صورة لترامب … تثير الجدل وتختصر الواقع

سواليف
إنها صورة تاريخية، تثير الجدل وتختصر الواقع … دونالد ترمب جالسا على كرسي خلال قمة مجموعة السبع في كندا بمواجهة القادة الاخرين، في تجسيد لما انتهت اليه هذه القمة من تفسخ في المعسكر الغربي.

وتصدرت هذه الصورة الاثنين الصفحة الاولى لصحيفة “تاغشبيغل” الالمانية الى جانب عنوان “الغرب يهتز”. وتبين ان ملتقط هذه الصورة التي سرعان ما انتشرت في مختلف أنحاء العالم، هو المصور الرسمي للحكومة الالمانية، وقد قام بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي المتحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا مريكل.

كانت هذه الصورة الاكثر تشاركا وتعليقا على مواقع التواصل الاجتماعي لانها لخصت الوضع العالمي بعد فشل قمة الدول الصناعية في كندا، فكانت أبلغ تعبيرا من كل الخطب التي ألقيت هناك.

والمصور الالماني الذي التقطها هو جيسكو دينزل الذي نال جائزة وورلد برس فوتو، وهو متخصص في الصور الرسمية.

ورأى كثيرون في الصورة إحياء للجدل الذي أطلقه الاعلام الامريكي والبريطاني بعد انتخاب ترمب في 2016 حول ما اذا أصبحت مريكل “الزعيمة الجديدة للعالم الحر”.

وقال ستيفن سيبرت المتحدث باسم مريكل الاثنين ان نشر الصورة كان يرمي لاعطاء مستخدمي الانترنت “فكرة عن عمل المستشارة وأجواء العمل المكثفة خلال قمة لمجموعة السبع”.

وهدف الحكومة الالمانية من وراء نشر هذه الصورة هو تسليط الضوء على حزم انغيلا مريكل التي تظهر محاطة بقادة آخرين في مجموعة السبع وهي تسند مريكل يديها على الطاولة ويبدو وكأنها تجابه لا بل توبخ الرئيس الامريكي الجالس أمامها.

ماذا تقول له؟ لا أحد يعلم. مساء الاحد أعلنت مريكل عبر التلفزيون انها لن تسمح بان “تتعرض للخديعة” في حال زادت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على السيارات المستوردة وقالت إن أوروبا سترد.

وكتب رئيس الوزراء البلجيكي السابق غي فيرهوفشتاد ساخرا على تويتر “دونالد، في حال غردت حماقة أخرى سنصادر هاتفك، مفهوم!؟”

من جهتها كتبت “دير شبيغل” على موقعها الالكتروني، “انتصار مؤكد في العلاقات العامة لالمانيا”. وأضافت “في السياسة ليس المضمون وحده المهم، الصور ايضا مهمة”.

– “الرئيس الامريكي يسجل هدفا” –

لكن تفسيرات هذه الصورة متباينة الى حد كبير، لان كثيرين يرون في دونالد ترمب الشخصية المتفوقة.

وغردت اليزابيث ويلينغ الاخصائية في العلوم السياسية في جامعة بيركلي في كاليفورنيا “الرئيس الامريكي يسجل هدفا”. واضافت “دونالد ترمب يبقى جالسا في حين ان الاخرين واقفون” وهو أسلوبه في “تأكيد سلطته على الملأ”.

كما ان ترمب يبدو في الصورة وكأنه يتجاهل مريكل التي تتحدث اليه ويصغي الى إيمانويل ماكرون الظاهر الى يمين المستشارة الالمانية.

اما أوساط ترمب فرأت في هذه الصورة رئيسا يتخذ موقفا حازما ويطبق مبدأه “أمريكا أولا”.

من جهته غرد جون بولتون مستشار الامن القومي للبيت الابيض “قمة جديدة لمجموعة السبع تتوقع فيها الدول الاخرى ان تكون الولايات المتحدة البلد الذي يصرف الأموال. قال لهم الرئيس بوضوح ان هذا الزمن قد ولى”.

نهاية حقبة، هو الشعور السائد في المانيا بعد هذه القمة الدراماتيكية، شعور بحصول شرخ في العلاقة عبر الاطلسي.

واعتبر وزير الخارجية الالماني هايكو ماس ان ترمب من خلال سحب تأييده للبيان الختامي للقمة قضى “بسرعة على كم هائل من الثقة” المتبادلة.

ورغم رفضها لفكرة انتهاء العلاقة مع الولايات المتحدة، تحدثت مريكل التي كانت حتى الان تؤمن بالعلاقة عبر الاطلسي، مساء الاحد عن “خطوة حاسمة” اتخذها الرئيس الامريكي.

والمانيا خصوصا تواجه عداوة من الادارة الامريكية بسبب الفائض في ميزانها التجاري ونفقاتها العسكرية الضئيلة في حلف شمال الاطلسي. والمواقف الجديدة ترغم البلاد على مراجعة توجهها الاستراتيجي.

وباتت مريكل تؤيد أكثر فأكثر رؤية الرئيس الفرنسي لاوروبا قوية تتمتع بسيادة. ووافقت للتو على فكرة إنشاء قوة تدخل أوروبية مشتركة، ودعت مساء الاحد أوروبا الى الدفاع عن مصالحها بشكل أفضل “والا سيتم سحقها في عالم تهيمن عليه أقطاب قوية جدا”.

ا ف ب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى