رواية وجوه و اقنعة…الجزء الخامس

#رواية #وجوه و #اقنعة…الجزء الخامس

بقلم #فراس_الور

بعد اربعة ايام…

وقف المقدم هاشم النشاشيبي من قسم مكافحة الجرائم الإرهابية في منتصف ممر كبير تابع للقسم داخل المبنى الرئيسي للأمن العام، كان امام زجاج عازل ينظر الى متهمين تم احالتهما اليه من مظاهرات ربوع الأردن بالأمس، كان كل منهما في غرفه بمفرده يفصل بينهما فقط جدار اسمنتي سميك، كان ينتظر زميلته بالقسم النقيب غوى عساف لتحقق معهما و لكن كل على حدا، فقد اصرت على الحديث معهم قبل ان يتخذ رجال الأمن اية اجراءات بحقهم، كان هاشم يعلم كم كانا بورطة امنية كبيرة على خلفية هذه الأحداث المؤسفة حيث خرجت هذه المظاهرة عن عرفها السلمي المعهود و كادت ان تتحول الى كارثة لولا اتصال مدير امن الجامعة بالدرك بالوقت المناسب، فقد كانوا كإدراة امن بالمملكة على علم بإمكانية حدوث ردات فعل عنيفة كهذه بالجامعات على خلفية الحراك و النشاط الحزبي بالمملكة، فالطالب الجامعي هو صوت بالنسبة لتكتل الأحزاب البرلمانية و للمرشحين عموما و هم اداة قوية كبراعم للغد على ابواب التخرج بالنسبة للأحزاب ليتمموا شتى الأجندات السياسية و الإجتماعية بالبلد، و لكن هذه المرة الأمر لم يتعلق بحزب ديني كان يخطب بالطلاب، فقد اختارت ايادي خارجية اسماء لشيوخ كبار بالبلد ليدسوا السموم وسط الوعظات الدينية لتحقيق مكاسب كبيرة لديهم، كان الشيخ زاهر عبدالصمد احد المفاتيح التي يحركونها بالمملكة و قد فلح هو و حزبه بحراك طلابي قوي لغاية هذه اللحظة بالجامعات، فلولا أعين المخابرات الساهرة التي رصدت تحركاته منذ بضعة اشهر حينما سافر لحضور مؤتمر ديني كبير في انقرا لما علموا الى ما كان يخطط هو و بعض من الشخصيات الإسلامية في المنطقة، فصدموا بأنه قابل شخصيات على علاقة بأحزاب متشدة جدا كانت تمول نشاط حزبي بأكثر من بلد لقلب موازين القوة من اسلام وسطي الى متشدد، و كان الأردن على اجندتهم،

مقالات ذات صلة

كان اسم الموقوف الأول عمر فهمي، و كان شاب صغير بالواحد و العشرين من العمر طالب في كلية التجارة، و كان عضوا فاعلا بجماعة نور الدين الطلابية في جامعة ربوع الأردن، كان سجله نظيف خالي من اية قضايا سياسية او امنية فكان من عائلة متوسطة الدخل لأم تعمل في ادارة شركة دعاية و اعلان و لأب يعمل مديرا بشركة تأمين، كان من الطلاب الأذكياء و المتفوقين في دراسته فكان في سنته الثالثة و كانت علاماته جميعها مميزة، و لكن كثرة انخراطه بهذه الجماعة المشبوهة لفتت انتباه عناصرهم الأمنية، فشوهد بأكثر من مناسبة يقود مسيرات طلابية من تنظيمها ضد نشاطات علمانية و مدنية تخص الجامعة،

كان الطالب الآخر في كلية الشريعة، و كان اسمه محمود درويش، و كان محرر في صحيفة ربوع الأردن الطلابية، و كان من اكبر مناصرين الشيخ زاهر حيث كان ينشر مقالاته بصورة دورية في كل اسبوع، و كان معروف بارائه نحو اسلمت البلد باكملها، فكان اكبر محرك لمظاهرات الطلاب التي كانت تُنَظًمْ كل فترة تحت اسم نريد الأردن اسلامية، كان محمود قوي المعرفة بعلوم الفقه و الشريعة و كان داعما لأي عمل اسلامي سواء كان مسرحي او فني او درامي او اجتماعي، اما بغير ذلك فكان صاحب سجل من المشاكل كبير لدرجة انه تم تحويله من جامعة سابقة الى ربوع الأردن بسبب صفعه لمدرسة مادة على وجهها اختلفت معه حول دور المرأة بالمجتمع، فلم يعحبه رؤيتها العصرية التي تدعم حقوق المرأة في الكثير من القضايا،       

دخلت النقيب غوى عساف الى الممر و بيدها ملف و اتجهت صوب هاشم زميلها، كانت إمرأة طويلة رشيقة القامة في الثلاثين من العمر، كان شعرها الأسود الطويل ملفوف بعناية تحت قبعتها العسكرية فبان منه بعض الخصل فقط، كانت تسير بثقة نحوه و كأنها قررت ان تنفذ شيئا للتو، كانت ذات بشرة بيضاء و عينان عسليتان و شفاه حمراء فاقعة اللون، فكانت صاحبة إطلالة شابة و جميلة جدا، كانت ترتدي لباس الشرطة كاملا ما عدا بسطار الشرطة، فكانت ترتدي عوضا عنه نعلا زحافا اسود انيق المنظر، ابتسمت له و قالت “صباح الخير سيدي،”

اجابها “صباح النور ست غوى،”

“شكرا لإستجابتك لطلبي سيادة المقدم،”

“لم يسبق لي ان وافقت على ان تستجوب إمرأة متهمين من هذه الفئات من قبل،”

“سيادة المقدم هاؤلاء القوم شباب في مقتبل العمر و سنهم مازال صغيرا، و من السهولة غسل ادمغتهم بشتى السموم الفكرية، فاحببت ان انهض ضميرهم قبل اي شيئ على امل ان يتعاونوا معنا بأية معلومات عن زاهر عبدالصمد…”

نظر المقدم هاشم الى الزجاج امامه و تأمل عمر و محمود، كان يعلم ان معلوماتهم عن زاهر كانت خطيرة جدا، و لكنها لم تكن وافية ليقوموا بإعتقاله و ايقاف نشاطه بالبلد، فاختارت الجماعات المتشددة وجوه جديدة ليبدأوا حراكهم الديني من جديد بمنطقة الشرق الأوسط، و بالرغم من ان تحرياتهم على قدم و ساق عن اية نشاطات مشبوهة الا ان اية معلومات من هاؤلاء الطلاب قد تكون مفيدة،

قال لها “ساراقب مجريات التحقيق انا و زميلي سند المفلح خلف هذا الزجاج، ان حدث اي شيئ سنتدخل فورا، كوني حذرة بعض الشيئ،”

قالت له بسرور “شكرا لك سيادة المقدم…”

امسك هاتفه النقال و طلب سند بينما سارت غوى نحو مدخل غرفة عمر، توقفت امام مدخل الغرفة و قالت في سرها “يا رب، كنت قبل قليل في الكنيسة اصلي لك، كن معي و انا اخاطب هاؤلاء الشبان و الهمني حسن الكلام كي اقنعهم بمساعدتنا و العدول عما هما به، لا تهملنا يا الله و لا تبتعد عني في هذه اللحظات الحساسة، أمين يا رب،” اخذت نفسا عميقا و فتحت باب الغرفة، كانت الغرفة متوسطة الحجم خالية من الأثاث ما عدا طاولة صغيرة يحيط بها ثلاثة كراسي، كان عليها مرمدة دخان مع علبة سجائر و ولاعة، كان عمر قد اشعل سيجارة و كان الدخان  يملأ الأجواء بكثرة، دخلت غوى و قالت بإبتسامة “صباح الخير،”

لم يجبها عمر، بل فجأة اطفأ السيجارة بالمرمدة و نهض عن الكرسي، ارتسمت على وجهه علامات التوتر و ابتعد بضعة خطوات عنها و هي تقترب منه، قال بنبرة متوترة “تحت امرك سيدتي،”

تفاحأت غوى من ردت فعله و تأملت وجهه، كانت هنالك بعض الجروح على اطراف فمه ففهمت انه تعرض للصفع من قبل احد الضباط، ابتسمت له و قالت بهدوء “لماذا ابتعدت عني يا عمر؟ تفضل بالجلوس، اريد فقط ان اتكلم معك،”

سألها بخوف “هل ستصفعيني؟”

“كلا يا عمر، لماذا انت خائف، تفضل بالجلوس، هذا كل ما اريده منك،”

ارتاح عمر قليلا و جلس على الطاولة، جلست غوى مقابله و قالت “اشعل سيجارة بدل التي اطفأتها،” اخذت سيجارة من العلبة و اعطتها له، سألته “اتسمح لي بسيجارة،” نظر اليها بصدمة كبيرة، قال لها “اتطلبي الإذن مني، غريبه، تفضلي، تحت امرك،” اخذت غوى سيجارة و اشعلتها، اخذت نفسا عميقا و نفخت الدخان بالهواء، قال لها “انت مهذبة جدا معي، حينما صفعني احد الضباط بالأمس مرتين شعرت بأنه سَيُفَصِلْ مني ثلاثة نسخ، كانت يده ثقيلة جدا،” وضع يده على خده الأيمن و فركه قليلا، تأمل غوى و هي تأخذ رشفات متتالية من السجارة و سألها “يبدو انك مدخنة،”

