سواليف
ما يقارب الـ40 % من الطيور حول العالم تهاجر بطريقة ما، وتتفاوت المسافة التي تقطعها الطيور فهناك من تستغرق رحلات هجرتها رحلة قصيرة وهناك من تقطع آلاف الأميال في رحلة طويلة وشاقة، حسب ما ذكر موقع “MNN”.
وكما هو الحال مع باقي الحيوانات التي تقوم بالهجرة، فإن الغرض من هجرة الطيور هو البحث عن مناطق أغنى بمصادرها الغذائية من تلك التي يتركونها.
تلعب الكثير من المتغيرات دورا في تحديد مكان وموعد هجرة الطير مثل طبيعة المناخ ودرجة توفر الطعام على مدار العام. فضلا عن أن الهجرة تحقق نوعا من التوازن بين المخلوقات في المناطق المختلفة.
أيا كان السبب في الهجرة، فإن بعض الطيور توصف رحلاتها بالشاقة والمذهلة، وفيما يلي نستعرض عددا منها:
– طائر “Limosa lapponica” ذو الشريط على ذيله: بطول لا يتعدى الـ40 سم تقريبا لا يعد هذا الطائر من الطيور الضخمة، لكن رحلة الهجرة التي يقوم بها تعد أطول هجرة دون توقف يقوم بها أي طائر على وجه الأرض. ففي إحدى الدراسات التي تابعت هذه النوعية من الطيور وجدت بأنه عند الهجرة ينتقلون من نيوزلندا إلى منطقة البحر الأصفر في الصين في رحلة بلغت مسافتها أكثر من 9500 كلم، علما بأن تلك الرحلة تعد النسخة القصيرة من هجرة تلك الطيور، حيث تبين أنهم يطيرون مسافة تصل لـ11 ألف كلم بدون انقطاع على مدار 9 أيام كاملة!
– طائر “Grus americana” الصياح: يتميز هذا الطائر بكونه أطول أنواع الطيور التي تعيش في أميركا الشمالية؛ حيث يصل طوله لأكثر من 1.5م، علما بأنه من الطيور المهددة بالانقراض. ونظرا لطول هذا النوع من الطيور ربما يعتقد المرء بأنه يقوم برحلات هجرة طويلة لكن الأمر ليس كذلك وإن كانت رحلته مميزة أيضا. فقد تبين أن هذه الطيور تمضي فصل الصيف في كندا وتهاجر في الشتاء إلى ولاية تيكساس الأميركية في رحلة تبلغ حوالي 4800 كلم.
– طائر “Selasphorus calliope” الطنان: وبعد الحديث عن الأطول يأتي الدور على أصغر الطيور التي تعيش في أمريكا الشمالية، فهذا النوع من الطيور الطنانة لا يتجاوز طوله الـ7سم ومع ذلك فإنه يقوم برحلة طويلة جدا مقارنة بحجمه والمفاجئ أكثر أن تلك الرحلة لا تكون بغرض الهجرة! فهذه الطيور تحصل على طعامها من مناطق جبلية عالية تضطرهم للسفر عاليا مسافة بين 1000 و3000 كلم فوق سطح الأرض، علما بأن أعشاشها لا ترتفع أكثر من 12م فقط!
– طائر “Neophema chrysogaster” الببغاء ذات البطن البرتقالي: ثلاثة أنواع من الببغاوات فقط هي التي تهاجر وهذا الرقم من المتوقع قريبا أن ينخفض إلى اثنين، فالببغاء ذات البطن الرتقالي مهددة وبشدة بالانقراض؛ حيث تشير الإحصائيات أنه لا يتوفر من هذا النوع سوى 14 ببغاء فقط والجهود حثيثة لمحاولة إنقاذ هذا الطائر من الانقراض. بقي أن نشير إلى أن هذه الببغاء تهاجر في رحلة تقارب مسافتها الألف كلم.