عندما تراودني السنة الجديدة عن نفسها..

عندما تراودني #السنة_الجديدة عن نفسها..

ا.د حسين محادين

علميا، ومن منظور #علم_النفس_الاجتماعي، عندما يُحبط الفرد او المجموع والدول من دواخلهم يبدأون بخلق ما يعوض هذا الاحباط عبر إيهام انفسهم بأن الاخر على عمومه هو المتأمر علينا، وليس لأننا المتلفعون بالضعف والظلالات السياسية والحزبية والجهوية المريضة لدا اغلبنا، ما ظهر منها وما بطن .
إذ صدق جُلنا واهمين بأن الأخر يتأمر علينا, ربما عزواً منا ، او ربما ألأنه مالك السلطات ومُصنِع الحروب، وفارس الفراش،ومعطل الحب والتفاؤل والتوظيف،ومحدد الناجحين وفقا لمقساته وهو غالبا”ذكر” وانه هو سبب احباطهم/نا هذا،وبالتالي ما علينا سوى ان نُبرر احباطاتنا وهزائمنا الداخلية بأن الأخرين هم الجحيم واننا المستسلمون.

اما أنا كفرد فقط، فأعلن مع بداية هذا التصالح مع نفسي ووعي الذاتي، اني مرتاح لكل سنة انثى ولكل الاناث صدقاً ،لانهن السلام ، والدفء،والالهام وتوازن الروح بالحب والعمل ومعيار سعادتي كأنسان..ولماذا ايضا..؟
لأنهن لا يتبجحن رغم كِبر ونُبل عطائهن الصامت بعكس جُل الذكور -وليس الرجال الحقيقيون- وهم يمارسون رياضاتهم الصوتية المكرورة التي ارهقت لغتنا واعصابنا واسماعنا عبر المنابر والفضائيات برغبتهم المزعومة في العمل السياسي، والتضحية بالضد من الفاسدين والمفسدين، والواسطة واللاعدالة في مختلف عناوين الوجع اليومي الأردنيين، لولا احباط “الأخر/السلطوي” لمسعاهم الزائف في تغيير واقعنا المّر هذا ،ما يعني عبثية السعي لتحسين احوالهم المحبطة من دواخلهم اصلا، والتي لا يجرأون على الاعتراف بها قبل ان يتشدقوا بتأمر الاخرين عليهم، وتخويفهم لنا كعشاق للوطن وأمنه باحتمالية ان يحدث لنا ما حدث في بلدان الاخرين..اذن ليبقى الاحباط كما هو عليه ويبقى الاخرون المزعومين هم سبب
الدام لاستمرار مواجعنا ،أوليس تلذذهم المصلحي كحكومات هم وابنائهم هو السبب الواضح لتنام قلقنا لمن يرغب بتسمية الاشياء بمسمياتها والسبب بما نحن عليه من غموض معرفي ومستقبلي وأوجاع متنامية وهذا هو مبرر استمرارهم جاثمين على صدورنا في حياتنا العامة..؟ .
اما انا ومنذ منتصف هذه الليلة، فستكون حواسي أكثر سعة واتساعا ورقة في تعاملي مع انثاي الجديدة 2022 ، فقد أختلينا معا وبشهوة العشاق المسبقة، وقررنا بديمقراطية توافقية نتمناها للآخرين ما هو آت :-

  • الاستمرار بحب الاردن والنهر الخالد وطنا صابرا ومغالبا رغم كل احباطات اهلنا الطيبون فيه.
    -الاقرار الضمني بأهمية سعينا هي وانا لهداية الممارسين للنفاق الخطابي والكتابي والسياسي التبريري لكل اخفاقاتنا المتوالدة حكومات ومتشديقين وضرورة أن يعودوا لحبهم الأول للوطن واهلنا فيه، وضرورة
    التخفيف من ممارستهم للتسكع الصوتي الذي يسعون من خلاله إيهام العموم ان ما نفتقده من حب، وراحة اقتصاد، ووضوح مستقبل انما هو نتيجة لتأمر الاخرين على بلدنا وطموحاتنا المستحقة وليس لاننا قوم لا نريد ان نكون ما نعلم كي نتهيأ لتحديات الراهن وما هو قادم في كل اللحظات و كامل الايام .
    -ان نواصل احترامنا وعملنا بايماننا معا، أن الحب العذري للوطن والوعي المشترك الجامع بيننا هما ضمانتنا الوحيدة لمحاصرة فايروس المتسلطين والمنافقين وبائعي ارصدتنا من تجار السياسية وخصخصة مناجم حبنا التي ورثناها ونقلناها كأردنيين بكل فخر عبر الاجيال لكل عشاق الحياة عن اجدادنا “بني عُذر” الذين عاشوا في جنوب القلب لهذا الوطن الأحب..فهل نحن اوفياء ومحبون حقا للأردن الوطن .؟.
    اخيرا..
    باعتراف جريء امامكم..
    هكذا راودتني واغوتني حبيبتي الاصدق السنة 2022 عن نفسها في هذه الليلة الأفق وتعاهدنا على ما نحن عليه متفقون.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى