عندما تسحب #الجنة من تحت اقدام #الأمهات
بقلم : المهندس محمود “محمد خير” عبيد
اعلم علم اليقين ان ما سوف ادونه لن يروق للكثيرين و لكن كل انسان له تجربته و وجهة نظره و ايمانه في هذه الحياة و من واجبنا تسليط الضوء على مشاكل اجتماعية و اسرية تعاني منها العديد من الأسر و #العائلات على مر التاريخ, فلنبدأ هنا من الحديث المنسوب لسيد الخلق محمد (صلى الله عليه و سلم)” ان الجنة تحت اقدام الأمهات” ما هذا الا حديث موضوع بأجماع العلماء, لوجود موسى بن محمد بن عطاء الكذاب في سنده لذلك وجب علينا اسقاطه و عدم الاستشهاد به, لا سيما و ان في القران الكريم و السنة الصحيحة ما يغني عنه في الحث على طاعة الوالدين و ذكر فضائلهم وليس تفضيل احد على الأخر و العمل على رفع قدر الأم على حساب الأب و تضحياته وقد جاء في القران الكريم ” وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”” وقوله جل وعلا “وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” و هنا اود ان انوه ان شرع الله اهم من اطاعة أي من الوالدين و برهم على حساب ما شرعه الله علينا وقوله تعالى: “رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَارًا” هنا رب العالمين جمع الوالدين و هو من جلت قدرته و علمه لم يأتي على ذكر الأب بشكل منفصل اوالأم بشكل منفرد و لم يفضل احد على الأخر و كما جاء في الكتاب المقدس ” أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، الَّتِي هِيَ أَوَّلُ وَصِيَّةٍ بِوَعْدٍ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ، وَتَكُونُوا طِوَالَ الأَعْمَارِ عَلَى الأَرْضِ” .
نعم قد تكون الجنة جائزة لكل انسان صالح بغض النظر سواء كان اب او ام او أي انسان اخر يستحق ان يفوز بالجنة, انسان عادل, مؤمن يزرع الخير على هذه الأرض و في هذه الحياة سواء كان اب, ام, اخ, اخت, عم, عمة, جد او جدة والصلاح هنا ليس حكرا” على صلاح العبادة و إقامة الشعائر و تمثيل المثالية امام الناس و طهارة العمل من اجل الظهور بمظاهر مخادعة و كاذبة فما ينطلي على البشر من خداع و كذب و نفاق لا يمكن ان ينطلي على رب البشر الذي يعلم ما في القلوب و مكامن النفوس, فالصلاح هو صلاح التربية و زرع القيم و المبادئ السامية و المحبة و الاحترام و توقير الصغير للكبير و المحافظة على النسيج الأسري و الاجتماعي و صونه ضمن نسيج الأسرة الواحدة بين الأبناء و الأخوة و بين الأبناء و والدهم وعائلتهم و ليس زرع بذور الكره و الفرقة و الجحود و النكران و العمل على تفضيل احد على الأخر، فلقب الأمومة ليس مرتبط بالأنجاب، فالبهائم و الحيوانات تنجب و الفاسقات ينجبن و الشريرة تنجب و الحاقدات ينجبن، فليس كل من انجبت تستحق ان يطلق عليها اللقب السامي لقب الأمومة, فالأم هي الملاذ لأطفالها حين تضيق بهم الحياة, هي من تزرع بذور المحبة و الألفة بين الأبناء و تغرس قيم الاحترام و التقدير لمن ضحى من اجل أبنائه لمن تزرع المساواة بين الأبناء ليست من تزرع الكره بينهم و الفرقة و بذور البغضاء و ترحل، والأب هو السند والوتد للأبناء من مكر الدنيا، للأسف هناك بعض ممن يطلق عليهم او اطلق عليهم لقب ام لا يستحقّون هذا اللقب، مثلما هناك بعض الآباء لا يستحقوا لقب اب. الأمومة غريزة في داخل كل ام ومن تفقدها من خلال التمييز وزرع الفرقة والحقد وقلة التقدير والاحترام بين الأخوة والأبناء وتعمل على تدمير النسيج الأسري والعائلي انتصارا” لأجندات خاصة وامراض نفسية و عقد ساكنة في داخلها تعتبر فاقده للأهلية وللقب الأمومة التي لا تستحقه. الأمومة عطاء وتضحية وحب غير مشروط واحتواء وإحساس بالأمان وعطف وحنان عظيم وعدم تمييز وانحياز لأبن او ابنة ممن يتناسب مع مشاريعها الخاصة ومصالحها وأهدافها ويلبي النقص التي تعيشه.
هناك الكثير من الامهات ممن يعتقدون و يؤمنون بان الجنة تحت اقدامهن مهما فعلوا و مهما اقترفت أيديهن من بث بذور الفرقة و التدمير بين أبناء الأسرة و العائلة الواحدة و للنسيج الإنساني انتصارا” لمصالحهن, الكثيرات يؤمنن بانهن يتمتعن بالمعنى الحقيقي للأمومة ما ان ينجبن أبناءهن من دون ان يشعرن او يعون تماما ان الام الحقيقية هي الام التي تربي ابناءها على المحبة و التقدير والاحترام لكل فرد من افراد العائلة والأسرة و احترام النسيج الإنساني و البشري, الأم التي تجمع و ليس من تفرق و تشتت العائلة و الأسرة و ليست من تربي و تنشئ أبنائها على الكراهية و الحقد و الجحود و النكران و الغدر, فعلاقة الأمومة ليست علاقة بيولوجية فقط, و المهمة تنحصر في عملية الأنجاب, بل هي علاقة اسمى من ذلك بكثير, فالأم الحقيقية هي من تعمل على تعليم أبنائها اساسيات الحياة و المبادئ و الأخلاق السامية و المحبة و الاحترام والتقدير ولكن هناك بعض الحالات التي تندرج تحت فاقد الشيء لا يعطيه, كل امرأة تستطيع الانجاب لكن ليس كلهن لديهن القدرة على التربية و تنشئة أبناء متحابين, متعاضدين صغيرهم يحترم و يوقر كبيرهم, و يقدروا تعب ما جناه الأب و تضحياته و تعبه من اجل تهيئة حياة كريمة للعائلة لا تعمل على التقليل من قدر الأب و تجيير كل الإنجازات لنفسها و لتضحياتها.
علينا ان نكون على يقين و مؤمنين بان ليس هناك شيء على هذه الأرض وفي هذه الحياة أي امر بالمطلق, فالجنة لن تكون حكرا” لأحد او محصورة بأحد فكل من سوف يدخلها يجب ان يكون يستحق ان يدخلها بغض النظر عن مسمياته على الأرض, فالله العادل جل و علت قدرته و عدله لن يعمل على ادخال من كان سببا” بتدمير وهدم النسيج الإنساني والأسري و العائلي واساء وكفر بما دعانا الله اليه عندما اوجدنا على هذه الأرض من خلال زرع بذور العدل والمساواة والمحبة والألفة والتقدير والاحترام بين البشر كافة فكيف بين أبناء الأسرة و العائلة الواحدة, فمن سوف يفوز بالجنة سوف يفوز بها بأيمانه و افعاله و بزرع التراحم و الألفة بين البشر ليس من قام بزرع البغضاء و الفرقة و بما جنته يداه من خير او شر على هذه الأرض سواء كان اب او ام والله اعلم فنحن مؤمنون بعدل الله و بإحقاقه الحق ان لم يكن على الأرض ففي السماء و تحت عرشه و في محكمة السماء لا الأرض التي سوف تطال الجميع كائنا” يكن سواء كان اب او ام, اخ او اخت, ابن او ابنة, فجل و علا سوف يعمل على محاسبة كل من انتصر للباطل و زرع الفتنة و الحقد و الكراهية و التمييز بين أبناء الرحم الواحد و بين أبناء النسيج الأسري و الاجتماعي وعمل على تدمير الروابط الإنسانية والأسرية والاجتماعية تحقيقا” لمصالح دنيوية على حساب شرع الله و دستوره من خلال المساومة على برهم و رضاهم ليكون المدخل للجنة و هو ما سوف يكون مدخل لحساب عسير باسباحة الحقوق على حساب شرع الله و من اجل كسب الجنة من تحت الأقدام, حتى لو كان هذا البر بني على باطل و على حساب شرع الله الذي سنه للبشر من خلال كتبه السماوية فبغض النظر عن المسميات و الألقاب اب, ام , اخ, اخت, عم , خال, خالة او صديق, فلم يكن في يوم بر او رضى أي من الوالدين او أي احد على وجه الأرض على حساب شرع الله و دستوره الذي انزله على رسله من اجل ان يكون منهاج حياة و منارة تضيء لنا حياتنا لا لتكون اجندات يستثمرها الأباء او الأمهات تحت مسمى البر بهم و غيرهم فشرع الله وجد منهاج لحياتنا و تجاوزنا لشرع الله ما هو الا كفر و استخفاف و تضليل يستغله مسيلمات الكذب و الدجل ليحللوا ما حرمه الله لأتباعهم و صبيانهم, فلتنتظروا حسابكم يا من اشتريتم بر والديكم على حساب شرع الله . لذا كفانا متاجرة بأحاديث موضوعة من اجل ان نرفع من قدر أحد الوالدين على حساب الأخر. فالجنة لم ولن تكون لمن تجاوز شرع الله ودستوره في التعامل مهما كانت صفته ومسماه فكفانا استخداما” للبر شماعة نعلق عليها تجاوزاتنا وبان الجنة سوف تكون تحت اقدام من يسيئون لأبنائهم ويدمرون النسيج الأسري والعائلي و يزرعون بذور الفرقة و الحقد و التمييز تحقيقا” لغاياتهم و تضميدا” لمشاكلهم النفسية و عقدهم الشخصية و من اجل ان يظهروا بمظهر اجتماعي يعوضهم عن عقد النقص الساكنة في نفوسهم.
اذا ما تعمقنا في عاطفة الحبِّ: التي تغرس المحبَّة، والانسجام، والاحترام, و تقدير الأخوة لبعضهم البعض , وتقبُّل الآخر، وهذه العاطفة هي التي تُنمِّي الشُّعور بالحبِّ و تمتن الروابط الأسرية و الاجتماعية و تجعلنا نقتنع بقيمة وجودنا في هذه الحياة, و نعمل من اجل ان نقوي الوُدَّ، والتَّقارب بين النسيج الإنساني, بينما عاطفة النُّفور, تزرع من خلال التمييز و الانقضاض على مبدأ التقدير و الاحترام الذي يقوم بانتهاجه احد الأبوين, من خلال التمييز و التفريق مما يجعل الأبناء لا يتقبلون بعضهم البعض، ولا يرتاحون لوجودهم، ولا يطمئنون لحضورهم، ولذلك، فالعدوان، والسُّلوكيَّات العنيفة، والتَّصرف القاسي الصَّادر عن بعض النَّاس، يكون أصله نابعاً من عاطفة النُّفور. الذي يعمل على نثر بذوره أحد الأبوين ويعملوا على تنميته من خلال العمل على تهميش أحد الأخوة على حساب الأخر، لأنه لا يتوافق مع اجنداتهم و أهدافهم حتى لو كان الذي تم تهميشه والتقليل من قدره بين الأخوة هو أحد أبنائهم. فهناك بعض ممن يسمون أمهات يتفوقون على أنفسهم بزرع البغضاء والكراهية بين الأبناء و ينجحوا فيما لا تستطيع اقسى زوجة اب من صنعه في غرس بذور الفرقة و الكراهية و الجحود بين أبناء الرحم الواحد.
الكراهية والجحود والنكران مشاعر بغيضة على النفس البشرية، عادة” ما ترتبط هذه المشاعر بالأعداء، ولكن هل يمكننا ان نتخيل للحظة بان هذه المشاعر قد تكون قد غرست وتم ريها من هم من المفترض ان يكونوا من انبل خلق الله احد الأبوين و يكون الضحايا من أقرب النَّاس اليهم.
هناك أزمة كبيرة نعيشها في عصرنا الحالي و عاشها العالم منذ ان قتل قابيل هابيل, تسمَّى أزمة الحقد و الكراهية و الحسد و التعالي و فرض الوصاية و انعدام الاحترام والتقدير إضافة الى ان هناك من ينصب نفسه الوصي على افراد العائلة الذي يلم بكل شيء و ما عداه جاهل و نكرة, إضافة الى فقدان لغة الحوار بين أفراد الأسرة جميعاً و الذي هو نتاج ما زرعه الأب او الأم من عدم مساواة و تمييز و نكران احد الأبناء للأخر.
من هنا لا جنة و العلم عند ربي لمن يقوم بزرع بذور الفرقة بين الأبناء و عمل على تدمير النسيج الإنساني و الأسري و الاجتماعي, و لا سامح الله و لا رحم كل اب و ام كانوا سببا” بزرع بذور الفرقة بين أبناء الرحم الواحد و قاموا بهدم الأسرة و العائلة الواحدة .