سواليف
طراد عمرو وعبد العزيز القضاة، شابان أردنيان، كانا يتمتعان بشعر غزير، إلا أن الحجر المنزلي وتعطل الحلاقين دفعهم لقص شعرهم على الصفر والانضمام لعالم الصلعان.
وأطلق الشابان مجموعة على الفيسبوك تحت اسم (رابطة الصلعان في الأردن) من باب الترفيه، وتقديم النصائح لمن يرغب في الانضمام لعالم الصلعان.
الفكرة بدأت من عند طراد الذي قص شعره كاملا في المنزل، وبدأ بنشر صور صلعته على شبكات التواصل الاجتماعي ليجد قبولا من متابعيه.
وأضاف : “قمت بخطوة لم يكن أحد يتوقعها وهي أن أتحول لأصلع، التفاعل الذي وجدته على صفحتي الشخصية كان كبيرا، وصلت إلي صور من أشخاص قاموا بحلاقة شعرهم أيضا”.
يضيف طراد: “تواصل معي عبد العزيز واقترح تأسيس مجموعة للصلعان في الأردن على موقع الفيسبوك، راقت لي الفكرة وقمنا بتأسيس المجموعة لنتفاجأ أنها حصدت أكثر من 2000 مشترك في أقل من أسبوع، وبدأ المشاركون بنشر صورهم وهم حليقو الرأس، وعدد كبير منهم لم يكن أصلعا في الأساس، مما رفع عدد الصلعان في الأردن”.
تقوم المجموعة بإصدار بوستر لكل مشترك جديد يحمل صورته وهو أصلع، إلى جانب التعريف بعمله ومكان إقامته، كما أطلقت الرابطة مسابقة أجمل صلعة في الأردن، وسيحصل الحائز على أكبر عدد من التعليقات والإعجابات على جائزة، تتمثل بنشر صورته وهو أصلع على الصفحة لمدة أسبوع إلى جانب قميص يحمل شعار الرابطة”.
وتمنع الصفحة اشتراكات فتيات وهي مخصصة فقط للشباب، وحسب طراد يشترك في الصفحة فئات مختلفة من بينهم نواب سابقون، وإعلاميون، ومن مهن مختلفة، تجمعهم روح الكوميديا، كما يرفضون فكرة زراعة الشعر أو الترويج لها.
يقول عبدالعزيز القضاة : “أسسنا المجموعة على موقع الفيسبوك كنوع من الفكاهة بعد أن أثر الحجر المنزلي على الشباب في غياب الحلاقين، بدأنا بتجميع صلعان الأردن في مكان واحد من باب التعارف، وخلقنا مجتمعا خاصا، وبدأنا نتبادل أمور الحلاقة في المنزل، وكيفية المشاركة في العمل المجتمعي، مع المحافظة على روح الكوميديا داخل المجموعة للتنفيس على الشباب في ظل الحظر، ونطمح أن تكبر المجموعة التي يزداد عدد منتسبيها من الشباب فقط”.
وينقل المشتركون في الصفحة تجاربهم مع الحلاقة المنزلية، ويقدم الصلعان القدامى نصائح للمشتركين الجدد في كيفية العناية في فروة الرأس وما هي الأدوات المناسبة للحلاقة، ومدى تأثير المواد الكيماوية المستخدمة في الشامبو على الصلعة.
وحسب طراد: “الهدف الأول والأخير من وجود الرابطة هو لم شمل وبناء مكان خاص بالصلعان، ليتحدثوا ويتبادلوا خبراتهم ومواقفهم بالحياة، وكيف بدأ معهم مشوار الصلع”، ولا تسمح إدارة المجموعة بأي إساءة أو تنمر على الصلعان.
السلطات الأردنية اتخذت إجراءات صارمة، توقفت على إثرها قطاعات إنتاجية واسعة نتيجة حظر التجوال وإغلاق المحال منذ العشرين من آذار/ مارس الماضي، ومن بين هذه القطاعات، محلات الحلاقة للنساء والرجال، التي تضررت نتيجة هذه الإجراءات.
نقيب أصحاب صالونات التجميل في الأردن إياد سمارة قال ، إن “40 ألف كوافير وكوافيرة، توقفوا عن العمل بسبب الإجراءات الحكومية، وتوقف دخلهم، مما سبب أزمة اقتصادية خانقة لهم”.
وحول الحلاقة المنزلية يؤكد سمارة: “حتى الحلاقة المنزلية أمر صعب بسبب إغلاق المحالات المتخصصة لأدوات الحلاقة التي تبيع الصبغة والأدوات الأخرى”.
وفي المقابل، ازدهرت عبر شبكات التواصل الاجتماعي تجارة بيع ماكينات الحلاقة الكهربائية، وقام أعضاء رابطة “الصلعان في الأردن” بتبادل الخبرات حول أنواع تلك الماكينات وأيها أفضل.