عرايا أمام #المرايا / #كامل #النصيرات
السؤال الكبير الآن والمطلوب الإجابة عنه بأعلى درجات الصدق والعمل وليس بالشعارات والتنظير والكلام المُعلّب: هل نريد استكمال بناء الدولة الحديثة أم نريد أن نعيش يوماً بيوم ؟.
إذا أردنا يوماً بيوم وعلى السبحانية واصرف ما في الجيب يأتك ما في الغيب فدعونا من كل اللف والدوران وخلّوا بيننا وبين الأيّام ولننتظر أقدار الله والمصائب التي ستتوالى لا قدّر الله ولا تعرف لها حلّاً إلاّ بالفزعة والبيانات..!
أمّا إذا أردنا دولة حديثة نستكمل ما شابها من عيوب ومطبات و نعترف فيها بأمراضنا وأخطائنا ونشخّص حالتنا بكل شفافية؛ فلا بدّ من مواجهة أنفسنا بالكامل عرايا أمام المرايا..! نعم هو ذاك..نحن لسنا وحدنا في المحيط..ولسنا وحدنا في هذا الكون..!
لا أحد يوافق على الاستقواء على الدولة..بل نريدها دولة بأعلى درجات القوّة..مثلما تأخذ الحقّ تعطي الواجب أيضاً..مثلما نهبّ لنجدتها حين تجرحها نسمة؛ تهبّ هي أيضاً لاحتضاننا ورفع البلاء عنّا..الدولة أمّنا وأبونا والوطن والملاذ..الدولة هي الاستقرار بكل تفاصيله وتفرّعاته وأنواعه.
لا بدّ أن نراجع ما حدث..ولماذا حدث وكيف حدث؟ لا بدّ أن ننظر إلى محاربة الفساد نظرة أكثر قسوة وأسرع محاربةً..لا بدّ أن نثقِّف الأردني بالحريّة دون ألوان وزخارف و ذيول..لا بدّ أن يعرف الأردني أن العشيرة (على الراس والعين) ولكنها ليست الدولة وليست الواسطة والمحسوبية والشلليلة.. لا بدّ أن يلتفّ الأردني حول الدولة بعد أن يشعر أن الدولة له وهي المسؤولة عن حمايته وإطعامه وحلّ كل مشاكله على مدار الثانية الواحدة..يجب أن يشعر الأردني أن القانون ليس (مغّيطة) تمتدّ وترتدّ على مقاس كلّ حالة..بل القانون مسطرة وبالأصل جاء لرفع الظلم وإن كان به عقاب..!
أمّا الملك: فهو الرمز.. المساس به هو المساس بالدولة.. والاقتراب من هيبته هو مدخل لإسقاط الدولة وهذا خطّان أحمران يشدّان بعضهما لا يجوز التفكير بالقفز عنهما وإلاّ لصارت الأرض محروقة لا سمح الله ولصارت كل حارةٍ تريد السيادة والريادة والقيادة.
ليس أمامنا إلاّ الاصلاحات الجذرية والعميقة.. ليس أمامنا إلاّ سيادة القانون على الجميع دون استثناء وأركّز على دون استثناء.. ليس أمامنا إلاّ التفكير بـ (البكج package ) كاملاً غير منقوص.
هذه دولتنا وبعد الذي حدث يجب أن نعيد كل الحسابات عرايا أمام المرايا.