“ادخن منذ عشرة سنين،” فجأة طرق احدهم الباب، قالت تفضل فدخل عامل بوفيه و معه فنجنان من القهوة، استغرب عمر من الذي كان يحدث، وضع عامل البوفيه الفنجان على الطاولة و هَمً بالخروج، وضعت غوى فنجان امام عمر و قالت له “تفضل،” اخذت رشفة من فنجانها و اعادته بهدوء على الطاولة، نظر اليها عمر بصدمة كبيرة، ففكر بذاته قائلا “كنت اظن انهم سيرسلوا لي ضابط ليصفع مني اعترافاتي بالقوة، اما ما يحدث هنا فلا يُفْهَمْ منه شيئ،” اخذ رشفة من فنجانه و سأل غوى “سيدتي شكرا لك،” اجابت و عمر يأخذ رشفة من سيجارته ثم يتبعها برشفة من فنجانه “انا اعلم عنك اشياء كثيرة، اعلم انك طالب مجتهد بالجامعة مثابر بدروسك و لك شقيق يكبرك بخمسة اعوام يعمل بشركة كبيرة بأمريكا، كنت دائما من الأوائل على دفعتك فأنت طالب ذكي جدا، انت ايضا موهوب فلك تجربة مسرحية واحدة بالجامعة ثم لم تكررها اطلاقا، والدك مدخوله قوى من عمله بالتأمين و والدتك مديرة ناجحة بالشركة التي تعمل بها، تمتلك سيارة انيقة جدا اشتراها لك والدك، اي نعم مستعملة و لكنها بوضع جيد، كانت هدية لك على نجاحك بالسنة الثانية، اشتراها بخمسة عشر ألف و ثلاثمائة دينار، حتى ارسل والدك سكرتير مكتبه ليرخصها لك و ليؤمنها و وصلك مفتاحها و انت بالجامعة، “

“ماذا بقيا خفي عليك سيدتي، الشيئ الوحيد الذي لم تقوليه هو ماذا اتناول في كل صباح على مائدة الأفطار قبل ان اذهب الى الجامعة، هل انت مخبارات؟”

“انا شرطية و لكن لي دائرة معارفي، قل لي يا عمر، شاب مثلك لديه كل هذا الرفاه و اهل يقومون بتوفير له كل متطلبات الراحة مقابل ان يتخرج ليصبح ناجح بالحياة و ليبني له مستقبل واعد، لماذا التحقت بجماعة نور الدين؟”

“انتم السبب يا حضرة الضابط، نحن لا نعيش اسلامنا بهذه البلاد كما يجب،”

“قل لي بالمناسبة يا عمر، انت هنا منذ اربعة ايام، لماذا لم ترسل لك جماعتك مرسال ليسأل عنك، و لا حتى محامي من طرفهم ليساعدك، لم يسأل عنك الا اهلك و هم بقمة صدمتهم لوجودك بالأمن العام، اكيد لم يتعب عليك والدك كل هذه السنين لينتهي بك المطاف اسير بقبضة الشرطة،”

سكت عمر لبرهة من الزمن، لم يعلم ماذا يقول، فكان كلام غوى بمحله، فمنذ ان وقع بقبضة الأمن لم يسأل عليه احد من جماعة نور الدين، و لا حتى بمكالمة هاتفية،

قالت له غوى “اليس لديك جواب لسؤالي؟ من سأل عنك يا عمر، سأكون صريحة معك و اقول لك انت بورطة قانونية لن تنتهي الا عن طريق محامي ذو خبرة و متمرس بعمله، و عموما وعدك والدك ان يوفر لك اكبرهم بالمملكة،”

كان عمر شاب رياضي مفتول العضلات و عريض المنكبين، كان طويل القامة اقرع الرأس كغيره من الشباب حيث كان يلحق الموضة المنتشرة بايامهم و يحلق شعر رأسه على الصفر، فبرزت اذنيه بوضوح بسبب انعدام شعر راسه، كانت ملامح وجهه حادة فكانت حركة فكه تبرز مع كلامه و كانت عينية العسليتين تلمع تحت انارة الغرفة البيضاء، ابتدأ وجهه يشع بالندم و التوتر الكبير على كلام غوى ففضحت تعابيره ما كان يدرو في ذاته، سأل غوى اخيرا بعد فترة تفكير “ماذا تنصحيني يا ست غوى، كيف لي ان اخفف من المسؤلية القانونية علي، على الرغم من اقتناعي ان مبادئي التي اكافح لأجلها ليست خطأ،”

“قل لي ما هو الذي يضايقك بالضبط؟ و سأرد عليك، و لكني اريد وعد منك ان تسمع وجهة نظري، فسمعناكم كثيرا في مظاهراتكم و على المواقع الإلكترونية، و حان الأوان لتسمعوا رد الدولة عليكم كطلاب، اتفقنا؟”

“تحت امرك حضرة الضابط، هنالك امور كثيرة في البلد لا تتماشى مع عقيدتنا و سنة نبينا صلى الله عليه و سلم، الفنون بالجامعات لا تحمل مناهج اسلامية، و قد  كَتَبَ بعض موادها كُتًاب غربيون لا يحملون فكر اسلاميا و لا حتى شرقيا حتى، مثلا ارتداء الحجاب فهنالك الكثير من المسلمات لا ترتديه بالرغم من انه فرض من قبل الرسول عليه الصلاة و السلام، حيث قال  مخاطبا اسماء ابنة ابوبكر الصديق رضي الله عنه “يَا أَسْمَاءُ، إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ يَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلَّا هَذَا وَهَذَا،” وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ، صدق رسول الله، لبسهم فاضح كثيرا مقارنة مع ما يوصي به الرسول، انا ارفض اللباس العصري رفضا مطلقا،”

قالت له “الرسول الكريم يوصي عبيده بإتباع سنته، و هذا الشأن بين العبد و الله سبحانه، فهل يعقل ان تلعب دور الله، هل يعقل ان تدين البشر و تأخذ دور الله؟ لو جبنا المحافظات الأردنية و امسكنا العصي و اجبرنا جميع النساء على ان تتحجب فانت تدين بأفعالك البشر، و هذا من شأن الله عز و جل، ثم الناس احرار لكي يتبعوا ديانتهم ام لا، لهم رب لكي يدينهم،”

اخرجت صور لأربعة نساء محجبات من الملف الذي كان يحوزتها، و وضعتهم امامه، قالت له “من منهم المسلمة يا عمر،”

قال “جميعهم أظن،”

“هل بنظرك الحجاب يحدد من هو مسلم و من هو لا، بمجرد ارتداء الحجاب يعني هل هو كفيل ليحدد من هو المسلم،”

هز رأسه موافقا، قالت له “هاؤلاء النسوة هن فاجرات و لا علاقة لهن بالأخلاق، امسكتهم شرطة الآداب و هن يبعن المتاع لسياح في الأردن في شقة مشبوهة، كن يتسرتن بالحجاب ليبعدن الشبهة عن انفسهن، ثم سأسلك سؤال مهم، هل منعت دولتنا النقاب و الحجاب، فالتتحجب من تريد و التتنقب من تريد، ها شوارعنا تفيض بالمحجبات فلم تمنعهم الدولة اطلاقا، هنا بلاد حرية يا عمر، نحن وقعنا بمنتصف القرن الماضي ميثاتق للأمم المتحدة ينص على احترام حرية الأفراد، لذلك الدولة تعطي حريات كبيرة للفرد ليفعل ما يشاء شرط ان لا يؤذي الآخر او الممتلكات العامة او اممتلكات الآخر،”

“ماذا تقولين بأمر برامج المسرح و الدراما بالمملكة، فهل هو مقبول ان يدرس اولادنا مناهج الأفرنجة و افكار المستشرقون و كتاب الدراما الأغراب عن اسلامنا، لماذا لا يتم اسلمت المناهج،”

رمقته بعينيها و قالت معاتبة “و من قال لك ان هنالك جهود من الدولة لعدم اسلمة المناهج، سأوضح لك امر هام، لم نعد مدن معزولة عن بعض في هذا العالم، فنحن بعصر اصبح به التبادل الثقافي اقوى من قبل، فالإنترنت و السفر و الترحال و عصر الأطباق او الستالايت حَوًلَ العالم الى قرية صغيرة، اي حدث يحدث بأي دولة و اي نشاط بأي دولة اصبح يبث بصورة مباشرة على الفضائيات، اي شاب او فتاة او مراهق يستخدم الإنترنت للقراءة و المطالعة سيتعرض لمواد كثيرة قد لا تتماشى مع عقلياتنا الشرقية او اصول ديننا، فالإنترنت هو اكبر ناقل للمعلومات في هذا العصر، فبعد كل هذا هل ستعارض مناهج مدروسة من قبل اخصائيين عندنا بالدولة؟ و لا تنظر الى الكارثة على الإنترنت؟ نحن مازلانا دولة تقيم الصلاة و تعطي الزكاة بمواعدها، مناهجنا ليست سيئة، و على العموم لا اعلم اذا وصلتك المعلومة كامالة، بالنسبة الى مظاهرتكم التي شاركت بها رفضا للقُبْلَة و لمقاعد باخوس، الدكتور غرازيلا طلبت تغير المقاعد لأن تكلفتهم اقل من المقاعد الفردية، احبت ان توفر تكلفة على الجامعة، فاستغل الشيخ زاهر هذا الأمر من جملة عدة امور و حاول تهيج غضبكم كطلاب على الجامعة و على الكادر التدريسي بكلية المسرح…”

قال مجادلا “و مسألة المنكر بالمجتمع و في الفنادق و المطاعم السياحية و شركات المشروبات الكحولية و مستوريدينها، قال الله بكتابه العزيز ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ،”

“هذه الأية الكريمة من صورة المائدة، صدق الله العظيم، سأكون صريحة و واضحة معك بهذا الأمر، للدولة سياسة معينة تتبعها بالنسبة للتصنيع و الإستيراد و التصدير، فهي تشجع صناعات كثيرة لها علاقة بالسياحة و استقبال افواج السياح القادمين من الخارج، فهذه المواد موجودة بمجتمعنا منذ زمن بعيد و بقية موجودة لأنها تساهم بالدخل القومي لمملكتنا، لا انا و لا اكبر باشا بالشرطة سيضمن لك انها ستزال من صناعاتنا، و لكن سأقول لك شيئا، انت تدخل السوبرماكرت لتشتري مونة المنزل، هنالك سلع لا تتعاطى معها و لا تلزمك، فانت لا تشتريها، فالتُصَنِفْ المشروبات الكحولية بأنها من جملة مواد لا تلزمك و لا تتعاطى معها، فلا تقربها، ثم هذه المواد الكحولية لا تباع بالكثير من المتاجر و المولات الكبيرة، فلا تقترب من اماكن بيعها، سأسألك سؤالا، اذا دخلت منزلك في يوم من الايام، و رأيت شقيقك يرتكب المعصية، فهل سَتُكَسِرْ المنزل و ستدمر اثاثه و ستؤذي اهل بيتك كلهم؟ هل ستحاسب البريئ و المذنب معا؟ ام ستذهب الى شقيقك الذي ارتكب المعصية و تحاسبه؟ انظر حولك الى بلادنا فهي عامرة بالجامعات و الشركات و المصانع و المؤسسات التي توظف آلآف العمال، آلاف مُؤَلًفَة تسترزق من اقتصاد بلدنا، انظر الى المستشفيات و الخاصة و الحكومية كيف نظمت بإقتدار حملات التطعيم ضد كورونا، كنا جاهزين للكارثة اكثر من بعض بلاد تدعي انها عالم اول، انظر كيف وَرًدَتْ لنا بلاد الروم يا عمر اللقاحات لنكافح كورونا، الروم ليسوا كلهم سيئون، انظر النهضة العمرانية التي في المدن و جمالها، انظر الى الأطفال التي تذهب الى الحضانات و لآلآف المدارس التي تفتح ابوابها في كل يوم للطلاب، لا تخرب بيتك بيدك يا عمر…مدننا على قيد الحياة بفضل السلام و النهضة التي تديرها حكوماتنا، لا ترمي الحجار بالبئر التي تشرب منها انت و غيرك…”

صمت عمرلبضعة دقائق للكلام الذي سمعه من غوى، فقد وَسًعَتْ افاقه كثيرا حتى اكثر من وعظ زاهر عليه و فقهاء كليات الشريعة، سمع منها نبرة لم يسمعها من قبل فاصبح يرى الأمور من زوايا لم يكن يعرفها من قبل، ارتاح قليلا الى الوراء بالكرسي و اشعل سيجارة جديدة و اخذ منها رشفة عميقة، ضَيًفَ غوى سيجارة آخرى فاخذتها و اشعلتها، اخذت رشفة من فنجان القهوة فراقبها و هي تضع الفنجان على الطاولة بيدها، كانت إمرأة مثقفة و متعلمة فانفتح قلبه لمنطقها، شعر بسلام لكلامها لم يعرفه حتى مع اساتذته بالجامعة، قال لها “بماذا تأمريننا يا ست غوى، انت مشكورة لم تعظي علي كل هذا الوعظ و انا غريب عنك الا و تريدنني ربما ان اخدمك خدمة معينة،”

“انت شاب ذكي يا عمر، نحن نعرض عليك تسوية لن تتكرر مع اناس كثيرون فاستغلها، نطمح كمديرية امن عام بمعرفة المزيد عن زاهر عبدالصمد، فهو على علاقة بشخصيات تتابع اخبارها دوائر المخابرات الأردنية، بالمقابل اذا تعاونت معنا سنسقط عنك بالمكامل مشاركاتك بمظاهرات ربوع الاردن و ستعود لتنتظم بمقاعدك و كأن شيئا لن يكن، شرط ان لا تعود لنشاطك السابق، ملفك بالدولة لن يُكْتَبْ به شي،”

“كلني فضول ان اعلم كيف علمت انني استطيع مساعدتك، انا اي انسان كنت اقود مظاهرة،”

اخرجت صورة من الملف الذي كان معها و و ضعتها امامه، كانت له و للشيخ زاهر بأحد المقاهي بمنطقة الرابية،”

“هل تطلبي قلم و ورقة الى الغرفة، ساعطيك كل ما عندي،”

**********************************

نظر سند الى هاشم بعد الحوار الذي سمعاه بين غوى و عمر، فتبين لسند كم ان هذه الإمرأة موزونة و ومقتدرة لتدير شأن اكبر تحقيق بكل سلاسة و يُسْر، سأل زميله بإعجاب “من هذه الشرطية؟”

اجاب هاشم “انها بقسم مكافة الإرهاب معنا، و هي مختصة بالشؤون الإجتماعية و طب النفس،”

“جعلته ينطق من دون صفعة واحدة…”

قال و هو يهز رأسه بسخرية “يا سيدي الجيل القديم لم يعد ينفع، فهم مهتمون باساليب جديدة بالتحقيق مع المتهمين،”

ضحك سند و قال “لا و فنجاه قهوة و سجائر، كوفي شوب يا سيدي، واحد سحلب يا معلم!”

اجاب ضاحكا “نأخذه في مكتبي بعد قليل، ها هي قادمة،”

“المهم انها ابرمت معه الإتفاق الذي نريد، لا تستخف بالنساء يا هاشم، لا ينجزها الا نسوانها،”

“منذ بضعة سنين كانت يدي اكبر دواء يحفز الإعترافات، صفعتين و يُسَمِعْ المجرم كل تاريخ حياته،”

نظر سند الى غوى و هي تنهض من طاولة التحقيقات، كانت إمرأة جميلة جدا و ذات جسد رشيق و ناعم كالحرير، كانت ذات شعر اسود ايضا، اتته فكرة شعر بأنها بمليون دينار، فقد تساعده بالقبض على القاتل المهوس بالنساء، قال لهاشم “هل استطيع الإستعانة بغوى لأداء مهمة تتعلق بالقضية التي احقق فيها،”

“اكيد طبعا، ولكن كيف ستساعدك، فانت تحقق بجرائم قتل،”

“صدقا لا غنى عن غوى،”

سمعا خطواتها و هي تسير بممر يتفرع من المرر الذان كانا يقفان به، خرجت منه و سارت نحوهما، ألقت لهما التحية العسكرية و قالت “سند بيك، قرصة رائعة ان التقي بك مجددا،”

“اهلا و سهلا بك، كنت رائعة فقد سمعت محادثتك مع عمر، احسنت نقاشا،”

“شكرا لك، كنت أؤدي واجبي بضمير، صدقني يمكن اصلاح جيلهم اذا علمنا كيف نمتص حماسهم و كيف نوجههم من جديد،”

“ست غوى اريد ان اراك اليوم، اريد مساعدتك بقضية هامة جدا،”

“تحت امرك، و لكن علي الحديث مع محمود درويش اولا، هل تنتظرنا هنا سند بيك لخمسة دقائق، هاشم بيك هل ترافقنا لنتحدث مع محمود،”

رافقها هاشم نحو ممر آخر قائلا “ماذا يدور في ذهنك يا غوى،”

دخلا هاشم و غوى على محمود في الغرفة الآخرى، نظر اليهما نظرت ترقب و كأنه ينتظر شيئا منهم، فقالت له غوى “سيد محمود نريد التحدث اليك،”

“اجاب بتوتر كبير “انا لن اتكلم الا بوجود المحامي الذي وكلته شخصيا، سيصل خلال ساعة من الآن،”

قال له هاشم “زميلك عمر اعترف بكل شيئ، عن خطط تنظيمكم و نشاطاتكم المستقبلية، لا داعي لتنكر علاقتك بنور الدين، انت كنت تقود مظاهرة من مظاهراتهم،”

 فتحت غوى الملف الذي كانت تحمله و اخرجت صورة و وضعتها امامه، لهث لسان محمود و هو ينظر اليها، ارتسمت تعابير التوتر على وجهه و قال “اصر على رأي، لن اتكلم الا بوجود محامي، ثم انا معجب بالأستاذ زاهر و دعاني الى فنجان قهوة بهذا المقهى،”

قال هاشم “هذه الصور التقطت لكم بعد اجتماع مغلق بمنزل زاهر…هل اكمل؟”

نظر محود الى الأرض لبرهة من الزمن ثم قال “اصر على عدم الكلام الا بوجود المحامي،”

“سنتركك لبعض الوقت لتفكر و تراجع نفسك، مع اعترافات عمر سيكون موقفك صعب جدا الا اذا تعاونت معنا، سيخفف هذا الأمر عنك المسؤلية قانونية لأفعالك، سنكمل حديثنا معك في وقت لاحق،”

خرجت غوى مع هاشم من الغرفة و سارا بإتجاه سند، اخذت بعض من الأوراق مع قلم من على مكتب صغير كان بالممر و توجهت الى غرفة عمر، ثم خرجت من غرفته و اتجهت الى غرفة محمود، عادت بعد برهة من الزمن و وقفت بجانب زملائها و راقبت عمر و محمود و هما يكتبان بعض من الكلمات على الورق، فجأة قال لها سند، “غوى هل لك بخلع قبعتك لو سمحت؟”

نظرت له بإستغراب و قالت “عفوا حضرة المقدم، ماذا تريد بالضبط،”

“اريد ان اتاكد من امر ما، اخلعي قبعتك لو سمحت و حلي شعرك بالكامل، اريد ان اراه ،”

“تحت امرك،” خلعت قبعتها و ارخت بعض البكل من شعرها، فانساب شعرها على كتفيها كامواج الشلال حتى وصل الى منتصف ظهرها،”

امر “اخلعي سترتك،”خلعت سترتها فتبين له كم كان قوامها رشيقا و مغريا،”

“قال لها شكرا لك، هل قلبك قوي، هل تستطيعين احتمال بعض من المغامرات اثناء وظيفة سأعطيكي تفاصيلها،”

