زمان

زمان

المحامي خلدون محمد الرواشدة


زمان لم يكن هناك وقت للتحضير والاستعداد في كل شيء ، كانت اللحظات وليدة اللحظات والبساطة سيدة المشهد ، وعفويتنا كانت تفضحنا لكنها كانت جميلة.
زمان عندما تحتاج أم صبحي للخروج لم تكن تمكث ساعة على “المراية” ولم تكن تستغرق ساعة لوضع المسكارة ، كل المسألة كانت تتطلب تغيير البابوج فقط ، كنا وقتها نعرف “شو طابخة أم صبحي” لحظة أن نراها ، فثمة آثار للصلصة وكما يقال ” طرطشت” على ملابسها ويبدو أنها خرجت على عجل.
زمان كان أجمل ما في نشرة أخبار الساعة الثامنة مساءا تلعثم المذيع في النشرة أو زلته في كلمة “لوكسمبورغ”.
زمان لم نكن نستيقظ على صوت فيروز كان صوت “مازن القبج” على الراديو يوحي بأن الزراعة بخير والناس بخير والبلد بخير.
زمان كانت الحارة أجمل في وقت الغروب عندما تلتم نسوة الحي على عتبات المنازل ليتقاسمن رشفة قهوة وجرعة نميمة.
زمان كانت الصحبة غير والجيرة غير والبركة غير ، حتى الناس كانت غير.
زمان كان منسوب الحيا فائض والخجل “حبطرش” ” ومية الوجه” مالها علاقة بالبلدية ولا بالدور 24 ساعة دايرة ، واليوم صار العيب مثله مثل الديناصورات والعنقاء ، سواليف تشابه الكذب.
إلى هنا انتهيت … بينما تصدح أم كلثوم بجانبي :
عايزنا نرجع زي زمان …. قول للزمان ارجع يا زمان …
المسكينة ماتت وهي مش عارفة “انه اللي بروح ما عاد يرجع”

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى