#غزة_هي_الانسانية
د. #عبدالله _البركات
من اللقطات الطريفة في نهر العودة إلى الشمال طفل يحمل قطته ويعود بها ماشيا عشرات الكيلومترات.بهذا تتكامل الصور الإنسانية التي يصنعها الغزيون من رجل يحمل أباه على ظهره ، إلى طفلة تحملها طفلة اكبر منها بسنتين ،إلى أمرأة شابة تعود وحدها وقد سجلت اسماء أبنائها وزوجها وأبيها في سجل الشهداء, إلى عجوز تعود لا تعرف اين ستأوي عندما تصل وقد علمت أن منزلها قد دمر تماما.
بالإضافة الى عشرات الاف الأطفال والنساء والشيوخ الذين يحثون الخطى نحو مجهول لا يهديهم اليه إلا عطر دماء ينقله إلى أنوفهم الأبية رياح الشمال.
لو حدث هذا في اي مكان في العالم لخلده الشعراء والأدباء والرسامون والمسرحيون كأعظم ما يمكن أن يصور عظمة الإنسان. في احد المشاهد التي تصور مسرح قتلى احدى القرى التي عانت اثناء العشرية السوداء في الجزائر التي لا نعلم حتى الآن قطعيا من كان وراءها، استطاع مصور ان يقتنص صورة لطفل يجلس وبجانبه كلبه الميت. فازت الصورة بجائزة كبرى في باريس واحتفل بالمصور. لم يسأله احد ماذا عن العشرات الذين قتلوا مع الكلب. فموت كلب ادعى أن يحرك مشاعر الفرنسي، اما مشاهد القتلى البشر فقد صنعها اجداده وتفاخروا بها ومازالوا يتفاخرون فكيف لها أن تحرك انسانيته المتعفنة.
غز ة هي هي الانسانية في أسمى معانيها. وسواء اعترف العالم العنصري بغز ة ام لم يعترف فليس هو المهم. المهم هو ان تعترف غز ة بهذا العالم، عالم المسيح الدجال.