قصة الموز في غور الأردن
موسى العدوان
حدثني والدي رحمه الله، أن العدوان كانوا يمتلكون اراض واسعة في غور نمرين والشفا، قبل ظهور الإمارة وإعلان دولة شرق الأردن، وحيث لم تكن هناك دائرة أراضي تسيطر على هذا الموضوع.
وفي النصف الثاني من القرن التايع عشر، قام شيخ العدوان علي الذياب بتوزيع تلك الأراضي على العشائر التي تسير في ركابه.
اعتمدت سياسته في التوزيع على منح عشائر الصالح، والنمر، والكايد، أراضي في الغور وتحديدا في شونة نمرين، والكفرين، والرامه، باعتبارها اراض زراعية خصبة تتوفر بها المياة مجانا. وتنتج الخضار والحبوب والفواكه، وخاصة الموز تلك الفاكهة الشهيرة والغالية الثمن في حينه. واهذا كانت النظرة لأهل الموز باعتبارهم من طبقة الأثرياء.
بينما منح بقية العشائر الأراضي المرتفعة – لحسن حظهم – في مغاريب وشمال عمان، باعتبارها أراضي بعل، تعتمد على مواسم الشتاء، والزراعة بها محدودة بأنواع معينة.
تطور الزمن وأصبح الاعتماد على الزراعة في النصف الثاني من القرن العشرين، أقل أهمية منه في أراضي الشفا، نظرا لقيمتها التجارية. وعليه تحول الملاكون من أهل الشفا، ليصبحوا الأكثر ثراء من أهل الغور.
هنا حاول أهالي الغور إعادة تقسيم الأراضي وديا مع أهالي الشفا، إلا أن القانون والمنطق فرض نفسه، وبقي كل شيء كما هو عليه.
وفي هذه الأيام أصبح ” غور الموز ” لا قيمة له، مقارنة مع غيره من المناطق ذات القيمة الكبيرة، فأصبح أهل الغور يتندرون باوضاعهم المؤسفة، ويتبادلون التهاني بالأعياد قائلين : ” كل عام وموزكم بخير . . ! “.