِّ خطيبِ

د. #خالد_العمري

المدير التنفيذي للمركز الوطني لتطوير #المناهج

تابعت كبقية الأردنيين عدة مقابلات مع المدير التنفيذي للمركز الوطني لتطوير المناهج (د. عمر أبو غليون)، ولكوني أعمل في القياس والتقويم فإنني أؤمن بالأرقام والقيم الكمّيّة، فدائما ما أقول أن للأرقام حديثا هو أصدق وأدقُّ من مختلف التعابير اللفظية، وهذا ما أتى به السيد أبو غليون في حديثه عن المناهج من حيث أُطرها ومرجعياتها، ومنهجيات بنائها وتصاميمها، ومختلف مكوناتها عبر مختلف الصفوف، إضافة للقائمين عليها.

مقالات ذات صلة

وقبل الوصول للقيم الكمّية فكان مما تطرق إليه وجود خطة متكاملة في عملية تطوير المناهج لمختلف المباحث والصفوف، أي أنها عمليات لها بدايات ولها نهايات، ولكنها بطبيعتها الفنيّة تأخذ وقتا للمبحث الواحد وللصف الواحد، فما بالنا للمبحاث والصفوف كافّة!! كما أنها عملية متكاملة وليست عملية ترقيعية أو أنها متقطعة أو منفصلة عن بعضها البعض؛ لذلك فعملية التطوير عملية تأخذ وقتا وليس صحيحا أن هنالك تغييرا في المناهج بصورة مستمرة وكأن المركز يسير في عتمة التغيير دون نور.  وأيضًا نخرج من متابعة مختلف لقاءاته أنه:

  • في هذا العام الدراسي 24/2025 تم تطوير 29 كتابا لمباحث مختلفة كاللغة العربية واللغة الإنجليزية، والدراسات الاجتماعية، والرياضية، والتربية المهنية، والمهارات الرقمية.
  • كتب التربية الإسلامية تناولت 10 أجزاء من القرآن الكريم 5 منها تلاوة داخل الغرفة الصفية، و1807 آيات في ثنايا الدروس، وحوالي 1200 حديث منها ما هو حفظ وشرح، وأخرى للاستشهاد بها. وأحكام التلاوة والتجويد حضرت بقوة من خلال إدماجها في الكتاب بدلا من كتيب مستقل والذي نادرا ما كان يستخدم في الغرفة الصفية.
  • تم الانتهاء من كتب مباحث التربية الإسلامية والرياضيات والعلوم، والانتهاء هنا لا يعني التوقف بل أن المركز مستمر في استقبال التغذية الراجعة من الميدان والمجتمع وفق آليات وإجراءات محددة بالتعاون مع وزارة التربية، كما أشار إلى أن الاستمرار في تطوير كتب المباحث عملية متصلة ومستمرة لحين استقرار بناء المنهج ضمن إطار زمني محدد،  وأن العمل جار لإتمام كتب بقية المباحث.
  • وفي رد المركز على كلام المغرضين وغير المتحققين أُشير إلى أن كتب المباحث تضمنت دروسا عن أبطال الأردن، والوطن العربي والإسلامي تاريخًا ومعاصرةً فموفق السلطي وفراس العجلوني حاضرين في كتبنا، وغيرهم الكثير من أسود الأردن، و العرب والمسلمين، فلقد تمت الإشارة إلى حضورهم بالصف والمبحث.
  • إن عملية تطوير وبناء المناهج تستندُ إلى الإطار العام للمناهج المستمد من الدستور  ونظام التربية والتعليم والقيم والاتجاهات الأردنية (يوجد إطار خاص لكل مبحث منبثق عن الإطار العام).
  • ولقد شهدت بنفسي أن عملية التطوير تتم بأيدي وكفاءات أردنية خالصة من معلمينا ومشرفينا الذين هم حجر الأساس في عمليات التطوير الذين تشكل منهم مجموعات التركيز الذين يبنون ويراجعون مخطوطات الكتب قبل طباعتها، ولا يوجد أية جهة خارجية لا من قريب أو بعيد لها يد بتصميم وبناء المناهج، وتستلهم عملها من الإطار العام والإطارات الخاصة لكل مبحث، وتستندُ إلى القيم الأردنية واحتياجات الطلبة.
  • يستنير المركز الوطني بالتجارب العالمية في مختلف الدول المتقدمة من حيث آليات العمل والبناء. وتضمين الكتب طرق البحث المتنوعة ضمن سيقات مختلفة للمباحث، كما تركز على استراتيجيات الاستكشاف وحل المشكلات، والتفكير الناقد لغايات جسر الفجوة بين مناهجنا ومناهج الدول المتقدمة علميا مستندين إلى قيمنا وتوجهاتنا الوطنية.
  • العلاقة بين المركز الوطني لتطوير المناهج ووزارة التربية ومختلف كيانات التعليم الوطنية هي علاقات تشاركية، فكافة الأنشطة والأعمال هي تشاركية مع مختلف الجهات وليست فقط تنيسقية أو تعاونية.
  • تمويل المركز وموازنته كاملة من وزارة التربية والتعليم ، ولا يتلقى أي شكل من أشكال الدعم من أية جهة خارجية وتم عرضها بالأرقام في المؤتمر الصحفي.

وأمام كل هذه المعلومات والحقائق فلقد قطعت جهيزة قول كل من يسيء لأعمال وأنشطة وإنتاجات المركز الوطني سواء كان ذلك عن جهل أو عن عمد، والمركز منفتح بمحتلف وسائل وأدوات التواصل أمام الجميع، ومن أسوأ ما يمكن أن يقوم به الفرد أن ينتقد أو يهاجم دون أدنى درجات التحقق والتي هي متاحة للجميع بكل سهولة. إننا أمام تساؤل مشروع وفيه استهجان فمن ذا الذي يقف أمام الحملة الزائفة الممتلئة بالمغالطات التي تريدُ النيل من هذا الصرح الوطني ومنتجاته!! وما الغاية منها؟ وما دورنا كمتلقين ومجتمع تربوي؟

ليس لي دور في الإجابة إلا عن دورنا الذي أرى أنه يتلخص بـ:

  • التحقق من أية معلومة تصلنا، ووسائل التحقق -والحمدلله- متاحة أمام الجميع بمختلف وسائل الإتصال والتواصل مع المركز أو الوزارة، وأن لا ننساق وراء من يُطلق عبارات هدّامة مليئة بالمغالطات، بل علينا الرجوع والتحقق منها ليس أكثر من ذلك؛ وحتى لا نكون أداة تُساق بأيدٍ لها مآرب أخرى.
  • أن لا نكون عونا في هدم قلاعنا الوطنية بأيدينا فنتناقل الافتراءات والمغالطات ونعيد إرسالها لأصدقائنا قبل التثبت من صحتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع”
  • تقديم تغذية راجعة بنّاءة للمركز الوطني لتطوير المناهج ووزارة التربية والتعليم، ففي النهاية هذه الكتب والمناهج هي جهد بشري، وبالتالي احتمالية الخطأ واردة والتغذية الراجعة تكون لغايات تجويد العمل وتكامله.
  • على المؤثرين والجهات الإعلامية نشر الوعي بأهمية توخي المصداقية والدقة في تبادل المعلومات وليس ركوب موجات وترندات الإشاعات مما يزيد الأمر سوءا وتعقيدا فإن من تورّط في كذب فقد وقع في شرك كبير.

             “إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ” صدق الله العظيم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى