#دماء_الشهداء .. #وقود_النصر
المهندس: #عبدالكريم_أبو_زنيمة
لم يسجل التاريخ يومًا بأن تحررت أية أرض بالورود ، كل الشعوب نالت حريتها واستقلالها بالتضحيات الجسام وبأنهار من دماء ابنائها ، هذه الدماء الطاهرة هي وقود النصر لكل من يأبى العيش الذليل والخنوع للمستعمر الغازي المحتل لأرضه ، اليوم نعيش مثالاً ناصعا للمقارنة بين احرار وشرفاء امتنا العربية وبين الأذلاء الذين استكانوا واستسلموا وخنعوا لأعداء امتنا وتواطؤا معهم ، في فلسطين هناك من يقاوم ويضحي وسينال حريته وسيفرض شروطه وسيخلدهم التاريخ في أنصع صفحاته وسيُكتب على أضرحتهم الطاهرة التي ستصبح مزارات للأجيال القادمة بحروفٍ من ذهب – هنا يرقد احفاد خالد وأبو عبيده وصلاح الدين ، وهناك من يساوم ويتاجر ويقبض اثمان تلك الدماء وسيقبرون في مزبلة جدهم أبا رغال رائد الخيانة العربية الأول الذي عمل دليلاً لجيش ابرهة الاشرم الذي اراد تدمير الكعبة !
دماء شهداء غزة فضحت كل المستورات المحلية والأقليمية والعالمية ، الصهيونية العالمية وخرافتها التاريخية تسير اليوم امام العالم عارية مكشوفة بعد ان جردتها دماء واشلاء اطفال ونساء غزه من كل زيفها وأكاذيبها التي ساقتها على شعوب العالم لأكثر من قرن لتظهر للعالم على حقيقتها ككيان اجرامي متوحش عنصري نازي ، الولايات المتحدة الامريكية التي لطالما تشدقت بالحرية وحقوق الانسان ونصّبت نفسها حاميةً لهذه الحقوق وكانت تصدر سنويًا مجلدا بانتهاكات حقوق الانسان التي كانت تدّعي وتفبرك ارتكابها من قبل الدول المعادية لسياستها ، تقف اليوم ايضًا عارية وتُكشف حقيقتها بأنها الراعية الأولى والمستثمرة والداعمة لكل أشكال الإرهاب والتوحش والإجرام العالمي وتاريخها الدموي الوحشي يظهر بأوضح صورةٍ له اليوم ابتداء من مذابح وإبادة الهنود الحمر مرورًا بكوريا الجنوبية وفيتنام ويوغسلافيا والعراق ، واليوم بمذابح وابادة اطفال ونساء وشيوخ غزة وفلسطين ، ففي الوقت الذي تطالب به كل حكومات وشعوب دول العالم بوقف هذه الابادة نجد انها تعارض هذه المطالب وتقف لوحدها الى جانب الكيان الصهيوني ؛ بل تموله وتزوده بأحدث تقنيات الإفناء البشرية وتقود المذبحة بنفسها في غزة ، لقد كشفت الدماء الفلسطينية عبر العقود الماضية بأن الادارة الأمريكية لن يتولاها إلا من كان مختوماً بختم (الايباك) الصهيوني والأكثر ولاءاً وإخلاصاً له ! وربما يتلاشى هذا التأثير بعد انفضاح حقيقة التوحش الصهيوني .
عربياً لا يجوز الحديث عن اية معاهدات او اتفاقيات او أيّة قوانين في ظل هذا الاجرام والابادة الجماعية واصطفاف الحكومات الغربية الى جانب الكيان الصهيوني ، ماذا ستجيبون ربكم عزّ وجّل عندما يسألكم: لماذا فرطتم بميثاقي وأوامري لكم بنصرة إخوتكم المسلمين والدفاع عن أرض الإسلام ؟ ألم اقل لكم: ((لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا)) ! لماذا واليتموهم وعاديتم إخوتكم في الدم والتاريخ والإسلام ! للأسف مع مرور كل يوم يتكشف حجم التخاذل والتآمر والتواطؤ العربي على القضية الفلسطينية من معظم الانظمة الرسمية الحاكمة المحمية من امبراطورية الشر والارهاب الامريكية والموالية والمنصاعة لها ! فالتاريخ حافل بالتآمر والتواطؤ والخيانة مما لا مجال لذكره هنا! فهل يعقل ان يعلن الكيان الصهيوني وعلى اعلى المستويات اننا متفقون ولنا مصالح مشتركة مع الحكام العرب في القضاء على حماس ! ولم يكذبهم أحد منهم ! ويعلنون كذلك على مسمع العالم كله ومن داخل محكمة العدل الدولية أن من يمنع دخول المساعدات الى غزة هي مصر.. ويبقى المعبر مغلقاً ! هذا المعبر الذي كان بالأصل يجب ان يُشرّع على مصراعية مع سقوط اول شهيد فلسطيني ! وهل يعقل ان تشارك البحرين في حلف عسكري لقصف اليمن الذي هبّ لنجدة ودعم ومساندة غزة مهاجمًا الكيان الصهيوني ! هل يعقل ان تفتح الأجواء العربية لطيران الاجرام الامريكي لقتل إخوتنا اليمنيين ونقل الذخائر الى الكيان الصهيوني ! ماذا نسمي هذا !
هذه الدماء وهذه التضحيات المؤلمة التي تحاول بعض وسائل الاعلام والاعلاميين العرب المتصهينين التركيز عليها لبث روح الفتنة وتهبيط عزائم الشعوب الثائرة المناصرة والداعمة لأبطال غزة لن تذهب هدراً وقد حققت المعجزات التي لم نكن نتوقع حدوثها ، من كان يتصور ان شعوب العالم كلها تقف اليوم وتناصر القضية الفلسطينية ! من كان يجرؤ قبل طوفان الأقصى في العالم الغربي ان ينتقد الكيان الصهيوني ! اليوم هناك شعوب ومؤسسات ومنظمات وفي قلب العواصم الغربية يطالبون ليس بمحاكمة اسرائيل وحسب بل بتفكيكها ! من كان يتخيل ان دويلة الكيان ستحاكم كمجرمة حرب امام العالم بأجمعه ! من كان يتصور أن يُحّيي الشعب الأمريكي ومن امام البيت الأسود ابطال غزة لتحريرهم من الهيمنة اليهودية على مقاليد الحكم في امريكا !
مع سقوط كل طفل فلسطيني شهيداً بصاروخ امريكي يوازيه بالمقابل سقوط امريكي اخلاقي وانساني وحضاري وعسكري، دماء شهداء غزه تُسرع من وتيرة سقوط امبراطورية الارهاب العالمي ، غزة ستنتصر وأمريكا وكيانها المصطنع سيهزمون ، امريكا خسرت في الشرق الاوسط وستخسر في اوكرانيا وستُهزم في الشرق الاقصى ، ستتلاشى كما سبقتها الامبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس، فأين هي اليوم؟ ما هي إلا كلبًا وتابعاً لأمريكا، وإن غدًا لناظره قريب!