سواليف – في الاردن وغيرها من البلدان.. ما زال الإقبال على تلك الحلوى الشعبية»شعر البنات».. فمن منا لا يذكر «بائع غزل البنات» مع دراجته الصغيرة التي يدفعها أمامه واضعاً عليها العدة الخاصة بصنع حلوى الشعر السكري الملون .
حلو وسكر يا غزل البنات
نجد صانع وبائع هذه الحلوى الخفيفة الشبيهة بالقطن المنفوش .. دائماً يدور ويتجول في شوارع وأحياء الريف والمدن.. وهو ينادي (حلو وسكر يا غزل البنات) .
هناك من الباعة فقط الذين توضع لهم تلك الحلوى في أكياس نايلون شفافة ومعها بالون صغير غير منفوخ كهدية وتشجيع للشراء من قِبل الاطفال.. ومعه مزماره الذي ينفخ فيه لترويج وكإعلان ان بائع شعر البنات قد جاء الى الحارة .. فهيَّا للشراء .
وترى الأطفال يتحلقون حوله بفرحٍ يطلبون منه « تلك الحلوى اللذيذة «.. وهم يراقبونه كيف يحول السكر إلى شعيرات وخيوط بمذاقها الحلو المميز والكل ينتظر دوره .. ليعود إلى بيته حاملاً حصته.. وربما حبات أخرى لتأكل منها الأسرة كلها من صغيرهم حتى كبيرهم.
ويستمتع كثير من الأطفال في أوقات الإحتفالات أو في الأسواق العامة وَ المنتزهات بـِ حمل هذا العود الرفيع المتلبد عليه شعر سكري ملون أكثره زهري اللون .
ويمضي الاولاد والبنات لحظات رائعة وهم يستمتعون بـِ ذوبان الكرة القطنية في الفم , التي تشبه الغيوم السماوية .
شعر البنات في الغرب
لايستغني الأطفال في الغرب كذلك عن حلوى غزل البنات في أعيادهم وإحتفالاتهم وشمات الهوا في الشوارع والحدائق .
ولكن ما هي حكاية تلك الحلوى التي تشبه إلى حد كبير قطع القطن؟ .. تعود البداية إلى عام 1400 ميلادية في ايطاليا.. عندما وضع أحد العاملين في صناعة الحلويات كمية من السكر في قالب معدني على نار هادئة.. وحركهما بشوكة خشبية لفترة قصيرة.. فخرجت من القالب عدة خيوط هشة، عمل على تجميعها.. فسارعت بناته الصغيرات لمشاهدة ما أعد والدهن.. فطلب حينها منهن تجميع الخيوط وغزلها لمساعدته ثم باعها في السوق.. ومن هنا أطلق على هذه الحلوى اسم (غزل البنات) .
ومنذ مئة عام مضت، وبالتحديد في أواخر القرن التاسع عشر.. بدأ انتشار تلك الحلوى في معظم بلاد العالم.. حيث كانت تسمى في البلاد العربية غزل البنات، أما في الغرب فقد أطلق عليها في البداية اسم غزل الجنية، ثم فيما بعد وفي عام 1920عُرفت باسم الحلوى القطنية.. وأصبح هذا الاسم هو الاسم الأكثر شيوعاً لها.
وقد كان البائعون في البداية يستخدمون آلات يدوية لغزل تلك الحلوى وبيعها.. أما حالياً فقد تم استحداث آلات كهربائية بسيطة تساعد على انجاز تلك الحلوى السكرية الهشة في وقت أسرع وبأشكال مختلفة تجذب عيون الأطفال.. وقد كان اختراع تلك الآلة البسيطة على يد كل منويليام موريسون، وجون وارتون في عام 1897.
حيث أن تلك الماكينة تستطيع إذابة السكرمع أي مواد أخرى ملونة أو نكهات.. وعن طريق قوة دفع مركزية، يمكن دفع خليط السكر المذاب إلى الحواجزالجانبية لعمل الجديلة التي تشبه جديلة القطن، وبعد أن يتم تجميع تلك الجدائل على عود خشبي أو بلاستيكي رفيع.. لتصبح جاهزة للبيع والأكل بتلذذ.
أما الألوان التي تظهر بها تلك الحلوى والمتنوعة ما بين الأصفر والأزرق الفاتح والزهري والبنفسج..فهي تضاف إلى الماكينة الدوارة أثناء غزل السكر، لتخرج لنا الخيوط في النهاية بألوان جميلة.
غزل البنات .. عبارة عن حلوى تُصنع من خليط من الماء وَ السكر.. بـِ تركيز عالي وَ بـِ إستخدم الطرد المركزي.
تتجمع خيوط من السكر على أطراف وعاء خاص.. لتجمع فيما بعد مكونة ما يُشبه القطن!! ومن هنا جاءت التسمية الأجنبية أي الحلوى القطنية .
تسميات في كل دولة
الـ ( Cotton Candy ) هو المُسمى الأمريكي لـ غزل البنات .. بينما يُطلق عليه في بريطانيا بـ غزل السكر.. أما في أستراليا في تُسمى بـغزل الجنية .
وفي الدول العربية إرتبط مُسمى هذه الحلوى التي تسعد الاطفال بالبنات أينما حل .. غزل البنات ! وفي بعض الدول العربية يسمى شعر بنات أو دلع البنات.. ويُطلق على حلوى غزل البنات العديد من المسمّيات.. حيث تختلف تسميتها من بلد لآخر وخاصّةً في البلدان العربية .
حيث يطلق عليها في سوريا والعراق اسم «شعر البنات»، وفي دول الخليج يطلق عليها اسم «لحية الشايب»، وهي تعتبر من الحلويات الشعبية التي تباع في الأماكن الشعبية .
وتسمى أيضاً لحية بابا كدليل على وفاء البنت لأبيها.. ويعرف معظم الاطفال منبع غزل البنات.. هذا النوع من الحلوى الذي يشبه الشعر المنفوش أو الحرير المندوف.. المتلون ألوانا جذابة.. فيسيل له اللعاب. من عالمهم الغامض.. يأتي باعة غزل البنات بكل أبهتهم المزركشة، راجلين أو في سيارات.. أو فوق دراجات.. تسبقهم نداءاتهم الحاملة وعدا بالأطايب. من لم يتذوق في طفولته هذه الحلوى اللذيذة..؟ ومن لا يشتهي استعادة طعمها في الكبر؟! .
وغزل البنات بـ الشكل النموذجي وهو على العيدان الصغيرة .. بل أخذو يعبئون مادة « غزل البنات « في أكياس صغيرة فيتحول غزل البنات المنفوش إلى مادة سكرية مكبوسة بدل أن تكون منفوشة.
ويستخدم فيه ملون الطعام لتغيير اللون الأبيض الطبيعي للسكر.
آلات يدوية وكهربائية
وقد كان البائعون في البداية يستخدمون آلات يدوية لغزل تلك الحلوى وبيعها ..حتى إستطاع كلاً من وليام جيم موريسون وجون وارتون من إنشاء آلة غزل البنات.. التي من شأنها أن تذيب السكر والمواد الملونه .. ثم إستخدام القوة الطردية لدفع الخليط المذاب إلى الحواجز الجانبيه.. وبعد أن يتم تجيمع خيوط السكر المذابة حول عود بـشكل جذاب تصبح جاهزة للبيع.
هذا ويتم في أميركا الإحتفال بـ اليوم الوطني لـ غزل البنات بتاريخ 7 من شهر كانون الاول .
كيف تتكون خيوط الشعر؟
عن كيفية الحصول على «غزل البنات» في الآلة الخاصة فهي مؤلفة من محور حركة يدور بسرعة معينة وفوقه وعاء صغير فيه ثقوب يوضع فيه السكر وهو موصول برأس «بابور غاز» صغير وكلها توضع على عربة صغيرة أو دراجة عادية لسهولة التنقل من مكان لآخر.. وعند البدء بصناعة الغزلةيقوم الصانع بوضع كمية قليلة من السكر في الوعاء وإشعال الغاز ومن ثم يقوم بتدوير محور الحركة أو العجلة حيث يسخن السكر ومع السرعة يتحول إلى خيوط الغزلة التي تخرج من
الثقوب الموجودة في الوعاء الصغير حيث تتجمع «الغزلة» في الوعاء الكبير الذي يحيط به ومن ثم تُجمع بالعيدان الخشبية .
وأوّل بلد صنعت فيه هذه الحلوى الشهية كانت إنجلترا.. حيث كانت تصنع في القصور الملكية.. وبعدها بدأت الانتشار شيئاً فشيئاً الى الدول المجاورة.. لتصبح حلوى شعبية يتناولها الجميع.. وتصنع حلوى غزل البنات بواسطة ماكينات كبيرة في الملاهي والأسواق التجارية الكبيرة.. إلا أنّه صار بالإمكان إنتاجها في المنزل باستخدام أجهزة صغيرة للاستخدام العائليّ لتصنيع غزل البنات فى المنزل بنفس الجودة والطعم لغزل البنات الذي يباع في الأسواق.. وبتكلفة أقلّ إضافة إلى المتعة التي يجدها الأطفال وهم يشاركون فى صنع حلوى غزل البنات بأنفسهم.
الرأي