سأعتذر عما مضى

سأعتذر عما مضى
وليد عليمات

صديقي المخبر : ضع صحيفتك القديمة التي تغطي بها وجهك وتتظاهر بأنك تقرأ فالصحيفة مقلوبة من حيث أنك لا تدري.. و ضع نظارتك السوداء العريضة التي تخفي فيها عينيك عن الحقيقة.
اخرج قلمك ودفتر ملاحظاتك و دوّن ما سأقوله الآن فتقريرك هذه المرة سيكون مختلفا عما سبقه.
أقر وأعترف بأنني أسأت فهم الدولة وأسأت لأشخاصها وقد ظلمت الكثير من المسؤولين بما كنت أدعيه من اتهامات عديدة بالفساد وبيع للمؤسسات
دوّن دوّن أيها المخبر.. اعترف وإنا بكامل سيجارتي المشتعلة للتو بأنني كنت سلبيا ومواطنا غير صالح لا يجيد سوى النقد السيء والتعليقات الساخرة على رجال أفنوا أعمارهم في خدمة الدولة وسهروا الليالي من أجل راحة المواطن والوطن.
.
أشعر بالندم على كل كلمة اقترفتها بحق المسؤولين و رجال الدولة وعلى اتهامهم بالتقصير في الواجبات وانهاك الموازنة وزيادة المديونية. أشعر بالندم على اعتراضي على تكميم الأفواه واعتقال المعارضين الأشرار الذي يعكرون صفو هذا الوطن الطيب.
اكتب اكتب أيها المخبر… كما أنني أعتذر من كل المحققين والمخبرين الذين تعبوا معي في السنوات السابقة. اعتذر من الطابعة التي انهكت في في طباعة منشوراتي السافلة..ومن الملف الذي حواها ومن القلم الذي شرح عليها.

سامحوني لأنني كنت أكتب.. سأكسر هذا القلم الأفاك.. وسأعود مواطنا صالحا يسمع ولا يتكلم.. ينفذ ولا يناقش..
صديقي المخبر ضع قلمك ودفترك في جيبك.. وتأبط صحيفتك وضع نظارتك على عينيك و امضِ ما عاد داعٍ لبقائك..
سامحوني يا رفاق… ليس انسحابا من الميدان.. ولكنني سأنتظر اذا كان لي اسم في التشكيل القادم وإذا لم يكن لي اسم (برجع اطخطخ معكم)
.
من رواية ( مباديء دليفري) للروائي الألماني #فاليد_يوليمات

#وليد_عليمات