
زرت مستشفى البشير بالامس
ذهبت مساءا لزيارة زميل لنا مع مجموعة زملاء…دخلنا البشير… وما ادراك ما البشير …. وصمة عار على التنمية في الاردن …. وانا لا احمل الا الحكومات المسئولية … لانها فشلت في مواصلة انجازاتنا الصحية التي تحقق في السبعينات والثمانينات …فحين تقارن بين مستشفى خاص والبشير تشعر بان الدولة متواطئة مع ابقاء الوضع على ما هو عليه…
صديقنا ابو محمود اصيب بجلطة دماغية … حادة …. المنطق يقول انه موضوع على جهاز يراقب مؤشراته الحيوية في قسم الدماغ والاعصاب او باطني رجال او الانعاش…. لكنني فوجئت انه في قسم الصدرية… بدون جهاز مراقبة…. مرمي على التخت…. يئن…..فوضى…. قطط تعيش معه في القسم…. تتنقل بين الصدرية وقسم السل…. واظنها قد تنقل العدوى….
شو بدكم بطول السيرة…. المرضى فقراء والزائرون والمرافقون فقراء…. والاكتظاظ يجعل القسم الطبي اقرب للاصم والاخرس…
رحت لكاونتر الممرضي…. ثلاثة منهم…..مرحبا…. مسا الخير…. ظننتهم مصابون بالصمم…. تفهمت انهم مرهقون من شدة حضور الناس….في النهاية مازحتهم قائلا ( كان رئيس الوزراء زاركم عن قريب، هل شاهدكم بمثل هذه الحالة، هل يعلم انكم فقدتم انسانية الكادر ربما بسبب الظروف التي وضعتم فيها) المهم جاوبوني واشاروا عليه مشكورين الى الطبيب المقيم
تحدثت مع الطبيب… كان مرهقا…. حائرا….يتعامل مع البشر الفقراء بقسوة… يجسد مقولة العب بالمقصقص حتى يأتي الطيار…. سألته عن عن ابو محمود… قال حكيت لاخوه عن وضعه…. المهم بالنهاية قال لي لي انه لازم يكون بالباطني مش هون…. سالته عن جهاز المراقبة…. قال احنا هيك بالبشير….وقال: هون وسويسرا نفس النتيجة…..قلت له انك تتحدث بلغة “مسلخية” كأننا في مسلخ…. واعذره لانه تصالح مع واقع المسلخ…. فهو فقد سيكولوجية الطبيب….وبات منرفزا نزقا…..في النهاية يستسلم الفقراء…. وفي الحالات الصعبة كحالة صديقي ابو محمود ينتظر الفقير الحظ الطبي…. اما الموت او التطور الجيد بدون رعاية طبية…. احمل الدولة بكل تفصيلاتها المسئولية عن هذ الواقع…. اتحداه ان يتخفى ويأخذ ابنه للبشير…. الفقراء يموتون هناك اهمالا من الحكومات…. والكوادر تفقد انسانيتها….دافع الضريبة الاردني “صرافك الآلي” يريد علاج محترم يليق بالانسان
لا ابالغ…. الصحة العمومية تقتل الناس …. في الحالات الصعبة …. صديقي في الزيارة ( حاتم الهرش) خرج شبه باكي على وجوه تهان لاجل علاج بائس