فـي بـلادي فـقـط , عـشـرات الـوحـوش !!!! / علي التبيني

فـي بـلادي فـقـط , عـشـرات الـوحـوش !!!!

و مـلايــيــن الـجـيـاع !!!!!
..
بالأمس أطفأت الشمعة الخامسة و الثلاثون من عمري
أعشق كل لحظة من تلك الأعوام رغم قسوة معظمها
أحداث كثيرة جداً كان لها أثراً عميقا في حياتي
منها ما كان سبباً في نقلات في حياتي
و أشخاص كثيرون عرفتهم خلال تلك الأيام
منهم من رحل رغماً عنا و ترك جرحاً عميقا و ذكريات لا تنسى
و منهم من غادر دون أن نتألم ,
و منهم من إخترنا نحن هجرهم ,
في سطور تلك السنوات الخمسة و ثلاثون الكثير من الذكريات
و الكثير من الأسرار و الكثير من الأوجاع و الكثير من الوحدة
منها ما يمكن نشره و منها ما لا أستطيع البوح به , ففي بلادي
عندما تنوي الكتابة فإنك ستكتب ثم ستمزق الكثير من الأوراق و تتراجع عن البوح بكثير من الذكريات , و ستمحو الكثير من السطور ,
..
في بلادي تعدم الأحلام و تموت الذكريات في قلوب أصحابها !!
في بلادي يموت الشعراء قبل أن يقرأ الناس شعرهم !!
في بلادي الشعر ( ممنوع )
الحب ( ممنوع )
البوح ( ممنوع )
الحلم ( ممنوع )
الفرح ( ممنوع )
الحديث ( ممنوع ) !!
..
في بلادي يموت الفكر في شباك الجوع .
..
في بلادي فقط عشرات الوحوش !!
و ملايين الجياع !!!!!
35 عاماً منها كثير جداً من لحظات الوحدة و الألم
بها الكثير من الحزن و الدموع
ولا أنكر بأنها احتوت على القليل من لحظات الفرح
تمر السنوات و نكبر و نعيش التجارب و نتعلم الكثير .
..
كبرت و خرجت من عباءة والدي رغم أنه لا دفئ في الكون يشبه ذلك الدفئ الذي كنت أشعر به بعباءته , ((سنة الحياة)) ,
كبرت و خرجت من دائرة اللامبالاة إلى موقع المسؤولية
كبرت و أشتريت عباءةً تشبه عباءة والدي و لا أدري هل سيجد أبنائي ما وجدته من دفئ في عباءة والدي ؟!
كبرت و عرفت بأن سنة الحياة أننا نرحل و نهجر في كثير من الأحيان مجبرين مضطرين على الرحيل حتى لو لم نكن نرغب في الرحيل
كبرت و لم أعد ذلك الطفل المدلل .
..
شكراً لكل لحظة كان لها أثراً في حياتي
شكراً لك أبي على ما منحتني من دفئ و حب
شكراً لك على كل لحظة حنان شعرت بها و أنا بقربك
شكرا لك أبي على كل لحظة قسوة عرفت الآن بأنك
لم تكن تقصد القسوة بذاتها و أدكت بأنك كنت تقسو
لتصنع رجلاً ,
شكرا لك والدي على كل ما علمتني
فلقد تعلمت منك الكثير ,
تعلمت منك كيف و متى أقسو
تعلمت منك كيف و متى أكون ليناً
و متى أمنح الحب و كيف أمنح الحنان
تعلمت منك كيف يكون حل المشكلات
تعلمت منك متى أفرح و متى أحزن
تعلمت منك يا والدي الكثير الكثير


شكرا لك أمي على كل ما منحتني من دفئ
شكرا لك على تحمل شهور الحمل بي
شكرا لك على تحمل طفولتي و تربيتي
شكرا لك لأنك غسلتي ملابسي
شكرا لأنك أرضعتني
شكرا لأنك أطعمتني بيديك عندما كنت عاجزاً
عن أن أطعم نفسي ,
شكرا لأنك كنتي تعتنين بي عندما كنت أمرض
شكرا و شكرا و شكرا
..
..
شكرا لعائلتي جميعاً , لإخواني و أخواتي
شكرا لأنكم كنتم شيئاً جميلا في حياتي
شكرا لأنكم تحبونني , شكرا على كل ما منحتموني
من حب
شكراً لك أخي الأكبر (جهاد) و (رائد) و ( عبد الاله ) عندما ضربتني لتعلمني الرجولة
شكرا لكم على ما قدمتم لي من عطاء ,
شكراً لك أخي الأصغر / أختي الصغرى
شكراً لكم إخواني جميعا
..
..
شكرا لك زوجتي ,,
شكرا لك على حبك لي
شكرا لأنك قدرا كتبه الله لي
لتكوني رفيقة دربي في حياتي
شكرا لأنك تشاركيني بناء أسرتي
دون تذمر أو ملل
شكرا لأنك تعتنين بأطفالي
شكرا لأنك تحتفلين بتاريخ ميلادي
في كل عام ,
شكرا لك لأني ,, (أحبك) ,
..
..
شكراً لكم أصدقائي جميعاً
شكرا لكل من وقف يوماً بجانبي
شكراً لك معلمي على كل حرف علمتني
شكرا لكم أعدائي فحتى أنتم تستحقون
الشكر و الثناء فقد كنتم سببا في أن تعلمت
كيف يكون التعامل مع الأعداء
شكراً لمن أحبني
شكراً لمن بغضني
شكراً لمن كان سبباً في سعادتي يوماً
شكراً لمن آلمني أو جرحني
شكراً لمن كان سبباً في بكائي يوماً
فقد علمني متى و لما يبكي الرجال
..
شكراً لكل من أساء فهمي
أو ظلمني ,
شكرا لكل من كان سطراً في حياتي
شكراً لكم جميعاً
شكراً لكل من هنئني بمناسبة يوم ميلادي
مع تمنياتي لكم بوافر الصحة و السعادة
و أدعو الله أن يحقق لكم جميعاً كل الأمنيات
( علي التبيني )
الجامعة الهاشمية / وحدة الرقابة و التدقيق الداخلي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى