عشتار ” تنتظر على مفترق طرق
محمد طمليه
أنا “جلجامش” يا “سيدوري” وقد جئت الى هنا بعد ان مات صديق عمري ” انكيدو” ودفناه في ” سحاب ” . جئت لأعرف “سر الخلود” . لا اريد ان اموت يا ” سيدوري” . اسمعي ، ” عشتار” تنتظرني ، وكنت وعدتها بأن احيا الى ابد الابد . هل اخذلها يا راعية ” الحانة الالهية : ؟ تعرفينها اكثرمن سواك . وتذكرين انني وصفتها في نص نشرته في ” العرب اليوم ” قبل مدة ، وقلت فيما قلت انها بالغة الرهافة ، وربما تتأذى اذا مت . ارجوك يا “سيدوري”.
اسمع يا ” جلجامش” انت كاتب مبدع . اعترف لك بذلك ولكنك ستموت في النهاية . الم يمت صديقك ” انكيدو” ؟ انظر الى ” محمد طملية”، انه يتعاطى ” علاجا ” للشفاء. أحمق . قد ينجح الاطباء فـي إرجاء الأمر . وانت تعرف ان من لم يمت بالسيف ، مات بغيره ، حتى ” المتنبي ” مات…
ولكنه حظي بخلود على نحو ما ، يا “سيدوري”.
بالشعر فقط . ويمكنك ان تخلد مثله اذا كتبت شيئا نافعا . ولكنك تطلب خلودا بيولوجيا. وهذا مستحيل ، فعد الى بلدك.
والى ” عشتارك ” . بالمناسبة ، هي تحبك كثيرا وان لم يبد عليها ذلك عد يا ” محمد طملية”. وكن اثناء حياتك الزائلة طيبا ، بسيطا، نظيفا وحريصا على امتاع زوجتك في الفراش . “جلجامش”. انصحك بأن لا تلقي خطابا في ذكرى مرور اربعين يوما على وفاة “انكيدو”. لا تذهب الى مجمع النقابات . ولا تخرج في مظاهرة ” فوزير الداخلية” ليس سهلا يا ” جلجامش”