غزة ..عٍزةٌ ونصر
عبير الحسن
بقعة كل ما فيها تنطق بالعزة والكرامة يوم بعد الآخر، يسجل أهل #غزة نصرًا ويرسموا صورةً تبهر كل من يراها ،هم الحلقة الأقوى أصحاب الحق والأرض ،هم رمز الصمود والثبات إرتوت الأرض بدمائهم الطاهرة ما يجري على أرض الفخر يدمي القلب ويبكي العين ،ذلك الجزء من أرض #فلسطين المحدود المساحة، وبما فيه من كثافةٍ سكانيةٍ مرتفعة ، المحاصر منذ سبعة عشرة سنة من كل صوب واتجاه اجتمع العالم كله عليه وفوق كل هذا عدوانٌ ووحشيةٌ من محتل فقد صوابه ، استباح كل شيئ في غزة لتتناثر صواريخه لتقصف أطفالا ونساءً وشيوخًا وعزل، والأدهى الجرحى في المستشفيات ومن جاءوا لمكان أكثر أمانًا، لم يسلموا من وحشية و #جرائم هذا المحتل ،مشهد لا نقوى على رؤيته عن بعد، وعبرالشاشات فكيف بمن يعيشه ويذوق مرارته .
عائلاتٌ بأكملها ابيدت وشطبت من السجل المدني، وشهداءٌ تحت الأنقاض ،وأشلاءٌ هنا وهناك وعائلات ثكلى وجرح نازف.
وكم يختلف موت عن آخر فموتى أهل #غزة #شهداء يتمثل فيهم قول الله تعالى: « إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ * وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ * وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ» « آل عمران آية 141،هم شهداء مختارون اصطفاهم الله يستشهدون في سبيل الله ويستخلصهم لنفسه سبحانه ويخصهم بقربه فهنيئا لهم بهذا الإختيار والإصطفاء.
يقول الله تعالى: “الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ” (173)آل عمران
أهل غزة رمزالقوة والصمود والصبروالثبات قصفوا كل شيئ الا ارادتهم واصرارهم على الحياة والفوزولم يأتي هذا الأمر من فراغ فهم أصحاب العقيدة القوية ايمان صادق كرسوخ الجبال يتجلى فيهم أسمى معاني الصبر والتضحية بكل غالي ونفيس دفاعا عن الدين والأرض .
يقول الله تعالى : “وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ “(139) هم الأعلون اذن مقابل محتل ضعيف وهش واهم ان يثبط هزيمة شعب لا يستكين ولن ينكسر .
ويقول سبحانه “لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ” (111)آل عمران
مادام الايمان بالله تعالى ثابتٌ في القلوب سيلقي الله الرعب في قلوب الأعداء وسينهزمون وسيؤيد الله أولياءه بنصره.
ومع كل هذا تجد من يقف نصيرا للدفاع عن الباطل ويقف في صف ذلك المحتل أعجب لهؤلاء أليس لهم أعين يبصرون بها أو قلوب يعقلون بها كلماتنا ستشهد علينا يوم الحساب وكلمة باطل أو دفاع عنه قد تلقي بنا الى التهلكة في الدنيا والآخرة. الموقف لا يحتمل الـتأويل والتنظير من برج عاجي أهل مكة أدرى بشعابها .
نحن الآن في مرحلة اصطفاء وليمحص الله الذين آمنوا فاما فسطاط ايمان او فسطاط نفاق لا ايمان فيه فلنختار لأنفسنا بين حق وباطل بين ايمان ونفاق.
كل مسلم عليه محاربة هذا العدو وكل بما يستطيع والسبل والطرق كثيرة ومتعددة إن أردنا. تقف كلماتنا خجلى بحق أهلنا في غزة ، أي كلمات لن تصف مأساتهم أو حتى ذلك الصبر الجميل، وأي فعل نقوم به لا يضاهي أفعالهم التي نفخر بها وهي وقودنا وأملنا. هناك من يكتفي بالدعاء وان كان هذا أضعف الايمان ، لكن هل تتحقق فينا صفات من يستجاب دعوته أعتقد يجب التوقف. نريد النصر ولم نحقق معنى النصر الذي وعدنا الله به.
نصرنا لغزة ولسائر بلاد المسلمين يكون بالنصرعلى أنفسنا بداية ، وأن ندرك حقيقة وجودنا في هذه الحياة، لم نخلق عبثا ولكل دوره الذي أراده الله له في خلافة الأرض ، فالقضية ليست فزعة وهبة وتنتهي بل الأمر يتطلب حقيقة أن نعد العدة للنصر وللنهوض بالأمة ، وهو أمر يعني اعداد واصلاح النفس قبل الآخر بالطريقة التي أمر الله بها سبحانه وتعالى لا كما تمليه علينا أهوائنا وأمزجتنا وهذا يتطلب العلم مع العمل الصالح.
كلنا اجلالٌ وامتنانٌ لكم يا أهل غزة يامن نتعلم دروس النصر من طفلكم قبل كبيركم، يامن تدعون لنا قبل أن ندعو لكم فرغم خذلالنا لهم يدعون لنا ولعلّ في دعائهم الإجابة.