رحلة الحياة في كلمات
جلست ونفسي…في الكون…في الإنسان…في الحياة…في مصطلحات ومفاهيم ومفردات هذا العالم العجيب بدأت أفكر…
اختلط الواقع بالخيال …
قلت لنفسي: ” تُرى ماذا سيجيب جنين لم يصل من سفره بَعْد إلى عالمنا عن حياته وأحواله في رحم أمّه؟
أدرت قرص الهاتف على الرقم المطلوب واتصلت بالجنين…
قلت له: حدّثنا عن ظروف حياتك وكيف تعيش؟
قال: “أنا أعيش في سعادة وهناء وسرور وفرح وسعادة وراحة رغم أني أعيش في حجرة صغيرة مظلمة…اسمها ـــــ الرحم ــــــ هنا حبل سُرِّي يُغذّيني…سائل أميوني من الصدمات يقيني…عالمي جميل رائق رائع…عالمي بعيد عن النفاق والزيف والخداع والرياء وكل الشرور…
وانتظرت !!
وما هي إلا أيام معدودة…وتحطّ الطائرة في مطار الحياة…وعند سُلَّمها سألت القادم الجديد وكان ما يزال يصرخ بحرارة وحوله من يضحكون بحرارة…سألته:
ماذا تقول الآن وقد أبصرت عيناك النور… نور الحياة؟
قال: “عالمكم مُظْلمٌ رغم اتساعه…وُلدت باكياً…وسأعيش شاكياً…الحياة: دموع…آهات…ثم موت…ليتني بقيت في رحم أميّ إلى الأبد … ليتني لم آتِ إلى دنياكم…دنيا النفاق والزيف والخداع والرياء والشرور….
قلت له: ” إن هناك طريقا تستطيع بإتباعه أنْ تُغيّرَ مصطلحات حياتك…دموعك تحوّلها إلى شموع… وآهاتك إلى ابتسامات… وحتى موتك إلى حياة.
لقد ولدت وأنت تبكي والناس من حولك يضحكون، حلوى يوزّعون،
باستطاعتك أن تموت وأنت تضحك والناس من حولك يبكون.
وسرعان ما نطق…ما هو هذا الطريق…أرجوك أن تدلّني عليه؟
قلت له: باختصار؛ كن في حياتك الإنسان… الإنسان الذي يملك الإيمان بالله الواحد الأحد وصفاته وأسمائه الحسنى وأنه:
” هو الله الذي لا إله إلا هو ، الرحمن ، الرحيم ، الملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، الخالق ، البارئ ، المصور ، الغفار ، القهار ، الوهاب، الرزاق ، الفتاح ، العليم ، القابض ، الباسط ، الخافض ، الرافع، المعز ، المذل ، السميع ، البصير ، الحكم ، العدل ، اللطيف ، الخبير ، الحليم ، العظيم ، الغفور ، الشكور ، العلي ، الكبير ، الحفيظ ، المقيت ، الحسيب ، الجليل ، الكريم ، الرقيب ، المجيب ، الواسع ، الحكيم ، الودود ، المجيد ، الباعث ، الشهيد ، الحق ، الوكيل ، القوي ، المتين ، الولي ، الحميد ، المحصي ، المبدئ ، المعيد ، المحيي ، المميت ، الحي ، القيوم، الواجد ، الماجد ، الواحد ، الصمد ، القادر ، المقتدر ، المقدم ، المؤخر ، الأول ، الآخر ، الظاهر ، الباطن ، الوالي ، المتعالي، البر ، التواب ، المنتقم ، العفو ، الرؤوف ، مالك الملك ، ذو الجلال والإكرام ، المقسط ، الجامع ، الغني ، المغني ، المانع ، الضار ، النافع ، النور ، الهادي ، البديع ، الباقي ، الوارث ، الرشيد ، الصبور ” .
… عش عبداً للرحمن… تعش بسعادة وأمان… عندها يصبح موتك حياة لأن بعد الموت حياة، وبعدها تلقى الله وتفوز برحمته بالجنة حيث حياة بلا موت … وشباب بلا هرم… ونعيم بلا بؤس… وصحة بلا سقم…وذلك هو الفوز العظيم
(كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) سورة آل عمران