#صورة_الرنين_المغناطيسي و #عذل_البوصيري
أدرك قريبنا خريف العمر ، زاهدا فيما تبقى من غفلة أسمها العمر ، وليس بنادم على ماض أورثه الشقاء .
ذاكرته أصبحت تخونه ليل نهار ، فنصحته بمراجعة طبيب أعصاب ، حتى يلملم جراح اللفائف من دماغه وقد سئمت من حفظ السطور
كتب له الطبيب صورة رنين ، والموعد في عمان ، قبل أن تحفل عروس الشمال بجهاز للرنين ، في عصر أدرك مسبار الفضاء فيه أقاصي النجوم
أخذت له موعدا بعد شهرين ، وأعطيته طلب الرنين ليحتفظ به ، وكان ينظر في الورقة كمن يقلّب سيفا وقد أهدي اليه
قبل اليوم الموعود ذهبت لقريبي لتذكيره بموعد الرنين في وطن يحيا برأس دون سائر الأحشاء ، فلا بد لكل إجراء من رحلة لعاصمة تغص بالبشر قبل الحجر
بحث في كل مكان ولم يجد طلب الرنين ، فعاجله الحضور باللوم على ما قد فعل ، فقد أضاع الأوراق كلها ، ودونها فقد سقطت كل الذرائع
فقلت لهم : لو تذكر مكان الأوراق لما كان بحاجة لمشقة السفر ، ولا لطرق الرنين ، لكن داء النسيان قد أودى بربيع الأسماء وعثرات السنين ،
تداركت الأمر ، وأدرك التصوير رغم أنف اليأس والفتور ، فهو قريب ونسيب ، ولطالما رددنا في أهازيج الأعراس : يا ويل اللي ماله قرايب
ورحم الله البوصيري حين قال :
إني اتهمت نصيح الشيب في عذلي
والشيب أبعد في نصح عن التهم
ولمن لا يعمل في مجال الطبابة أقول : إنه ليس للبوصيري في أمراض الجراحة من نصيب ، فهو مجرد اسم ليس له من داء المغاطس من سبيل