رحيل عالم موسوعي عظيم:طبيب ومؤرخ وأديب ومفكر اسلامي

رحيل #عالم_موسوعي عظيم: #طبيب ومؤرخ و #أديب و #مفكر_اسلامي

(الدكتور #محمد_الجوادي رحمه الله )

#قاسم_الزعبي

في امتحانات الثانوية العامة عام ١٩٧٥م بمصر كان هناك سؤال في مادة اللغة العربية يقول: استبدل “كان” ب “إن” في الجملة التالية وغير ما يلزم “كان العاملون مجتهدين” …

مقالات ذات صلة

كتب أحد الطلاب في ورقة الإجابة: هذا السؤال خطأ في نفسه؛ لأن الباء تدخل على المتروك، فكان الصواب أن يقول واضع الاختبار استبدل”إن” ب “كان” وليس كما جاء في صيغة السؤال، والدليل على ذلك قول الله عز وجل في القرآن: {أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير …}.

حينها اعترفت الوزارة بالخطأ في صيغة السؤال وتم تكريم ذلك الطالب الذي دخل كلية الطب وتفوق فيها ثم عمل بالسلك الأكاديمي وتدرج فيه حتى أصبح أستاذًا لأمراض القلب بجامعة الزقازيق.

لم يكن تفوقه في الطب فقط بل ألف أكثر من ١٠٠ كتاب في الأدب واللغة والتاريخ والنقد والفكر والفلسفة والسياسة، وكان أصغر مصري يحصل على ثمانية جوائز عالمية، وأصغر عضو بمجمع اللغة العربية، إلى جانب حفظه للقرآن الكريم منذ صغره، وعمله بعدة مناصب رفيعة في داخل مصر وخارجها، إضافة إلى مئات البحوث والمؤتمرات والندوات والمحاضرات.

لو كان لدى الأوروبيين عالمٌ موسوعيٌ مثله لرفعوه إلى أعلى المناصب، وتفاخروا به أمام العالم ولكن للأسف عام ٢٠١٣م طارده النظام المصري بسبب رأيه السياسي حيث ذكر في عدة برامج إعلامية أن عزل الرئيس الراحل الدكتور محمد مرسي كان انقلابًا عسكريًا قام به الجيش ضد رئيس منتخب ديمقراطيًا من الشعب، وأن تدخل الجيش في السياسة سيعود بمصر إلى الوراء.

وعلى إثر ذلك اضطر للرحيل من مصر في نفس العام (٢٠١٣)، فخرج منها خائفًا يترقب وهو في الرابعة والخمسين من عمره، على أمل أن يعود إليها يومًا آمنا مطمئنًا، تنقل بين عدة بلدان بعد خروجه من مصر إلى أن أصيب بالمرض الخبيث الذي ظل يصارعه طوال السنوات الأخيرة إلى أن مات – رحمه الله – الليلة الماضية.

أتحدث عن (الدكتور محمد الجوادي) الذي مات في قطر مريضًا غريبًا مهاجرًا وسيدفن بعيدًا عن وطنه الذي أحبه وقضى في خدمته سنوات عمره، وكان يأمل أن يعود إليه يومًا … ولكنه ثمن الكلمة!

رحل ابو التاريخ .. استاذ الطب النابغ .. والمؤرخ الاديب .. والمفكر القدير ..

رحل دون أن ينحني لظالم أو يصفق لباطل ..

رحم الله الدكتور الجوادي وربط على قلوب محبيه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى