عُرف جديد قبيل الزواج الفعلي..تجنبا لوصم الاناث لاحقاً
ا.د حسين محادين
(1)
#الزواج كعلاقة جنسية شرعية بين رجل وأمراة هو الطريق الافضل لبناء #اسرة من شأنها ان تُشبع غرائز الزوجين وان تحافظ على استمرار #النوع #البشري واستدامة الحياة في المجتمعات العربية والاسلامية كجزء من البشرية جمعاء .
(2)
اما اردنيا ونحن نعيش في مجتمع ذكوري بامتياز، فأن واقع الاسرة الراهن غالبا والمتوقع منه ان يحقق السُكنى بين الزوجين والأمان لدي الابناء من الجنسين، فأنه يعاني حاليا من #تحديات كبيرة أخذت تهدد #البناء #الاسري بمجمله كما لاحظت وبالمعايشة كمتخصص في علم #الاجتماع ، وكما تشير ايضا نتائج المؤشرات الاحصائية الرسمية بهذا الخصوص.
(3)
أن ابرز المهددات لاستمرار #الأسرة #الاردنية كوحدة دينية وتنظيمة وتنشئية للابناء على ثقافة واعراف المجتمع الاردني المشتركة بكل ثقافاته الفرعية”بادية،ريف،مدينة، مخيم” انما تتجسد في الاتي:-
أ -ارتفاع نسب #الطلاق في السنتين الاوليين من الزواج وبصورة خطيرة.
ب – تأخر سن #الزواج بين الشباب الاردني من الجنسين.
ج – سيادة القيم الفردية وتراجع الكثافة الدينية/الاخلاقية لدى الكثيرين من الشباب الاردني، ما اتاح قيام علاقات خاصة ومتنقلة في ما بينهم خارج مؤسية الزواج الامر الذي اضعف اهمية الزواج نفسه ترابطا مع تراجع مكانته واولويته في تفكيره وممارساتهم الحياتية فقلت نسب الاقبال على الزواج في مجتمعنا كما نلاحظ جميعا .
د -دخول التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي كعامل مساعد على اضعاف اهمية الزواج كرابط ومسؤوليات اقتصادية واجتماعية دائمة على الشباب المتزوجين وحتى من يفكروا بذلك في ظل ارتفاع وتكاليف ونسب كل من:-
البِطالة ؛الفقر المهور؛ نفقات الزواج المظهرية كالحفلات والولائم والهدايا..الخ. وبالتالي واقعيا، يجد العديد من شبابنا الاردني أن العلاقات العابرة لكل من؛ الأسرة بمعنى الزواج التقليدي المكلف والمُتعذر لجُلهم، والمنطقة الجغرافية والقرابية التي تحد من حريتهم، وحتى اللغة العربية كاداة التواصل يجدون في ادوات التكنولوجية وما توفره من الفوز بعلاقات بديلة عن الزواج وصعوباته وتحديدا “الجنس الالكتروني” ملاذا خاصا بكل منهم ، الامر الذي قاد بدوره ضمنا الى تراجع اهمية الزواج وبناء اسرة في ظل ضغوط الحياة المختلفة.
()
لقد لاحظت عرفا جديدا ومتناميا لدى المقبلين على الزواج واهاليهم في مجتمعنا الاردني ربما في المدن بصورة اوضح هو..
ان يكتفي الخطبين وبموافقة اهاليهم على الاكتفاء باشهار مشروع الخطوبة “النية”دون توثيق الخطوبة رسميا في دوائر الشرعية كما جرت العادة، ومرد هذا باعتقادهم هو اعطاء الشاب والفتاة فرص التعرف والتوافق وفهم كل منهما الاخر قبل توثيق عقدة قرانهما رسميا وبالتالي اقامة الحفلات والافراح لاحقا..ويرمي هذا العرف الجديد كجزء من التغيرات المتسارعة التي يمر بها مجتمعنا هو الحيلولة دون تثبيت حالة/حالات الانثى في السجلات الشرعية بانها “مطلقة” لمرة او اكثر في حال عدم انسجام اي من الخطبين مع الآخر الامر الذي يجلب الوصمة الاجتماعية المصاحبة لأي انثى مُطلقة لمرة واكثر واولو على الورق، حتى ولو لم يتم الدخول بها بالمعنى الشرعي، ذلك ان ثقافتنا كابناء مجتمع ذكوري لاتنصف انسانية المراة العادية غالبا فما بالك ان كانت مطلقة على الورق، لذا يبدى ان بعض الاسر قد وجدت بالاشهار الاسري لخطبة اي من ابنهما واباقاء التوثيق الرسم معلقا دون تدوين رسمي لحين حسم الخطبين لامرهما بالخطبة الرسمية طريقة إجرائية حداثية وتكيفية مقنعة لممارسيها بهدف التخفيف من الوصم الاجتماعي والثقافي السائد والمؤذ لبناتهم بأنهن مطلقات رغم ان اغلبهن لم يتزوجن فعلا في ظل تراجع مكانة وفرص الزواج نفيه خصوصا بالنسبة للاناث في مجتمعنا الاردني الآخذ في التغير نحو قيم الحداثة والحريات الفردية والتكنولوجية فيما يتعلق بالزواج وبناء اسر جديدة.
*عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
*عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.