قراءة لقراءة حكومة النسور
المنطق السياسي يقول أن عمر الحكومة يتناسب طردياً مع الاستقرار الداخلي للدولة في شتى المجالات السياسية منها و الاقتصادية ، لأنها في كل يوم تملك وقتاً يجعلها تحقق برنامجها و الذي من المفترض أن يكون قائما على رفعة الوطن و تقدمه و ما سينعكس ذلك إيجابا على المواطن و إن كان بعد حين و لكن الناظر المتأمل لواقع حكومة عبد الله النسور يجد أن بداياتها كانت مشجعة و تدعو للتفاؤل خاصة أنها استطاعت قراءة الشارع بشكل ممتاز ، فأنقذت الوطن من مغبة الوقوع في خريف الربيع العربي المزعوم ، إلا أن قراءتها الدقيقة للشارع جعلها تزداد طمعاً و تجبراً يوماً بعد يوم !
يا ترى ألم تعِ هذه الحكومة أن الشعب قادرٌ على إسقاطها في غضون أيام و إن كان ذلك على حساب الوطن في بادئ الأمر ، لأن لجميع أشكال المعارضة في الوطن ثأر مع هذه الحكومة ، هذه الحكومة التي باتت تظن أنه لم يعد هنالك ند لها في لعبة السياسة ، و هذه بداية نهايتها !
ما يميز هذه الحكومة عن سابقاتها أيضا أن الدولة العميقة تقف على الحياد و لا تؤثر في قراراتها كما عهدنا في سالف الحكومات ما جعل حكومة عبد الله النسور تظهر للمحلل السياسي على أنها حكومة صاحبة ولاية عامة و هذا الأمر يبعث على الرضا في الصالونات السياسية للدولة ، و لكن الحياد في عالم السياسة لا يعني الأمان على الإطلاق ، بل هو مبرر لأي انطلاق !
إسقاط حكومة النسور لم يعد صعباً كما كان ، فالشارع الآن يحتاج فقط لأي شرارة جادة ليشتعل و يحرق جذور تلك الحكومة ، و لتكن على سبيل المثال لا الحصر حراك كحراك المعلمين و الذي بات أكثر و أسهل تنظيماً ، و لكن المشكلة الكبرى تكمن في الفجوة السياسية التي ستحل في الدولة و ما سيصاحبها من تصفية حسابات و المشكلة الأعظم أننا سنعود مجدداً لنبدأ من جديد ، فلم تخطو هذه الحكومة أية خطوة في الإصلاح السياسي !
على هذه الحكومة التراجع في عنجهيتها و التنازل عن عنتريتها ، فالشارع قادر أن يغير قراءته في أي وقت و الوطن لا يحتاج لذلك التغيير ، على الحكومة أن تعيد تصويب أوضاعها السياسية تماماً كما تفعل مع أوضاعها الاقتصادية ، و إلا فإن وبال مردها سيتذوقه الجميع !