فلسفة التخوين العشوائي
بائس تمامًا ومزرٍ…. هذا هو مستوى الحوار الفكري والسياسي لدينا، لم نعرف ولا نعترف بالمسامحة أو التسامح، ولم نتعلم احترام الرأي الآخر، ولم نفهم معنى الصراع الديمقراطي للأفكار، حتى صناديق الإنتخاب جعلناها صناديق لإحستاب اصوات الأموات أو تكرار اصوات الأحياء.
اذا طرح فرد أو جماعة أو مجموعة أو حزب أو أو أو ….فكرة ودافع أو دافعوا عنها، نجده أو نجدهم يقولون بأن جميع الأفكار الأخرى المعاكسة والمناوئة أو مجرد المعارضة الخجولة لدعوته أو دعوتهم، هي دعوات مشبوهة وهدامة ومؤنجدة( وهي كلمة ابتكرتها للتو، أقصد فيها أن لديهم اجندات خارجية كما يقولون) وعليها مليون علامة استفهام!!
ولا يعدم هؤلاء في أن الأخرين الذين لم تعجبهم فكرتهم، ممن سوف يؤكد بكل اصرار وحماس ويقين بأن افكارهم مشبوهة وهدامة ومؤنجدة.
لا يمكن ان نستوعب اننا يمكن ان نكون على بعض الحق، وغيرنا على بعض الحق أيضا، وأن التوازنات الاجتماعية والسياسية هي التي تفصل بيننا، وهذه التوازنات قابلة للتغير معنا أو ضدنا، لأن المجتمع متحرك، أو من المفترض أن يكون كذلك. وأن علينا ان نقبل النتائج بدون تخوين والأنجدة(من اجندة ايضا)الخارجية.
خذ اي حوار دائر :
– الدين والعلمانية
– تعديلات قانون الجرائم الألكترونية
– رفع الأسعار
– المواطنة
– ال..ال…ال
هذه الفكرة…. هذه الأفكار… مجرد أمثال لحوارات بائسة، لن تفعل اكثر من اعادتنا الى وراء الورا، بحيث صارت فكرة حراثة البعارين(أي أن نخرّب فقط) صارت طموحا….لأننا نتراجع في كل شئ..اخلاقيا وماديا.
نتلقى التخوينات يوميا، ونطلق التخوينات على الآخرين يوميا، ونرد على المحاورين بأن (الخيانة ليست وجهة نظر)، وهي عبارة لا ديمقراطية ومطلقة تتهم الآخر كمسلمة تنطلق منها، وتدعي امتلاك الحقيقة الكاملة، التي لم يعد يمتلكها أحد على هذا الكوكب ولا في المجموعة الشمسية.
التخوين العشوائي رد فعل بائس يدل على جهل ونقص معرفي وشوفينية حمقاء ……. فهل نقبل ذلك على انفسنا الى الأبد؟؟؟؟