غسان حوامدة ريادي أردني بدأ مشواره من فنجان قهوة “سويدي” إلى عالم الأعمال

سواليف _ ديما الرجبي

عندما تدخل إلى مقهى ” وينز” في شارع مكة بالعاصمة عمان لا تشعر بإختلاف المكان أو التصميم الهندسي الذي يتشابه بقدر بسيط مع ما تبسطه العاصمة عمان من مقاهي مختلفة ، ولكن عندما تأخذ مكانك في الجلوس إلى إحدى الطاولات وتتجول في أركان هذا المقهى البسيط الذي يتمتع بخصوصية عالية من حيث انسدال المقاعد المخصصة للطلبة ، واستدارة الطاولات المستعدة لإستقبال أصحاب الأعمال لإتمام عملهم ،والشرفة الخارجية التي تسمح لفئة الشباب والشياب أن يتمتعون بفنجان قهوة على الشارع المحاذي للمقهى، والطابق الثاني الذي يتيح للعائلات أن تختلي بقهوتها وأطفالها براحتهم ، حينها تعلم بأن مقهى ” وينز ” ليس فقط علامة تجارية نقلها غسان حوامدة من بلادها السويد لبلاده الأردن.

قهوة وفطائر محلاة وإفطار ، تمتاز بالمواد العضوية الصحية الطازجة ، وأكواب “pio” وأغطية وجبات عضوية للحفاظ على قيمة المنتج ، خدمة عملاء مميزة ووجوه مبتسمة على مدار الساعة وتنقل بين الموظفين لإتمام العمل بدقة لا تكاد تلحظها .

مشروع ” مقهى وينز” الذي يحظى بالفرنشايز من السويد له قصة يبدأها الحوامدة في حواره مع سواليف .

في البداية نرحب بك المهندس غسان حوامدة ونبدأ معك بسؤالك حول انتقالك من مهندس برمجيات إلى ريادي يحلق في عالم القهوة كيف بدأ مشروعك الريادي ؟

بصراحة انا من عشاق القهوة وأسافر بشكل مستمر واحاول أن اتذوق جميع انواع القهوة في شتى البلاد التي ازورها، ومنذ ان كنت في الجامعة وأنا احلم بعمل ” كوفي هاوس” متميز عن غيره من المقاهي ، فكما تلاحظي بأن المقاهي كثيرة في الأردن ولكنها تقريباً متشابهة فكان حلمي بأن اخرج بمشروع متميز لعشاق القهوة وصدف أثناء تواجدي في مقهى وينز السويدي ان لفتني طعم القهوة العضوي وطريقة عمل الوجبات بطريقة طازجة تُحضر امام الزبائن وهو ما لانجده في مقاهي الشرق الأوسط كل ما يتم تحضيره في ” وينز” عضوي وطبيعي وهنا اتت الفكرة ان أدخل في عالم التميز والندرة في تسويق القهوة والوجبات والفطائر حتى الاكواب يتم تصنيعها بطريقة عضوية حتى أتمكن من ان انافس الموجود يجب أن أتفرد واتميز في منتجي .

• كيف بدأت قصة ( وينز _القهوة) السويدية معك ؟ وكم عمر مشروعك الريادي؟

مشروع ” وينز الأردن” عمره سنتان وبدات اجراءات تنفيذ المشروع من خلال مراسلة الشركة الأم ” وينز السويد” لمدة اربع سنوات لأحظى بالفرنشايز وأكون وكيلهم الوحيد في الشرق الأوسط ، وأثناء فترة المراسلات قمت بأخذ ” دبلوم ” يسمى Paris diploma
أثناء تواجدي في السويد لدراسة كيفية اعداد القهوة والتعامل مع الالات وطريقة خدمة العملاء وعيارات القهوة ومن ثم التحقت بالعمل لدى مقهى ” وينز” في السويد حتى أتعلم كيف اتعامل مع الزبون وكيف ننهي المناوبات وكيف أعدد مهامي في خط متوازي دون أن اقصر بأي مهمة موكلة الي ومن ثم عدت إلى الاردن وبدأت ابحث عن موقع لإفتتاح المشروع وهو ما حصل وبعد موافقة الشركة على منحي الفرنشايز وأن اكون وكيلهم في الأردن توليت مهام المشروع بنفسي وكنت أقف وراء ” الكاش” كموظف و قمت بتدريب موظفين لتكوين فريق عملي .

