تعودنا بطبيعة الحال أن يظهر يوم #29_فبراير مرة كل أربع سنوات، فمن أين جاء هذا اليوم؟ ولماذا وضع بهذا الشكل ولم تتم على سبيل المثال إضافته إلى شهر يناير ليكون 32 يوما؟
عمليا جرت عدة محاولات للتوفيق بين #حركة_الأجرام_السماوية والتقويم الأرضي عدة مرات، ووقع فبراير ضحية إحدى التجارب العملية.
مرجع هذا الارتباك يتمثل في أن حركة #الأرض حول #الشمس لا تتوافق بشكل تام مع دوران الكوكب حول محورها، ومن المستحيل تبعا لذلك تقسيم السنة الفلكية إلى أيام من دون باق. لقد أدرك ذلك الضالعون بعلم الفلك على مر التاريخ وحاولوا إيجاد حل لهذه الإشكالية.
على سبيل المثال، تتكون السنة في التقويم المصري القديم من 12 شهرا لكل منها 30 يوما، ولكن في نهاية المطاف تمت إضافة عدة أيام أخرى إليها، أما التغييرات والتعديلات الصينية بهذا الشأن فقد كانت أكثر شمولا بقليل، حيث جرت إضافة شهر ربيع زائد كل ثلاث سنوات.
التقويم الجمهوري الذي تأسس في روما القديمة حوالي عام 738 قبل الميلاد، تشكل من دورة أربع سنوات مألوفة مع سنة كبيسة واحدة، وتقرر حينها أن يبدأ العام في شهر مارس ويستمر 10 أشهر فقط ولا يأخذ فصل الشتاء في الاعتبار، لأن الناس على أي حال، لا تعمل في هذا الوقت من السنة.
في عهد الملك الروماني الثاني نوما بومبيليوس تم إدراج هذين الشهرين إيانواريوس “يناير”، وفبراير في التقويم، وأضيفا في نهاية العام.
في نهاية المطاف، قرر يوليوس قيصر التخلص نهائيا من هذا الارتباك وطور التقويم اليولياني الجديد المكون من 365 يوما في السنة العادية و366 يوما في السنة الكبيسة التي تقبل القسمة على 4. مع ذلك من أجل بدء العمل به، كان يتعين أولا في ذلك الوقت ترتيب “سنة تصحيحية”، استمرت 445 يوما وكانت تسمى “السنة الأخيرة من الارتباك”.
مع توسع الإمبراطورية الرومانية، جرى استخدام التقويم اليولياني، الذي جعل أيضا 1 يناير بداية للعام في جميع أنحاء أوروبا لعدة قرون، إلا انه كان لا يزال ناقصا، بمحصلة ذلك تباعد التقويم من موقف الشمس لمدة تصل إلى 10 أيام بحلول القرن الـ 16، ودفع ذلك البابا غريغوري الثالث عشر إلى تقديم تقويم جديد هو التقويم الميلادي أو الغريغوري، وهو المستخدم حتى الآن مع بعض التعديلات.
الجدير بالذكر أن هذا التقويم لم يرض عنه الجميع، وكانت السويد مثلا تتردد بين التقويمين اليولياني والغريغوري لفترة طويلة، وكان مرد الارتباك ضرورة إدخال يومين إضافيين، ونتيجة لذلك كان لدي السويديين 30 يوما في شهر فبراير عام 1712.
التطور البشري المتسارع مكن من حساب الوقت بدقة أكبر. في عام 1972، تم إجراء تعديل آخر على التقويم وظهرت الثواني الكبيسة، وقد وضعت لتعويض الفرق المتبقي بين التوقيت العالمي المنسق، استنادا إلى التقويم الغريغوري والوقت الذري، وهو قريب من التقويم الشمسي وأسرع قليلا.
على أي حال، يمكن وصف يوم 29 فبراير بأنه ضيف يزورنا كل أربعة سنوات. هذا اليوم قد يكون للبعض مثلا عيد ميلاد أو مناسبة سعيدة أخرى لا يمكن عمليا الاحتفال بها إلا مرة كل أربع سنوات، وهذا ما يجعل هذا التاريخ فريدا.