سواليف
روايات و قصص أسطورية ونهايات غريبة، رافقت وفاة بعض الفنانين و النجوم، ومنهم علي الشريف، سعاد نصر، محمود المليجي، اسمهان، صلاح قابيل، الضيف احمد والموسيقار محمد عبد الوهاب.. منهم من قال لزوجته انه سيموت بعد قليل، ومنهم من استيقظ في القبر، ومنهم من رأى رؤيا بخصوص وفاته، ومنهم من عاد من الموت! والعديد من القصص الغريبة الأخرى.
فالأضواء والشهرة مثلما كانت تسلط على أعمال الفنانين وتراقب أدق تفاصيلهم، كانت حاضرة لتودعهم وتسجل لحظات وفاة الفنانين ورحيلهم للعالم الأخر. وبمجرد سماع خبر موت فنان أو نجم شهير، حتى تبدأ قصص كثيرة وغربية تظهر عنه تصل إلى درجة الأساطير والخرافات، وبعضها تصل لدرجة عودتهم من الموت، أو تبنؤ الفنان نفسه بميعاد رحيله. ونرصد فيما يلي أبرز القصص الأسطورية عن الموت وتنبؤ الفنانين بميعاد رحيلهم.
علي الشريف: “كان يستعد لافتتاح مسرحيه “علشان خاطر عيونك” وكان آخر يوم للبروفات والتالي هو يوم عرضها وبعد أن أنهى البروفة عاد للبيت ومعه كتاب استشهاد سيدنا الحسين وجلس يقرأ فيه حتى الفجر ثم صلى وقال لي إنه متعب بسبب القولون لأنه انفعل مع الكتاب ومع أحداث مقتل الحسين وبعدها بدء يزداد تعبه وعرق كثيرا فقلت له لنذهب إلى الطبيب ونحن نستعد لذلك قال لي لن نذهب وخلى الولاد ميروحوش المدرسة النهاردة ولا انت تروحي الشغل لأني هموت بعد شوية”، هكذا وصفت الست خضرا محمد أمام في أحد حوراتها الصحفية تفاصيل رحيل زوجها ورفيق دربها الفنان علي الشريف.
وأضافت “الست خضرا”: “استغربت جدا وكرر هو نفس الكلام ثم وصاني على الأولاد وطلب ألا أصرخ وقت وفاته وأعلمني بكل شيء ماله وما عليه ثم قام وردد الشهادتين وقال بعدها: يا حسين مدد جايلكم يا آهل البيت ثم رقد على السرير وسندت رأسه وأحسست بثقلها فقال لي: خلاص أنا في البرزخ ثم توفي رحمه الله عليه وسط ذهولي ولكن طريقه موته أذهبت عنى نصف حزني”.
سعاد نصر: بعد وفاة الراحلة سعاد نصر، خرج الشيخ سيد حمدي بتصريحات أثارت استغراب الكثيرين وقتها بعدما روى تفاصيل مكالمة دارت بينه وبين الراحلة في العاشرة مساء يوم 26 ديسمبر/ كانون الاول 2005 لتستشيره في رؤية شاهدتها، وقالت له إنها شاهدت “شبشبها” أي حذاء منزلها يسقط منها ثم رأت والدها المتوفي يرجعه إليها ثم اصطحبها إلى غرفة ضيقة وجلست معه مدة 7 أيام، وقالت له يا أبي أريد توسيع هذه الغرفة، وفسر وقتها الشيخ “سيد” الحلم بأن الحذاء يرمز للسير فإذا سقط فإن ذلك يعني الوقوع في ورطة أو مصيبة عاجلة، أما الغرفة الضيقة فهي قبرها والأيام الـ7 اكتمال الأسبوع أو العام وصولاً لـ2007.
وأضاف:”قلت لها إن توسعة القبر أو الغرفة الضيقة بالتوبة إلى الله والندم”، وردت الراحلة على الشيخ سيد قائلة: “أنا ناوية أغير مسار حياتي، وأبدأ حياة جديدة لأنني أحب القرآن والرسول”، وفي اليوم التالي دخلت المستشفى.
محمود المليجي: رحيل الفنان محمود المليجي لم يكن عاديًا، فقد كان يشبه تلك الأدوار الغامضة والمثيرة التي كان يتقمصها طوال حياته، حيث لفظ الفنان محمود المليجي آخر أنفاسه، وهو يمثل أخر مشهد له من فيلمه الأخير “أيوب” وفي أثناء الراحة بين المشاهد.
ويروي المخرج هاني لاشين في خلال حوار تليفزيوني قصة وفاة الفنان الراحل محمود المليجي، قائلًا: “كان يستعد للماكياج، وقام بطلب فنجان من القهوة، وفجأة بدأ يتكلم مع الفنان الراحل عمر الشريف ويقول له يا أخي الحياة دي غريبة، الواحد ينام ويصحى، وينام ويصحى، وينام ويشخر، ونام بالفعل وبدأ يشخر، فقام الجميع بالأستوديو يشاهدون هذا المشهد الرائع، ثم اتضح أن الفنان الراحل محمود المليجي توفي وهو يؤدي مشهد الموت”.
اسمهان: رحيل اسمهان أثار حولة الكثير من التكهنات فأثناء قيامها بعمل بروفات فيلم “غرام وانتقام” عام 1944 استأذنت من منتج العمل الممثل يوسف وهبي لتأخذ قسطًا من الراحة والسفر إلى رأس البر مع صديقتها ماري قلادة، وفي طريقها انجرفت بهما السيارة وسقطت في الترعة ولقيت اسمهان وصديقتها حتفهما في الحال، ولم يصب السائق بأذى، واختفى بعد الحادث على الفور ليخلق بعد ذلك علامات الاستفهام حول وفاة اسمهان، وقد تردد أن زوجها الثالث أحمد سالم، وأم كلثوم أول من اتهموا بقتلها.
وقبل وفاة أميرة الدروز أسمهان بأربع سنوات قيل بأنها عندما كانت تمر في ذلك المكان تشعر بالرعب وخاصة عندما تستمع إلى آلة النفخ البخارية العاملة في الترعة حيث صرحت في أحد لقاءاتها الصحافية قائلة: “كلما سمعت مثل هذه الدفوف تخيلت أنها دفوف الجنازة”، وهناك أقاويل قالت بأن الفلكي الأسيوطي قد تنبأ لها وهي في بداية مشوارها الفني بأنها ستكون ضحية حادث في الماء.
محمد عبد الوهاب: روى موسيقار الأجيال الراحل محمد عبد الوهاب في أحد التسجيلات الإذاعية القديمة قصة غريبة عن عودته للحياه مره أخرى له عندما كان يبلغ عامين من عمره، بعد تعرضه لوعكة صحية أفقدته الوعي فظنت عائلته أنه قد مات، وامتلأ منزل الأسرة بالبكاء والنواح، لكن فجأة وأثناء غسل الطفل محمد عبدالوهاب عاد إلى وعيه باكيا، فتحول الحال في منزل الأسرة إلى سعادة وضحك بالطفل الذي عاد من الموت قبل جنازته بدقائق.
صلاح قابيل: أثيرت الكثير من الشائعات حول وفاة الفنان صلاح قابيل ونسجت حولها بعض الروايات التى تفيد بدفن صلاح قابيل حياً بعد أن أصيب بغيبوبة سكر اعتقد وقتها الأطباء أنه توفي، وبالفعل استخرج أهله تصريح بدفنه بناء على ذلك وتم تكفينه ووضعت الجثة في مثواها الأخير بالقبر، الثلاثاء 2 ديسمبر/ كانون الاول 1992، ليكتشف “التُربي” صدور أصوات من قبر “قابيل” ويُبلغ الشرطة ويتم فتح القبر بمعرفة النيابة والطب الشرعي ليجدوا “قابيل” على درجات سلم القبر كان يحاول الاستغاثة بأي إنسان ينجده لكن لم يرد عليه أحد، ليلقى ربه إثر أزمة قلبية حادة بعد ليلة مرعبة لا أحد يعلم كيف قضاها، بحسب الشائعات المتداولة.
وخرج بعدها نجل الفنان صلاح قابيل لينفي تلك الشائعة بشأن دفن والده حيًا خلال حواره مع الإعلامي عمرو الليثي ببرنامج “واحد من الناس” الذي خصص حلقة كاملة في مقبرة الفنان الراحل صلاح قابيل بالتجمع الخامس بعد الأساطير التي رُويت حول وفاته.
الضيف أحمد: في ليلة الإثنين 16 أبريل/ نيسان عام 1970، كان الضيف احمد مع زميليه جورج سيدهم و سمير غانم في الأردن، حيث شاهدوا فى عمان العرض الأول لفيلم “المجانين الثلاثة”، واشتركوا فى إحياء حفلة زفاف شقيقة الملك حسين، و من المطار إلى مسرح “الهوسابير” بدأ الضيف أحمد يتصل بأفراد فرقة ثلاثي أضواء المسرح لإجراء البروفة الأخيرة على مسرحية “الراجل اللي جوز مراته”، التى يخرجها ويمثل فيها دور الرجل الميت وهو آخر مشهد في المسرحية.
وكان المشهد يقتضي أن يضع الحانوتي الضيف احمد في النعش، ليقبض من حوله قيمة التأمين على حياته، ومن مفارقات هذه الحياة الغريبة أن الضيف احمد مات فعلًا، فكانت البروفات على خشبة المسرح بمثابة اللقاء الأخير الذي جمعه بأصدقاءه ورفقاء دربه.