ارتدت سترتها مرة ثانية و قالت”إن كانت لخدمة وطني فلا مانع لدي،”

اجاب هاشم مجادلا، “انا فهمت ماذا تريد، انت اتريد غوى طعما للمهوس،”

قال سند مهموما “ليس لدي خيار آخر يا هاشم، لا يترك ورائه اثرا اطلاقا، حتى الدليل الجديد الذي وجدته اوصلني الى جامعة بها آلأف الطلاب، و قد يكون مدرس او طالب بها…”

سألت غوى “ماذا يجري سند بيك، هل قلت لي اكثر عن مهتمي الجديدة، عموما ان بخدمة الأمن و الآمان في بلدي”

****************************************************

اضاءت مؤمنة فانوس سيارتها الداخلي و نظرت الى المرآة، التقطت بيديها بعض من خصل شعرها الأسود و تمعنت بها بسرور، كان مصفف الشعر ماهرا فقد صبغ شعرها باللون الاسود بمهارة بعد ان خف اللون الأشقر عليه، كانت اطلالتها ساحرة اكثر بالشعر الأسود و لكن الشباب هذه الأيام كانوا يجرون وراء السيدة الشقراء، فكانت الشقراء تكسب دائما فلذلك صبغت منذ فترة شعرها بالأصفر، و لكن بعد الذي حدث معها و مع اياد كان لا بد من ان تغير بعض من مظهرها كي تبعد الشبهات عنها، خرجت من السيارة و هي تنظر الى الساعة، كانت الثانية عشرة ليلا، تركتها بموقف السيارات الذي كان قريب من المجمع التجاري المظلم و سارت في الشارع الرئيسي بالرابية، كانت اغلب المحلات مغلقة ما عدا محلين تجاريين بالمدى البعيد فكانا مضائين، سارت بإصرار بالشارع الى ان تعدت منطقة المحلات التجارية و وقفت على مشارف حي سكني تحت عامود للإنارة لتكون واضحة للسيارات، اشعلت سيجارة و وقفت بصبر تنتظر ان يتوقف احد عندها، اخذت رشفات عميقة من سيجارتها و نفخت بالهواء و السيارات تتعداها، كانت تبطئ بعضها السير بجانبها و تنظر لها و لكن لم يفتح احد النافذة ليهتم بأمرها،

اتت ثلاثة سيدات و وقفن بالقرب منها، امتلأت الأجواء من ضحكاتهن و هن يقفن بالقرب منها، كن يرتدين بناطيل عصرية و سترات جينز و كأنهن بنات ذوات، توالت ضحكاتهن الا ان لفتن انتباه بعض السيارات، فسارت بعض منها ببطئ تراقبهن، فجأة توقفت سيارة بجانبهن و ابتدأ نقاش بينهن مع احدهم، سمعت بعض الكلمات ففهمت من خلالها انه زبون يريد شراء خدماتهن، فجأة قالت احدا الفتيات بصوة عالٍ “ليس معي حزام جلد، هل انت سادي؟”

اجابها الرجل اجابة كانت غير مفهومة لها حيث كان يتكلم من داخل السيارة، ثم غادرهن بهدوء، فجأة تنبهت مؤمنة الى سيارة كانت متوقفة على مقربة منها، تحركت فجأة و سارت نحوها بعد ان غادرت السيارة التي كانت تكلم الفتيات، توفقت و فتح السائق النافذه و نظر اليها، فاحت منها رائحة كحول حادة، سألها السائق مبتسما”انا وحيد الليلة، زوجتي مسافرة،”

اجابته “هل المرحوم فريد الأطرش من اقربائك؟”

اجاب “لماذا؟”

ضحكت ضحكة عالية جدا و قالت “يا عيني المرحوم كان اسمه وحيد في كل افلامه و زوجته تخونه…”

قال ضاحكا “لا تخافي، انا من ساخونها الليلة،”

ضحكا معا ضحكة طويلة ثم قالت “دمك مثل العسل ما اسمك؟”

اجابها “انا المرحوم عبدالوهاب، ما اسمك يا حلوة،”

قالت له ممازحة “انا المرحومة سامية جمال، و احب ان ارقص للزبون الذي سيكرمني،”

“انا سأدفع اربعمائة دينار،”

“كل هذه السيارة و هذا اللباس الفاخر و تدفع اربعمائة فقط، المشروب الذي تشربه حقه مبلغ و قدره…اكرمني فسأكرمك يا فريد الوحيد،”

ضحك و قال “بسيطه، اكرمك الله بمنتج غيري، انا حدي اربعمائة…”

“بسيطة يا عمري، حصل خير، في الغد اذا وجدت المبلغ معك سنكتب اجدع سيناريو سوية،”

ضحك و قال “سلام يا حبيبتي،”

اشعل محرك السيارة و مضى في طريقه، فجأة انتبهت لسيارة آخرى كانت متوقفة بالقرب منهم، تحركت نحوها ببطئ و توقفت امامها، كانت سيارة بلوحة معلومات سياحية، فتح نافذة السيارة سائقها و سأل “انت جميلة جدا، شعرك الأسود يعجبني، هل تعطيني ساعة من وقتك؟”

نظرت مؤمنة الى الشاب الذي كان يكلمها، كانت نبرة صوته غريبة و حادة، فخرجت الكلمات من فمه من دون روح، اجابت “و كم ستدفع يا ماما، انت صغير على افلام الكبار، آخذ خمسمائة و لكن من دون ان احضر لك الرضعة…”

اجابها “اصعدي، اوافقك على سعرك،”

صعدت بجانبه فارتفع الفستان الأحمر الذي كانت ترتديه و كشف فخذيها، نظر اليها برغبة كبيرة و قال “لماذا تلبسين الأحمر؟”

ضحكت و قالت له “لأننا سنسهر سهرة حمراء، الم تدرس لغة عربية،”

اجابها بنفس النبرة الحزينه”سنسهر عندي بالمنزل..”

شعر فجأة بالإثارة من لباس مؤمنة فلف ذراعه حول كتفيها، فقالت له “الدفع اولا يا باشا ثم اللمس، هل انت سنفور و اخضر على الكار؟”

سحب من جيبه خمسمائة دينار و اعطاها لمؤمنة، فأجابتها انا ملكك طوال الليل…”

لف ذراعه حول كتفيها، و لكن ابتدأت الذكريات تعود الى ذهنه سريعا، فجأة تخيل صورتها و هي تقاومه و تصرخ من الخوف، كان يمزق ثيابها من دون رحمة و لا شفقة، تذكر ماضيه المؤلم فجاشت في صدره الرغبات الجنسية الممزوجة مع الغضب العارم، شعر برغبات كبيرة بمعشارة مؤمنة، و لكن كانت الذكريات تمزقه من الداخل، فجأة ارتفع صراخها بأذنيه مرارا و تكرارا و هي تقول له “ابتعد عني،” تكررت الصور كشريط السينما امام عينيه و الإمرأة تقاوم المعتدي عليها الى ان فقد السيطرة على رغباته، فجأة  اتجه نحو طريق الدوار السابع ثم سلك طريق المطار، قالت له مؤمنة “منزلك بعيد هكذا؟” لم يجبها، سار لبضعة دقائق في الشارع ثم فجأة دخل منطقة مظلمة لم يكن بها بشر اطلاقا، خرج من السيارة و سار نحو باب مؤمنة، فتح لها الباب و سحبها بوحشية من السيارة، صرخت باعلى صوتها “ارتكتني!!!” و لكنه دفعه نحو المقاعد الخلفية، صعد فوقها و هي ترتجف من الخوف، صرخت بوجهه “ماذا ستفعل بي!!!”

نظر اليها بغضب شديد و ابتدأ يمزق ثيابها، صرخت من الخوف و حاولت صفعه فابعد يدها و صفعها بقوة عدة مرات، اطلقت مؤمنة صرخات متتالية لعل احد يسمعها و لكن نوافذ السيارة كانت تكتم نداءاتها، لف ساقيها حول خصره و حاول تقبيل صدرها العاري و لكنها غرزت اضافرها بوجهه فصرخ من الألم و ابعد يديها عنه، لكمها عدة مرات على وجهها فتحول صراخها الى عويل من الألم ثم استسلمت الى قبضته الحديدية، ارتقع صوت المرأة المسكينة في اذنيه و هي تترجى مغتصبها ان يتركها فصرخ على مؤمنة قائلا “انت السبب، يجب ان تموتي!!! عذبتيني بما فيه الكفاية يا قحبة !!!” فابتدأ بخنقها، تَلَوًتْ مؤمنة بين يديه كالفريسة المسكينه و حاولت ابعاد يديه عن رقبتها و لكن من دون جدوة، صرخ من الغضب و هو يخنقها “كل النساء مثلك!!! موتي يا قحبة!!!” بعد بضعة ثواني مكثت مؤمنة من دون روح، ارتخت يديها و سقطت ساقيها من حول خصره و باتت من دون حراك، خرج من السيارة و هو يلهث من العراك، وقف لبضعة ثوان يلقتط انفاسه ثم استدارة نحو صندوق السيارة و اخرج كيس اسود كبير،

************************

صرخ المقدم سند على المتصلة به “ماذا تقولين؟!”

“سند بيك وجدنا جثة بمنطقة غير آهله على طريق المطار، يجب ان تأتي بنفسك، الجثة تكاد تتطابق مع الضحايا التي كنا نجدها بالماضي،”

“مازلنا في السابعة صباحا، ساعة من الزمن و سأكون عندك،”

اقفل هانفه النقال و ضرب كفا بكف، نهض من على السرير و اخذ ثيابه من خزانته و ارتداها بسرعة، فكر في ذاته و قال “يجب ان ابدأ بخطة غوى الليلة،”…يتبع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى