على مكتب مدير الامن العام
****طبق بيض يساوي حياة (50) طالبا من فلذات اكبادنا****
# بقلم المحلل الامني : العقيد الدكتور بشير الدعجة
ارجو من مدير الأمن العام ان يتسع صدره ويقرأ المقال كاملا بعناية و دقة ….
اتصلت مديرة احدى المدارس الخاصة في العاصمة عمان معي و المرارة و البكاء و التعجب و الغضب شعارها…فسردت لي القصة الدراماتيكية التالية مع نقطة شرطة مريغة في محافظة معان …تقول المديرة: ان المدرسة خرجت يوم الجميس الماضي برحلة مدرسية الى منطقة البتراء و وادي رام بحمولة باص (50) طالب مع مشرفيهم و مديرتهم و سائقهم …ولدى وصولهم الساعة الثانية و النصف ظهرا تقريبا الى منطقة المريغة و امام نقطة الشرطة اوقفتهم دورية شرطة تابعة للنقطة تبعد امتار قليلة عنها ….فطلب الضابط البطاقات الشخصية لكل المتواجدين في الباص…. فأبلغته المديرة انهم طلاب اعمارهم ما بين (13-16) عاما وليس لديهم بطاقات شخصية….و سلمت الضابط بطاقتها و المشرفين و سائق الباص …ولدى التدقيق الامني عليهم تبين ان سائق الباص معمم عليه و مطلوب للحاكم الأداري بسبب اتلاف )طبق بيض( حسب ما ابلغها الضابط و على الفور قاموا بتقيده واضعين القيود بيدبه امام الطلبة مما سبب الخوف و الهلع و البكاء لهم … وتم اصطحابه الى نقطة الشرطة … فطلبت المديرة منهم تكفيله لتوصيل الطلاب بأمان الى عمان الا ان الضابط رفض ذلك…عندها طلبت منه ان يقود السائق الباص و تحت حراسة رجال الامن من النقطة و توصيل الطلاب الى وادي رام و من ثم يعود السائق مع حرسه الى نقطة شرطة المريغة لاتخاذ الاجراءات اللازمة بحقه … الا ان الضابط ايضا رفض ذلك ….فطلبت من الضابط تأمين الطلاب بأية طريقة الى منطقة وادي رام حتى لو عن طريق تأمينهم بسائق اخر مقابل دفع اجرته… الا ان الضابط استمر بالرفض….و في كل مرة يقول للمديرة (هذه مشكلتك و ليست مشكلتي) رافضا المساعدة حتى جلوسهم و تجمعهم تحت المظلة القريبة من الدورية رفض الضابط تجمعهم فيها ولم يسمح لهم بالدخول داخل النقطة لحمايتهم من حوادث الدهس …فطلب منها دخولهم الى حافلة المدرسة المتواجدة على الشارع العام…. فأخبرته ان وجود الحافلة وهم بداخلها و بشكل وقوف تام على شارع سريع وتمر به الشاحنات المسرعة يشكل خطرا كبيرا على حياتهم جميعا و على الحافلة كون سائقي الشاحنات الذين يستخدمون هذه الطريق منهكين جسديا و نفسيا و صفتهم عدم التركيز و الانتباه جراء المسافات الطويلة التي يقطعوها في قيادة هذه الشاحنات…. كما اخبرته انها لا تستطيع السيطرة عليهم جميعا و اجبارهم على عدم النزول من الحافلة …فأخبرها انها ليست مشكلته ….و تضيف المديرة انه تم الانتظار لمدة اربعة ساعات في البرد و خطورة الطريق حتى السابعة و نصف مساءا الى ان قدم سائق بديل من عمان و اصطحب الطلاب …….ووصلوا عمان عند صلاة الفجر بتأخيرأكثر من( 10) ساعات.
اضع هذه الشكوى و الملاحظة على مكتب عطوفة مدير الامن العام اللواء الركن احمد الفقيه مذكرا اياه بأن احد محاور الرسالة الملكية الموجهة اليه (ان المراكز الامنية هي الملجأ والملاذ الآمن للمواطن عند الحاجة اليها) …. فهل هناك حاجة للطلبة اكثر من هذه الموقف؟!!!!!! الم يعلم هذه الضابط ان اول واجب له – حسب قانون الامن العام – هو حماية ارواح و اعراض المواطنين؟!!!!!! هل هنالك اكثر من هذه الموقف يحتاجه الطلاب و مشرفيهم و مديرتهم من أمن و حماية في منطقة مقطوعة ؟!!!!! هل طبق البيض المعمم عنه اهم من ارواح (50) طالبا من فلذات اكبادنا و مشرفيهم و مديرتهم كانوا في اي لحظة معرضين لخطر الدهس من قبل الشاحنات المسرعة جراء تواجدهم على جوانب الطريق؟!!!!! لماذا لم يسمح الضابط لهم التجمع تحت المظلة او ادخالهم الى نقطة الشرطة للمحافظة على ارواحهم ؟!!…. لماذا لم يتم تكفيل السائق لتوصيل الطلاب ….و الكفالة عادة تتم في جرائم اخطر و اكثر اهمية من اتلاف طبق بيض ؟!!!!…
ناهيك يا باشا القلق و الخوف والترقب الذي سيطر على اهالي الطلاب غير مصدقين ان سبب تأخرهم هو اتلاف (طبق بيض ) بل تبادر الى اذهانهم ان فلذة اكبادهم لديهم مشكلة اكبر من ذلك قد تصل الى تعرض احدهم او مجموعة منهم للدهس او حادث سير … و اتساءل هل الباشا فعلا استطاع و فريقه الاعلامي من افهام مرتبات الامن العام محاور الرسالة الملكية و خاصة احترام المواطن وحمايته وهضموها جيدا…. اما ان فريقه الاعلامي ما زال التسابق و التنافس بينهم على الظفر بمصاحبة الباشا في زياراته المكتبية و الميدانية …. و أخذهم بريق الكاميرات التلفزيونية والفوتوغرافية متناسين و متغافلين عن واجباتهم التثقيفية و الارشادية و التوعوية لجماهيرهم الداخلية ؟!!!!.
لدي الكثير من النقاط السلبية التي اثيرها حول هذه الحادثة لكن احتراما للباشا و ضرورة منحه الوقت الكافي لتنفيذ محاور الرسالة الملكية السامية هو ما منعني عن ذلك …. و سننتظر ان من المنتظرين…و للحديث بقية
# الدكتور بشير الدعجة الناطق الاعلامي السابق للامن العام