عدنان الروسان يكتب .. خيارات حماس و ضرورات التطرف ..!!

#خيارات #حماس و ضرورات التطرف ..!!

#عدنان_الروسان

التطرف ليس فعلا بحد ذاته بل رد فعل على الظلم و التهميش و تطرف الآخر الأقوى و أحيانا يكون ضرورة لا مندوحة عنها ، كالإرهاب الذي هو اداة من أدوات الدفاع عن النفس في وجه الظلم حينما تستنفد كل أدوات الدفاع عن النفس و لا يبقى التطرف و الإرهاب للبقاء او بعكس ذلك الزوال و الإنقراض ” وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ” صدق الله العظيم

غزة بالنسبة لترامب قطعة أرض على البحر و قبالتها كميات هائلة من الغازوالنفط تقدر بالمليارات و موقعها شرقي المتوسط يمكن ان يجعل منها قبلة للأغنياء و تياكونات أوروبا التي هي على مرمى حجر من غزة و بالتالي يريد ترامب ان يشتريها و يبني على شواطئها صالات قمار و فنادق الخمسة نجوم سبيشال كولليكشن و بوتيك هوتيلز و دور بغاء خمس نجوم ايضا و بالتالي تكون أجمل ريفييرا على المتوسط و ربما يستغل الأنفاق لمشاريع استثمارية تدر الملايين أيضا.

ترامب لا يعرف الفرق بين الوطن و صالة القمار فهو مهاجر الى أمريكا ، و هو رجل أعمال و لا يأبه بالمشاعر الوطنية او الدينية او القومية انه مهتم بالمال و ادارة الشركات و واتته الفرصة ليكون على راس المؤسسة السياسية الأمريكية و القائد الأعلى لجيوشها و حقائبها النووية و حاملات طائراتها و هو يريد أن يستخدم كل ذلك كي يرعب كل من يخرج عن طوعه.

ان اللغة و المفردات الفجة التي يستخدمها رئيس الولايات المتحدة في خطابه للأمير محمد بن سلمان الذي يحكم واحدة من أكثر الدول أهمية في العالم بالنسبة للولايات المتحدة و لولا السعودية لما كانت امريكا دولة عظمى و هذا قول ليس لي بل للأمير السعودي ، #السعودية التي تعتبر حليفا استراتيجيا و أكثر فائدة الف مرة من اسرائيل لأمريكا كان يجب ان تحظى بالإحترام و التقدير من قبل الإدارة الأمريكية و كذلك يندرج الأمر على الأردن و مصر و هما ليس اقل أهمية من السعودية و لكن لأسباب اخرى ، تصريحات ترامب بهذه الفجاجة و الغلظة بانه يريد ان يهجر بالقوة سكان غزة أصحاب الأرض من وطنهم الى الأردن و مصر ليحل مكانهم المستوطنون اليهود أمر يكاد لا يصدق و الحديث الإسرائيلي و الأمريكي على أن المملكة العربية السعودية دولة واسعة المساحة و يمكنها ان تنشيء دولة فلسطينية للفلسطينيين هناك أمر في غاية الغرابة فالولايات المتحدة الأمريكية دولة أكبر من السعودية من حيث المساحة فلماذا لا ينشئون دولة اسرائيلية هناك لليهود و يتركوا فلسطين لأصحابها …

على كل حال الحديث يطول ما علينا …

لكن هل يدرك الرئيس الأمريكي انعكاسات مشروعه التهجيري و انقضاضه على الحلم الفلسطيني و على الناس الأبرياء الذين بقوا صامدين سنوات طويلة على الظلم و القتل و التشريد و يقاتلون بأدوات بسيطة و يقاومون أعتى و أقوى جيش في المنطقة ، و هل يعلم الرئيس الأمريكي أن حلمه هو حلم أباطرة و تايكونات المال و الأعمال منذ زمن طويل ، حلم مافيات و لوبيات الصناعة و النفط و أصحاب الشركات العابرة للقارات العملاقة و التي ليس لها اي علاقة بمجاميع القيم الإنسانية ، انهم يستثمرون في الخلافات البينية للشعوب و الأمم و يوظفون سماسرة و رجال الكومسيون السياسي لهم خاصة في بلاد العرب و المسلمين المليئة بالنفط و الغاز و الذهب و الثروات الكبيرة كي يبنوا كيانات جديدة خاضعة لهم يديرونها كيفما يشاؤون لتحقيق السيطرة الكاملة لمصالحهم و استثماراتهم على هذه الكيانات و النظم للإبقاء على الشعوب العربية ذليلة مستغلة غير قادرة على أن تقوم بأي فعل يهدد مصالح الغرب الذي نجح في اخضاع الأمة مائة عام و أكثر.

من أجل كل هذا و غيره قامت حماس بالسابع من أكتوبر ، لقد كان عملا عبقريا بامتياز و الذين يفسرون الأمر على غير ذلك و يحتجون بان المقاومة قد أعطت اسرائيل كل المبررات لقتل الفلسطينيين و تدمير غزة انما هم من الناس الذين تم اخضاعهم للرغبات الغربية و الإسرائيلية و وقعوا في غرام الجلادين او وقعوا في عقدة أو متلازمة ستكهولم و لمن لا يعرفها فمن السهل القراءة عنها في الإنترنت فالمجال لا يسمح بالتوسع.

لقد قامت ح / ما – س بعمل عملاق ، هائل خارج الصندوق و خارج كل تقديرات السي اي ايه و الموساد و أجهزة الإستخبارات الإقليمية و العالمية ، لقد كانت ضرورة لا خيارا ما قامت به حماس و قد استثمرت فيه كل مالديها من امكانات و موارد بشرية و مالية و عقدية و امتلكت القوة التي لم يتمكن النظام الرسمي العربي كاملا أن يمتلكها و فرضت شروطا جديدة و شكلا جديدا من قوانين للعبة و قواعد اشتباكها ، غير ان على ح م – اس و انا جاد في هذا الطرح ان تكون مستعدة لتغيير بعض قواعد اللعبة و تنويع ساحات و مديات الصراع لأن الولايات المتحدة الأمريكية و اسرائيل و بعض ذوي القربى قد يفرضون عليها ان تكون أضافة الى ماهي عليه أن تكون حركة سياسية ايديولوجية سرية منتشرة في كل بقاع العالم و لديها اي حماس كل المعطيات و الموارد البشرية تحديدا لتلعب ذلك الدور بجدارة فهناك أكثر من خمسة عشر مليون فلسطيني منتشرين في العالم كما ان لدى حماس حاضة شعبية فكرية عالمية من كل الأصول و المنابت و الديانات تؤمن بحق الفلسطينيين في الدفاع عن وطنهم و وجودهم ، و لا يعيبها ذلك ، يجب القتال حتى الموت للبقاء في الأرض و لكن لدى المقاومة الكثير من المساحات و الموارد ان ارادت و رغبت أن يكون لها رد قوي و استراتيجي على المشروع الغربي الصهيوني و من حق المقاومة التي قدمت القسط الأكبر من الثمن من جنودها و قباداتها في الصف الأول ان تقف في وجه تحويل غزة الى صالة قمار و بغاء فعلي و سياسي

ان روح التضحية و الإنتماء العميقة لدى الفلسطيني المتعبد جهاديا على المذهب الحمساوي هي روح صوفيه متجذرة فيها القوة و العظمة السلفية على منهاج النبوة ، و فيها من الإبداع ما يفوق الوصف و من التخلي ما يفوق القدرة عتد الآخرين ، و لدى حركة المقاومة التي هي نتاج جديد لم تمر به الحالة الفلسطينية من قبل من القدرة و التحمل و الفهم ما يمكن ان يجعل منها ماردا خارج من قمقم الضياع و الظلم لا يمكن وقفه او احتوائه لأن كل أدوات الإحتواء التي يستخدمها الغرب مع الزعامات العربية و كثير من الزعامات الفلسطينية لوبي الأبوات الميال للشركات و البزنس لم تجدي نفعا مع نماذج القيادة في المقاومة القسامية الجديدة.

ان محاولات الحصار النفسي و الأمني و العسكري و الإقتصادي التي يقوم بها الغربي مع الصهيوني و بمشاركة بعض العرب قد تتمكن من النفاذ عبر خيول طروادة العربية الكثيرة و هذا يجب ان يدفع بالمقاومة ان يكون لديها الخطة ” ب ” و أن يكون في جعبتها بدائل ربما قد تكون متطرفة جدا و ليس بالضرورة ان تستخدمها المقاومة الا عند الضرورة القصوى و حينما يدفعها الأعداء الى حافة الهاوية و عليها ان تلجأ اليها و لو خالفت توجهاتها او استراتيجياتها المرسومة سلفا دون الخروج من الأطر الفقهية و الفكرية و السياسية الكبرى.

و لا بد لحركة المقاومة الفلسطينية أن تكون واعية للحظة التاريخية التي تمر بها الأمة العربية و التي تنتمي لها حماس على الأقل جينيا و تاريخيا و جغرافيا ، و هي لحظة انكسار عميقة افقدت الأمة شعوبا و زعامات القدرة على التغيير و بدون التغيير الذي هو سنة كونية من سنن الله و تتماهى تماما مع المفهوم العلمي لتطور الكون البشري و الكون البعيد ، من أن تؤثر عليها فحركة المقاومة هي اصلا حركة تغيير و ليس من مصلحتها و لا من ايديولوجيتها ان تشيح بوجهها عن ذلك ، و على المقاومة بالتالي ان لا تقترب كثيرا من جماعات المنطق المستسلم و الذي يختبيء وراء مصطلحات و أمثلة لا تصلح للقياس مثل صلح الحديبية و ” ان جنحوا للسلم فاجنح لها ” و غير ذلك من المخدرات التي تستخدم في غير موضعها.

ان يوم السبت هو يوم مفصلي و قد هدد فيه ترامب بأنه سيقلب الدنيا جحيما اذا لم تطلق حماس كل السرى افسرائيليين دفعة واحد قبل الساعة الثانية عشر من ظهر ذلك السبت اي بعد ثلاثة ايام ، و ليس امام الحركة الا خيارين لا ثالث لهما ، اما ان تنحني امام العاصفة او ان تنحني لالتقاط سيفها من جديد و تعود للحرب ، معروف ان امكانات المقاومة مهما كانت كبيرة فهي محدودة ما عدا المدد الإلهي ، بينما اسرائيل تحارب نيابة عن أمريكا و بدعم لا حدود له ، و هذا ما يدفعني الى القول ان المقاومة بحاجة الى رديف جديد تدخله الى ساحة المعركة لأن الصراع في النهاية طويل و وصل الى مرحلة الشراسة القصوى …

في الجزء القادم سأتحدث عن الموقف العربي و ضرورات التغيير

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى