سواليف – تعاني الأندية الأردنية لكرة القدم، منذ دخولها عصر الاحتراف، من تهديد حقيقي لاستقرارها ومستقبلها، مع استمرار غياب التخطيط السليم، والرؤية المستقبلية الواضحة، التي تضمن استمرار قوة فرقها.
ومع نهاية كل موسم، تدخل إدارات الأندية، في حيرة من أمرها، من خلال الدخول في مفاوضات مرهقة وشاقة مع اللاعبين، أملا في تشكيل فرق جديدة تخوض بها استحقاقات المواسم المقبلة، إذ إن عقود معظم اللاعبين لديها، تنتهي مع نهاية الموسم.
وظهرت سلبيات عقود الموسم الواحد، واضحة على الفرق، إذ أصبحت تظهر في كل موسم بتشكيلة جديدة.
ولأن الأندية الأردنية وتحديدا المنافسة على الألقاب، تعمل بلا إستراتيجية مستقبيلة مدروسة تضمن لها المحافظة على هياكل فرقها، تضطر للرضوخ لشروط اللاعبين من خلال تلبية رغبتهم في التوقيع لمدة موسم واحد، لتعاني مع نهاية كل موسم، من انتهاء مفعول فرقها.
رفع سعر اللاعب
أدت عقود الموسم الواحد، إلى رفع أسعار اللاعبين مع زيادة الطلب وشدة المنافسة بين الفرق الراغبة في التعاقد، خاصة البارزين منهم.
كما أن تخلي الأندية عن دورها الرئيس في اكتشاف المواهب، ومنح العناصر الشابة الفرصة في إثبات قدراتها، أدى إلى ندرة اللاعبين، على اعتبار أن هذه الأندية أصبحت تكتفي بشراء اللاعب “الجاهز”.
وتنفق الأندية الأردنية، الكثير من مواردها من أجل إبرام التعاقدات مع اللاعبين، بعقود مالية تفوق قدراتها، مما يضطرها إلى الاستدانة لإنجاز الصفقات، ويزيد بالتالي من وطأة ضائقتها المالية.
وتعود أسباب تلك المأساة، إلى موافقة الأندية الأردنية على التعاقد مع اللاعبين لمدة موسم واحد فقط، بعكس ما متبع في دول أوروبا، حيث تمتد عقود اللاعبين بين 4 و5 مواسم، وبما يحافظ على نسيج وقوة الفريق لفترة زمنية بعيدة.
حلول جذرية
أضحت الأندية الأردنية مطالبة بإيجاد الحلول الجذرية، في ظل هذا الواقع المرير الذي تعيشه قبل بداية كل موسم، وذلك من خلال التسلح بنظرة مستقبلية تعينها على الاعتماد على ذاتها في تفريخ لاعبين جدد، يمتلكون القدرة على سد الفجوات، وبما يخفف من مأساة الاعتماد الكلي على شراء اللاعب الجاهز.
كما أن هذه الأندية باتت مطالبة بالتضحية بموسم كروي واحد، عبر التخلي عن المنافسة على الألقاب، والتركيز على بناء فريق يخدم مستقبلها ويلبي طموحاتها.
كوررة