• ما هي التحديات التي واجهتك كمؤسس للمشروع ؟
في الحقيقة التحديات كثيرة منها العمالة التي وجدت صعوبة في استقطابها وتأهيلها لأن تكون ضمن مشروع ” وينز” حيث أنك تجدين صعوبة لإيجاد موظف يتمتع بروح الفريق لدينا في الأردن وكما تلاحظي هناك غياب لمفهوم خدمة العملاء لدينا وهو بالنسبة لي من أولويات اختيار الموظف فالمنتج الجيد بحاجة إلا خدمة جيدة كي يثق به الزبون ولذلك نجد ان فئة كبيرة من الباحثين عن العمل في الأردن يبحثون عن الراتب فقط وليس الأداء المتميز لذلك لم استقر بعد إلى فريق عمل واحد فتجدين أننا ندرب الموظفين لمدة خمسة اسابيع ومن لا يثبت جدارته نقوم بالاعتذار منه فنحن نبحث عن جودة الخدمة التي تعزز جودة المنتج ، لذلك أقوم بتغيير موظفين باستمرار ، وغياب التسهيلات من مؤسسات الدولة لإفتتاح مشروع جديد يعتبر تحدي كبير واجهني .

• ما هي الجهات الممولة للمشروع وكيف تم الحصول عليه ؟
لا يوجد جهات مانحة أبداص هو مشروع عائلي لم يتم تمويله أبداً

• ما موقف مشروع ” وينز الأردن” أمام المنافسة الخارجية؟
لا اشعر بالتهديد من المنافسة بصدق على الصعيد الداخلي نعم يوجد منافسة ولكن نحن نرى بأنه من خلال السوشال ميديا ما زلنا نحصد ردود أفعال هائلة على منتجنا العضوي ونحن نعمل على تثقيف الرواد بأهمية ومعنى المنتج العضوي ولا اعتقد أن هناك من سينافس ” وينز ” مستقبلاً لاننا نملك ” براند ” قوي وانا متفاني بالعمل ولا اتغيب عن التواجد في مكتبي أو المقهى واتابع كل ما هو جديد بما يخص قهوة ” وينز” واحرص على تطويرها .

• هل هناك توجه لمنح ” فرنشايز ” لمنتج آخر إذا كانت مانحة أم ان المشروع اصلاً قائم على الفرنشايز ؟
مشروع وينز قائم على الفرنشايز نعم ولكننا لا نفكر في منحه لأي منتج آخر وفرنشايز ليست جهة مانحة إلا لمنتجاتها
• كيف تم وضع خطة العمل ؟
قمنا بوضع خطة التسويق وتحديد مكان فتح المشروع وقمنا بدراسة المنطقة _ شارع مكة_ في العاصمة عمان وحرصنا على أن تكون المنطقة حيوية وتتمتع بالهدوء حيث أن رواد المقهى من الطلبة والموظفين والعائلات والشباب لذلك حرصنا على انتقاء منطقة تناسب الجميع وكانت الخطة واضحة متماسكة وتم ارسال وفد من السويد للإطلاع على التفاصيل ومعاينة الموقع والاشراف على تدريب فريق العمل الذي تم استقطابه وتدريبه قبل الافتتاح بالتعاون مع السفارة السويدية والتي تُعنى بدعم ومساعدة أي وكيل لمنتجات بلادهم وبحمد الله في خلال اسبوعين من تاريخ الافتتاح تفاجأنا بكمّ الرواد للمقهى من العارفين للمنتج ومن الذين يرغبون في تجربته .
• كيف تتعامل مع فريق عملك ؟ وكيف توكل المهام ؟
نقوم بتدريبهم لمدة خمس اسابيع قبل تعيينهم ونوزع المهام بما يضمن الحركة المستمرة من الموظف في ” تعدد المهام” الذي تعتمده دول اوروبا في خدمة عملائها فتجدي نفس الشخص يعد الساندويشات ويحضر القهوة ويأخذ الطلب ويتحدث مع الزبائن وينظف الطاولات ويقوم بمحاسبة الزبون حيث أننا نهتم جداً في تلبية الزبون دون ان نتأخر عليه ونقوم بتحفيز موظفينا دائماً ولكي لا يتعرضوا لضغط العمل نحرص على فريق عمل كبير لا يقل عن عشرين موظف .

• ما الذي يميز هذه القهوة عن غيرها ؟

طعمها مميز وطريقة تحضيرها وتحميصها واعدادها بالالات دقيق جدا ومختلف ومبرمج والأكواب التي نستخدمها عضوية فتجدين بأن ذواقيّ القهوة خاصة ” الاسبرسو” يجدونها لدى ” وينز” من الذ أنواع القهوة كما ان ابتعدانا عن الأكواب العادية تساهم في الحفاظ على نكهتها ، فالأكواب الورقية الغير عضوية معرضة للحرارة والتلف من المؤثرات الجوية وهو ما يجعل المواد المصنعة لهذا الكوب تتفاعل مع القهوة في داخلها ويسبب أمراض ويغير من طعم القهوة ويفقدها قيمتها الغذائية . كما اننا تحرص على الإبتعاد عن السكر في منتجنا فتلاحظي بأن أعلى نسبة سكر لدينا في القهوة ” اللاتيه” 3% فقط حيث أننا نُعنى بالمحافظة على صحة ولياقة روادنا ونحن أول وكالة عالمية نزلت نكهات عضوية وهي ” البندق والفانيلا والفراولة” وهي اول نكهات في الأردن ونحن نهتم بالوجه الصحي للمنتج حتى عصائر ” السموثي” نقوم بتحضيرها بطريقة عضوية وخالية من السكر ولذيذة بنفس الوقت .

• ما الهدف من استخدام اكواب عضوية في تقديم القهوة ؟
السويد بالذات من أكثر الدول الاسكندنافية التي تهتم بالطبيعة ولذلك حرصت على تصنيع أكواب ورقية وحافظات وجبات عضوية حتى تضمن عدم تحلل موادها وتفاعلها مع القهوة أو الوجبة وهو ما يسبب أمراض السرطان مستقبلاً لذلك نستخدم أكواب pio ونقوم بجلب هذه المواد من بلادها وهو الأمر المكلف ولكننا نحرص على الجودة وتقديم منتج متميز .

• لماذ استهدفت مركز الحسين للسرطان في العاصمة عمان لعمل فرع ثاني لمشروعك ؟
شرفتنا الأميرة غيداء بمنحنا فرصة افتتاح فرعنا في مركز الحسين للسرطان في اكتوبر للعام 2018 بعد أن حققنا نجاح في فرعنا الرئيسي وقمنا بعمل اكواب زهرية بمبادرة لدعم مرضى سرطان الثدي وحيث أن السويدين يهتمون بالتوعية أخذت على عاتقي أن أحقق رؤية الأميرة فيكتوريا التي أطلقت حملت التوعية من سرطان الثدي في السويد فكل كوب يباع يذهب جزء من أرباحها لمرضى سرطان الثدي في السويد لذلك هذه السنة سنقوم باطلاق هذه الحملة ونقل هذه التجربة إلى الأردن ومن رغبتي بعمل حملات انسانية وايصال هذا المنتج العضوي للمرضى دخلنا منافسة مع مقهى عالمي ” ستاربكس” وتم اختيارنا نحن لافتتاح فرعنا في برج خليفة في مركز الحسين للسرطان في العاصمة عمان مقابل الجامعة الأردنية

• هل هناك من دعمكم للفوز في المسابقة التي منحتكم حق افتتاح الفرع في مركز الحسين للسرطان ؟
لا يوجد أي جهة قامت بدعمنا ، فزنا بمنتجنا وتفانيننا في ايصال هذه القهوة إلى برج خليفة فقط اسم المنتج كان كفيل في تحقيق هذا الحلم .

• ما هي اهم صفات فريق عملك ؟
انا الاحظ أن فرق العمل في الأردن لا تتحلى بروح الفريق وهو من اهم صفات فريق العمل لذلك هي من اولويات اختيار فريقي ولذلك بقدر استطاعتي احاول تغيير منظورهم للعمل من خلال تحفيزهم وبث روح الفريق الواحد والابتعاد عن المنافسة التي تقوم باعاقة العمل ومازلت أعمل على هذه النقطة ولكن الزبون لا يلحظ هذا الأمر ولكني كمدير أحاول ضبطه والتحكم به لإيصال خدمة متميزة .

• من هم فريق عمل ” وينز ” ومن هم شركائك في المشروع ؟
عائلتي هم شركائي وفريق عملي مكون من عشرين موظف في المكتب والمقهى

• ما هي الجهات التي دعمت مشروع وينز ؟
لا يوجد أي جهة دعمت وينز ما عدا السفارة السويدية والسفير اريك وطاقم السفارة كامل وذلك أثناء الافتتاح.

• لماذا قررت منح جزء من هامش الربح الذي تحصل عليه في مركز الحسين للسرطان لدعم حملات التوعية بسرطان الثدي ؟
هذا الأمر يأخذ حيز انساني بحت ومهم بالنسبة لي وسنبدأ بمنح هامش من الربح في بداية شهر اكتوبر للعام الحالي بعد انطلاق حملة التوعية لسرطان الثدي ولأن الأردن يشهد حالات سرطان كبيرة أحاول قدر المستطاع أن اكون جزء داعم لأولئك المرضى .

• كيف ترى الحاضنة الاقتصادية في الاردن للرياديين ؟
لا يوجد حاضنة أبداً في الأردن اغلب المشاريع التي تخرج بطريقة التنفيع أو الواسطات وهو الأمر الذي نجده مؤسف
• ما مدى اقبال الشعب الاردني لمذاق هذه القهوة التي تختلف عن طبيعة القهوة التقليدية العربية ؟
كل شخص له نسبة تذوقه الخاص هناك من يفضل اللايت كوفي أو القهوة التركية الثقيلة أو العربية ولكن بفضل الله نجد أن رواد قهوتنا يقبلون على نكهاتها ويستطيع المتذوق أن يجد ما يناسب ذوقه بالقهوة
• هل تفكر في مشاريع اخرى خارجة عن عالم القهوة ؟
حالياً لا افكر في أي مشاريع أخرى غير تطوير “وينز” وتخصصي الجامعي مشبع تماماً في السوق ولكن أطمح للتوسع في وينز وأن اكون رقم واحد في مشروعي في الأردن وخارج الأردن ولدينا الآن خطة لإفتتاح فرع ثالث لوينز في البحر الميت يكون مقهى ومطعم لننقل التجربة كاملة من السويد إلى الأردن بأن نجمع القهوة مع المطعم ، ونتوقع الانتهاء من افتتاحه في بداية هذا الصيف وسيكون مبنى مستقل قبل منطقة الفنادق وسنحرص على توفر الخيارات في قائمة المطعم وستكون جميعها عضوية وطازجة
• كيف تروج لوينز في الأردن ؟ وما هي أهم أدوات الاعلان عن المشاريع الريادية ؟
السوشال ميديا ( انستغرام وفيس بوك ) وأيضاً من خلال تناقل الحديث بين رواد ” وينز” لآخرين حيث لاحظت إقبال وجوه جديدة للمقهى من خلال حديث اصدقائهم لهم عن هذا المطعم .
• هل تجد ان هناك غياب اعلامي محلي عن المشاريع الريادية الشابة ؟
نعم يوجد تقصير كبير من قبل الإعلام وهو ما نعتبره اقصاء للطاقات الشابة والقي اللوم على جميع المؤسسات التي تغيب دور الشباب وتهمش انجازاته الابداعية وقد حاولنا سابقا التواصل مع بعض الصحف للحديث عن مشروعنا الريادي ولكن قوبلنا بالتهميش للاسف
• ما هي مسؤولية الدولة تجاه المشاريع الريادية ؟
التسهيلات مهمة جدا لاصحاب المشاريع الصغيرة والريادية وبصراحة نجد أن الاردن لا تتمتع ببيئة حاضنة جيدة للمشاريع الجديدة حيث ان عملية الترخيص والموافقات الامنية كفيلة بأن تنهي أي مشروع قبل بناءه
• كيف تصف تعاطي مؤسسات الترخيص مع المشاريع الجديدة ؟ هل واجهت صعوبة في ترخيص وافتتاح متجر وينز ؟
صعب جدا واجراءات الترخيص بطيئة جدا وتعجيزية ونحن نتبع لوزارة السياحة وقمت بمراجعة الامانة وهيئة الاستثمار ووزارة العمل والضريبة لكي يتم منحي ترخيص المقهى ، نحن بحاجة الى تسهيلات أكثر وتعاون اكبر من قبل مؤسسات الدولة
• ما الذي يحتاجه الريادي لضمان استمرارية ونجاح عمله ؟
التسهيلات والاعلام والدعم الاقتصادي، جميع هذه الامور يحتاجها الريادي لينجح ويطور من ادائه.
• في ظل التنافس الشديد بين الشركات الريادية كيف ترى مستقبل وينز ؟
انا اثق بمستقبل وينز ولا اشعر بتخوف بفضل الله
• هل تطمح في عمل فروع خارج الأردن لوينز ؟ وما هي الدول المستهدفة ؟
نعم اطمح للتوسع ولكن احرص على الاستمراية لذلك هذه الخطوة قد تحصل مستقبلا لكن بحاجة الى دراسة جدية لتحقيقها ، واتمنى ان يكون فرع لوينز في ” دبي” اتوقع أن البيئة الموجودة في دبي تخدم مشروع وينز .
• في النهاية كيف ترى مستقبل رواد الأعمال ؟
اذا توفر الدعم والتسهيلات اجد أن مستقبل رواد الاعمال في الاردن مبهر ولكن تلك المعوقات اتوقع ان تحد من تفوق او تحقيق أي ريادي حلمه بسهولة .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى