
#سندويتشات_رياضية
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
السندويتشات هي سلسلة مقالات، وكل سندويتش تعالج مجالًا ما. فهناك سندويتشات سياسية، وتربوية، ومدرسية، ورياضية، وشبابية، وأدبية، وجمالية،
وغيرها.
السندويتش وجبة سريعة، لكنها قد تكون غنية، غير مكلفة، ساخنة، مطلوبة وتأتيك في الوقت المناسب.
(١)
الرياضة: رابح -خاسر
ترتقي جميع الأنشطة لتقدم ما يرضي الطرفين: ففي الفن الكل رابح، وكذلك في التعليم، والتجارة، والصحة، وغيرها. بينما تصر الرياضة على أن يفوز فريق، ويخسر فريق. وتنحصر مقاييس الخسارة، والربح على تسجيل الأهداف، أو إدخال الكرة في المرمى، أو السلة، وغيرها.
بينما تغيب الأهداف التربوية، والأخلاقية، والفنية، والجمالية للرياضة. فالمهم أن يكون هناك من يتلذذ بخسارة طرف. ويفتخرون أن هناك خاسرًا.
(٢)
المباريات تكسب ولا تُلعب
ومن أجل الفوز في نقاط المباراة،
يتفنن المدرب، واللاعب في فرض روتين غير ممتع، كاللعب الدفاعي، أو قتل اللعب، أو إضاعة الوقت.؛ فالمهم الفوز وليس جمالية اللعب. والمشكلة أنهم يحتفلون بالفوز حتى لو كان بطريقة غير تربوية، وغير أخلاقية!!
ففي الرياضة يضحّون بكل القيم
مثل الجمال، وأناقة اللعب، واحترام الطرف الآخر الذي يسمونه الخصم.
(٣)
الرياضة والوطن
جميل أن يعزَف النشيد الوطني في مباراة دولية، وجميل أن يُرفع العلم! لكن ما هو قبيح جدّا أن يُربَط الفوز بكرامة الوطن، وحين يخسر الفريق يصمت الجميع!
نجحوا في توريط الوطن بسلك كرة، أو قدم!
طبعًا هذا يحدث في العالم!
من أجل الفوز، وكأنهم يقولون:
لنا الصدر دون العالمين.
(٤)
لاعب كرة القدم ولاعب السلة!
ليس هدف الرياضة تسجيل أهداف، بمعنى تسجيل الكرة في حلقة حديدية، أو تسجيل كرة في المرمى! الرياضة بناء للشخصية،
بناء للفرد، والفريق، تدريب على التفكير! أذكر مرة في نقاش مع رئيس اتحاد كرة القدم العائلي
أنه قال:
Football is kicking
اعترضت وسألت:
Is football kicking or thinking?
اعتذر ، وقال: نعم كرة القدم تفكير، وتخطيط، وجمال، وخير، وليس القدم إلّا أداة تتلقى أوامرها من العقل!! سأكتب مقالة خاصة عن سيكولوجية لاعب الكرة أو السلة!
(٥)
الائتلاف والاختلاف بين الرياضة والتربية!
كلاهما يهدف إلى بناء الشخصية.
فالرياضة تعِد اللاعب جسميّا، وعقليّا، واجتماعيّا، وعاطفيّا. وهذا ما تفعله الترع تمامًا. فالرياضة بمفهومها الضيق إعداد للجسم. ولكن المفهوم الواسع هو بناء الروح الرياضية، وعمل الفريق، والمشاركة، والمسؤولية، وصناعة الحب والخير والحق والجمال!
ولذلك، فالرياضة حركة تربوية تستخدم العضلات أداة، وليس هدفًا.
فالتربية الرياضية السليمة هي
تربية، وتعليم.
الإعلام الرياضي هو من شوّه الرياضة حين عدّها سلسلة معارك حربية!!
فهمت عليّ؟!!