سهرة تراثية

#سهرة_تراثية

بقلم: د. #ذوقان_عبيدات

احتضنت مضافة “قويدر ” الشهيرة في حرثا أمسية تراثية، رعاها د. نذير عبيدات، وبحضور جمهور كبير جدّا من داخل حرثا وخارجها. وكانت المناسبة إشهار كتاب “ترانيم حوراني” للدكتور هاني عبيدات. وهو أول كتاب حرثاوي أدبي ثقافي يتعلق بحياة الناس، وتراثهم لمؤلف حرثاوي.
أضفَت روعةُ المكان موسيقى
للحفل، كما أضفَت رعاية د. نذير
حبّا، وأناقة، وذوقًا.
وكالعادة في مثل هذه المناسبات، تحول الحفل إلى مناسبة وطنية شمولية، شملت أغاني وطنية، وأغانيَ عاطفية للفنان الحمادنة، كما شملت شعرًا ونثرًا وخطابة. بعضها كان غير ضروري. لكن حين يتحول إشهار الكتاب إلى حفل وطني، فإن كل شيء يبدو مقبولًا.

(١)

حفلات إشهار الكتب

تزايدت حفلات إشهار الكتب في الآونة الأخيرة، وهذا كله بعض خير. وقد راعت هذه الحفلات اختيار شخصيات لا علاقة لها بموضوع الكتاب، ربما احترامًا لشهرتها التي قد تبدو مُعدية لمؤلف الكتاب، حتى صار الناس يسألون عن راعي الحفل، ومن يتحدث عن الكتاب في الحفل في إهمال كامل للمؤلف والكتاب.
وهكذا تحولت بعض الإشهارات إلى مناسبات شكلية إن لم تكن نفاقية!!

(٢)

المتحدثون لا يقرأون الكتاب!

ليس سرّا أن بعض المتحدثين يأتي بلباس أنيق، وصوت رعدي، دون أن يكلف نفسه عناء الاطلاع على الكتاب، حيث يتحدث عن علاقته الشخصية بالكاتب، وينسب له فتوحات وهمية.
فالمؤلف هو “جون ديوي” إذا كان الكتاب تربويّا، وهو المتنبي، أو نزار قباني إذا كان الكتاب شعرًا، وهو طه حسين، أو نجيب محفوظ إذا كان الكتاب أدبيّا، أو رواية.
ويمكن معرفة مدى بُعد المتحدث عن الكتاب منذ اللحظة الأولى التي يبدأ فيها كيل المديح لكتاب لا يعرف عنه شيئًا. ومن الطريف أن بعض المتحدثين يصف الفهرس لإثبات تعمقه القرائي المخادع.
فصارت شهادة المتحدثين أشبه
بشهادة رئيس الجاهة الذي يمدح عروسين لا يعرف عنهما شيئًا!!

(٣)

ترانيم حوراني

لا أقول: إن حفل إشهار هذا الكتاب كان مختلفًا، ولكنني لمحت فيه المزايا الآتية:
-احترام الكاتب للتراث الثقافي، وفهمه العميق لأهمية التراث.
-تسجيل أو توثيق أحداث حرثاوية تراثية، كادت تُنسى.
-أسلوب خفة الدم الذي تناول فيه قضايا مثل: “طبّوع ” الجلّة الذي كان المصدر الأساس للطاقة المتجددة في القرية الأردنية.
-الصدق والجرأة في تناول موضوعات تراثية مهمة.
-الرمزية الواضحة في الحديث عن فلسطين.

(٤)

إدارة الحفل

قلت: كان الحفل أنيق الرعاية، وأنيق الإدارة. فقد كانت شخصية د نذير عنصرًا أساسًا في جذب الجمهور الهائل. وكانت قدرة الإعلامية جينا صالح كافية لاستمرار الجمهور متحمسًا لمتابعة فقرات عديدة. كانت حازمة في إدارة الوقت، مجتهدة في اختيار الكلمات! وأعتقد كانت جزءًا من النجاح.

(٥)

العشا الحرثاوي!
يصعب المرور بحرثا، من دون أن تتعرف على “كباب” العبيدات، والخبز ببصل، والمكمورة، وقراص العيد! فحرثا مع شقيقاتها قرى العبيدات والمنطقة تقدم فرَصًا مُغرية جدّا لعشاء من طراز عشاءات الأحلام!
شخصية المؤلف وعمق الموضوع، وشخصية الراعي، وذكاء مقدمة الحفل، وبعض المداخلات كانت سببًا في جذب حوالي أربعمائة حرثاوية وحرثاوي!!
لمتابعة الحفل!
فهمت عليّ؟!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى