ذهب / رائد عبدالرحمن حجازي

ذهب

بعد منتصف الليل بقليل تململ مثقال في فراشه ثم استند وهو يهمس : زريفة .. زريفة قومي , ولكنها لم تستجيب لنداءته , فكرر مثقال وقد رفع وتيرة صوته قليلا وهز كتفها وهو يقول : ولتش زريفة قومي , عندها فتحت زريفة إحدى عينيها وقالت : يا زلمة إنت لا بتنام ولا بتخلي غيرك ينام , تقول أنك نايم على شجرة , مالك وشّو بي ؟ والصبح بعده ما طلع والصلاة مطولة . فأجابها : ولتش قومي مش سامعة الخربشة اللي ورا الدار ؟ فقالت : لا مش سامعة , وبعدين وشّو يعني هالخريشة بدها تكون , يا من جحشة دار شتيوي السطلية أو تشلاب دار ثلجي الزقطة , نام واهدا بلا سوالف معثثة . فقال لها : ولتش الصوت مش صوت جحشة ولا تشلاب … الصوت صوت ناس قاعدة بتخابط خوف الله إنه حرامي أني لازم اطلع واشوف وشّو السولافة .
نهض من فراشه ولف شماغه حول رأسة بدون العقال وتوجه للسَبَت وتناول المصباح اليدوي ذو اللون الفضي ووضعه على وضع الإستعداد بحيث يعمل على الكبسة الحمراء, وتوجه للسلم الذي يؤدي إلى سطح الدار متسلحاً بمذروبه الخشبي .
عندما أطل برأسِه بإتجاه الأرض وأضاء المصباح هنا كانت المفاجئة بالنسبة لمثقال . ” إنه سالم ( دعدورة)
فقال مثقال : ولك شو بتسوي بنصاص الليالي يا مدعدر؟ أجابه سالم وهو مرتبك : هلا بعمي ابو طايل , الله يسعد مساك . فرد عليه مثقال : عمى اللي يعميك , ما تجاوب وشّو قاعد بتعمل ورا الدار بنصاص الليالي ها ولك ؟ قال سالم والإرتباك لا زال يعتريه : والله يا عمي سمعت الزُلم بالمضافة هظاك اليوم بقولوا إنه في عندك ورا الدار ذهب , فقلت لحالي ُروح يا ولد إطلع هالذهبات وأعطيهن لعمك مثقال . ليجيبه مثقال قائلاً : الله لا يعطيك العافية , ولك أنت حمار ما بتفهمش ؟ مهي الأرض عندك مثل القلعة وشلون بدو يكون فيها ذهب يالله إنقلع من هون لأكسر هالمذروب على دُعديريتك واعملك دُعديرية ثانية براسك.
ما كان من سالم إلا وغادر المكان بسرعة البرق وهو يقول بالناقص , الحق عليّ أنا إللّي بدي اطلع لك الذهبات .
للعلم ما دار بالمضافة من حديث هو ( أن مثقال عنده ورا داره قعدة ذهب ). ولكن سالم سمعه خانه .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى