في ذكرى استشهاد وصفي التل
د. قـــدر الدغمــي
وصفي لم يكن فاسداً .. ولا ناهباً .. ولا سمساراً .. هذا هو الميزان .. !
هل تأمّلتم سيرته .. ولماذا نتحدث عن الشهيد وصفي التل ..؟
نتحدث عنه .. لأننا ببساطة لا نجدُ أحداً غيره .. خلال خمسون عاماً على الأقل
نتحدث عنه .. لأننا بحاجة ملحة لأن نتحدث عنه .. فأجيالنا عطشى لنموذجٍ ومثال يشبهه
نتحدث عنه .. لأنه يقف في ذروة القلّة الرائعين النادرين عبر تاريخ الوطن على امتداده
نتحدث عنه .. لأننا نتحدث عن الأردن التي أرادها ونريدها
نتحدث عنه .. لأنه مات فقيرا .. ووحيدا في سبيل قضيتنا
نتحدث عنه .. لأنه لم ينتم لحزب أو مذهب أو طائفة أو منطقة أو قبيلة .. كان منتميا للأردن فقط
نتحدث عنه .. دون قيد أو شرط أو مجاملة.
ما أروع أن تكون طليقا من كل قيد .. كي تحكم على الرجال في ميزان الرجـــولة ..!
نتحدث عنه .. لأن الأجيال حائرةٌ تائهة .. فلا نموذج ولا مثال إلاّ عابر سبيل أو صدفة .. أو أطماع ناهب أو متكسب على حساب وطنيته ..!
يغضبون ويعتبون لأننا نتحدث عن مآثر وصفي التل وصفاته ..!
هل تأمّلتم سيرته بتعمق ..؟ هل أدركتم لماذا نتحدث عن الشهيد وصفي التل ..؟
وصفي .. لم يقصي بعيد ولم يقرب قريب كان هو الرقم الذي يقسم على الجميع دون باقي.
وصفي .. لم يمتلك رصيدا في بنك ولا يملك شركة أو منزلاً فخماً.
وصفي .. لم يمتلك سوى راتبه وحب الشعب وتراب الوطن.
وصفي .. لم يخصخص مؤسسة أو يعقد صفقة أو يغامر في تجارة بأموال الناس.
اقرأوا التاريخ جيداً فميزان الرجولة حساس .. وحب الوطن والتضحية في سبيله ليس بكثرة الكلام واللعب على مشاعر الناس.
رحم الله الشهيد وصفي التل واسكنه فسيح جناته .. والخزي والعار لكل غدار .