عقد الهوى (قصيدة)

[review]عِقْدُ الهَوى
عارف عواد الهلال
من (ديوان الإلُّ والآلُ)
alhelal@maktoob.com

حَرونٌ رِكابي والرُّسومُ تَغيَّرتْ
معالمُها والشَّوقُ في عِرقِنا يَسمي

وما الشَّوقُ إلا حرُّ كبدٍ ولاعجٌ
مِنَ الوَجْدِ طيُّ خافقٍ برقُهُ يَشمي

وذِكرُ مَنازلٍ يطيبُ زمانُها
تولَّتْ، ومِنْ ذِكرِ الرُّسومِ دَنا حَتمي

مقالات ذات صلة

سألتُ الدِّيـارَ يومَ شطًّ مزارُها
فحارتْ جواباً والتواءً على جزمي

بِها العِشقُ إبَّـانَ الصِّبا فاحَ نَشْرُه
وليس الذي يفضي جَواهُ كمن يُكمي

فمن ذاعَ سرُّ عِشقِهِ زاد وَجْدُه
ومن يكتُـمُ الهوى يكادُ الجوى يُنمي

فإن أكتُمَ الهوى يبوحُ بسرِّهِ
سُهادي، ألا يكفي دليلُ الهوى جسمي

فهيهاتَ أستطيعُ كِتمانَ عِشقَها
أهيمُ بذكرِها حَفِيَّاً على رُغمي

وثاقاً على قلبي تَربَّعَ وشْمُها
فزادتْ على عشقي, ففي قلبها وشمي

خَفُوقُ الفؤادِ, إن تَهلَّلَ مَقْدمي
طَروبٌ, إذا يَطرُقْ مسامعَها إسمي

أصبو إليها كلما زارَ طيفُها
إذا الطيفُ دوماً زائرٌ لم يزل يسمي

وأهفو لخلٍ لا يُجافي خليلَهُ
عسى أن يكون الوصلُ منها جَدا قسمي

أبغي رضاها والرِّضا بُغيةُ الهوى
فما العشقُ والرِّضا قصيرُ المُنى يُظمي

فيْضُ الحنانِ ليس ينضُبُ نبعُهُ
يسوغُ شرابُهُ، بهِ ينجلي همِّي

تُذيقُ المُصفَّى من نَهيٍّ عُلالةً
دواءٌ لكلِّ علَّةٍ وشِفا سُقمي

فإن ضَنَّ غيثُ المُزنِ جادَ سحابُها
بما لا تجودُ المُزنُ وبلاً ولا وسمي

وإن شحَّتِ الرَّبابُ حيناً بقطرها
فما زالَ قَطْرُ نَوئها واكفا يهمي

فإن زرتُها, رفْدٌ جِفالٌ عطاؤُها
رغيدٌ جَناها لا تصدُّ ولا تحمي

إذا العاشقاتُ لُمْنَ من غير علَّةٍ
تَراها إذا جهلتُ تصفحُ عن لؤمي

وإن خَمَدَتْ نارٌ تَشُبُّ أوارَها
فلولا تشدُّ الأزرَ عزماً وَهَى عَزمي

وأغفو فعينٌ دونَ عيني رقيبةٌ
وأخرى من الشَّوقِ اللَعيجِ لنا تَهمي

ألا ليتَ عيناً تَرقُبُ الدَّربَ دوننا
تدوم لنا رِقْباً ومِنْ دونِها سهمي

توهمتُ أنِّي عاشقٌ فوقَ عِشقِها
ألا حبَّذا لو كان يصدُقُني وهمي

تُذيبُ الحُشاشَ مِنْ حرارةِ شوقِها
وتَغلو سهامُها تُصيبُ ولا تَصْمي

ألا إن ذاك العشقَ, لا عِشْقَ غِرَّةٍ
تُداوي سويداءَ الفؤادِ ولا تُدمي

تَميدُ بِيَ البيداءُ إنْ رَفَّ جَفنُها
وعُصْـمُ الجبالِ مِنْ مدامِعِها تَطمي

وإن كنتُ ذا حزمٍ شديدٌ حِزامُهُ
تَراخى حِزامي كي يلينَ لها حزمي

عشقتُ التُّرابَ تحت أقدامِها وإنْ
أجُدْ، أحتسبْ ضَناً وإنْ يُجترى دمّي

أطوفُ ببيتِ اللهِ أذكرُ اسمَها
أُلبي لربِ البيتِ إذ إسمُها ينمي

فإن ملحفاً ألحَّ بالسؤلِ جاهداً
أقولُ بقلبٍ نازعٍ إنَّها أمِّي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى