بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
نعم يحتاج #المعلمون إلى #نقابة، ويحتاجون إلى #عطلة! هذه مقدمة لكي يُسمح لي بالتحدث مع المعلمين وليس عنهم. وفي معظم ما كتبت وقفت مع حقهم الطبيعي في النقابة، ونقابيّوهم يعرفون ذلك جيدًا، ولا أدري لماذا تخصص بعض المعلمين بإنكار ذلك! المهم؛ ستتناول مقالة اليوم بعض قضايا أراها مهمة:
(1) العطلة الصيفية
: فهي ليست للحصيدة، وكل عامل يحتاج إلى إجازة، وخاصة من يمارسون أعمالًا صعبة: كالدراسة والتدريس. فالطلبة يمارسون أكثر الأوضاع صعوبة: بيئة مدرسية قاسية لم يستطع المعلمون – وأنا منهم – جعلها جاذبة أو على الأقل: أقل إيلامًا، فمناهجهم بائسة، وامتحاناتهم مستمرة ، وواجباتهم دائمة، حتى إن بعض المعلمين والمعلمات ينكر عليهم ساعة فرح، أو يوم نشاط، أو حتى يومًا لارتداء ملابس أنيقة. وأقول للصيادين: الملابس الأنيقة هي ملابس نظيفة، ليست عالية الثمن، محترمة، مبهجة ولا شيء غير ذلك. ويُضاف إلى ذلك بيئة منزلية تستصرخهم صباح مساء على الجد والتفوق وسهر الليالي. ووزارة تربية لا تحتفل بغير الحُفّاظ الأوائل. فحياة الدراسة قاسية، ولذلك احتاج الطلبة للعطلة كي يعيشوا حياتهم كونهم بشَرا.
أما المعلمون، فيعيشون أوضاعا قاسية تَفرض عليهم الخشونة في التعامل مع الطلبة، فالصفوف مزدحمة، والكتب مليئة بما لا يلزم لأحد، والطلبة يرغبون في أن يكونوا في أي مكان، بعيدًا عن المعلم! ولذلك، يعاني المعلمون احتراقًا نفسيّا وجسديّا، يجعلهم من الأكثر حاجة للإجازة الصيفية. فالإجازة لها ضرورتان: الأولى؛ حاجة مشروعة إلى الراحة. والأخرى؛ حاجة مشروعة إلى التعلم، فلا حاجة لنا لغير معلم متعلم، يكون قبل الحدث ومعه ويعالج آثاره. فعطلة المعلمين متعة، وتعلّم جديد. ولذلك، يجب تخصيص جزءٍ منها للنمو المهني المنظم وغير المنظم. وهذا واجب عليهم، وليس مجرد حق لهم! إذن؛ العطلة ليست للحصيدة كما كانت أيام كانت حصيدة، ولا تنتهي أهميتها بزوال أيام الحصيدة!
(2) التعليم والأناقة:
كل من يقرأ فلسفة التعليم، وأهدافه عندها يرى بأن الجمال والانسجام، وحرية الاختيار، والفن هي من أهداف التعليم، وليس معوقًا لها. والأناقة تعني أناقة المدرسة وجمالها أولًا؛ فالبيئة المدرسية هي حدائق وزهور، ورسوم، ونظافة ،وهذا أضعف الإيمان. ولذلك، حين نتكلم عن أناقة المدرس- بكل ما فيها ومَن فيها- فنحن نتكلم عن هدف تربوي، لا عن انحلال أخلاقي!
وأناقة المدرسة تتطلب تغييرًا مستمرّا في ألوانها ومحتوياتها بعيدًا عن النمطية الدائمة. والأكثر أهمية من ذلك: أناقة العاملين في المدرسة، ولن أقول كما قال ذلك الوزير الشهم عن ملابس المعلمين، فقد كلفته ثورتهم مستقبله السياسي، لكني سأختلف قليلًا عنه، مع أنني أتفق مع هدفه بما قال: إذا كنا نؤمن بقيمنا؛ فللجمال والأناقة نصيب مهم جدًا منها، وإذا كنا نؤمن بالنموذج الصالح، فإنني أقول بكل ثقة: المدير/ة قدوة ولذلك، عليه أن يقدم/ تقدم نماذج لملابس”مهنية”، ترفع من قدْر لابسها في أعين الزملاء، والزميلات؛ فالملابس على الأقل، يجب أن لا تحط من قدْر لابسيها!
طبعًا أؤمنُ بأن القدْر لا يرتبط بالملابس، ولكن الزينة مطلوبة حتى عند كل مسجد! وللملابس وظيفتان أصلًا: حماية الجسد وتجميله.
فالمدير/ المديرة نموذج للمعلمين والمعلمات والطلبة. -وبالمناسبة؛ حين كانت ملابس المعلمين والمعلمات في الخمسينات حتى التسعينات أنيقة، لم يكن التعليم سيئًا، ولم يكن المعلمون في وضع مالي أفضل مما هو عليه الآن. إذن؛ فالإدارة نموذج للعاملين والمعلمين والطلبة! وكذلك المعلمون والمعلمات نماذج للطلبة، وكذلك الطلبة نماذج لمدارسهم أمام المجتمع!
وبناء عليه، يجب أن تقدم المدرسة مهارات اللباس الجيد، واختيار ما يناسب الطالب من لباس، في مناهج التعليم وأنشطته وفي احتفالاتها، وفي الأيام المفتوحة فيها. والسؤال هنا: هل هذا أولوية؟ جوابي نعم! فمن يتابع ما يجري في مدارسنا يدرك أهمية ذلك! فلا مضمون دون شكل، والوزارة اجتهدت في مكافأة واضعي الكتب؛ ليبثوا الجمال والبهاء، والأناقة في كل كتاب. والمطلوب أكثر من ذلك بكثير.