دستورنا الكرتوني

#دستورنا_الكرتوني

مصطفى وهبي التل

قبل حوالي 100 عام قال #شاعر_الأردن (عرار):
يا هبر استقلالنا الكرتوني
أخرجني كما ترى عن ديني
فدرت بين الناس كالمجنون
أسألهم عنه فما دلوني
إلا على قعوار والخماره
كتب عرار هذه الأبيات عندما كان المندوب السامي البريطاني، وبالرغم من ما سمي بالاستقلال، هو الحاكم الفعلي للبلاد.
كتب عرار هذه الأبيات عندما كانت دعسة بسطار الجندي البريطاني أهم من أكبر (شنب) مسؤول محلي.
مسيرة مائة عام يا عرار وأصبحنا اليوم نترحم على أيام الاستقلال الكرتوني.
اليوم يا عرار أصبح صاحب البسطار من دمي ولحمي.
مائة عام يا عرار ومازال المتحكمون في بلدي لا يتكلمون لغتي ولا يعرفون لهجتي.
مائة عام يا عرار حتى يقرر سمير حفيد سمير أن هويتي الأردنية (مش نافعة) وقرر، هبة منه ومكرمة، أن يمنحني هوية جديدة.
عرار، (يا ما أحلى) استقلالك الكرتوني مقارنة باليوم.
اليوم، يا عرار، دستورنا أيضاَ كرتوني.
لجنة، يا عرار، هبطت علينا من السماء وقادها شخص رفضه #الشارع_الأردني في الماضي وأخرجه من الرابع إلى الشارع، قررت أن دستورنا (مش نافع).

لعبت هذه اللجنة (السماوية) بالدستور (زي مابدها) وبصم لها، يا عرار، مجلس الوزراء الكرتوني وبعده مجلس النواب الكرتوني وأخيراً بصم لها مجلس الأعيان الكرتوني.

لا تسألني يا عرار أين زعامات الأردن من هذه (المسخرة).

أخجل، يا عرار، أن أجيبك.

في الماضي يا عرار كانت زعامات البلاد رجال جذورهم في الأرض وطموحهم لوطنهم بلا حدود.

اليوم شيوخنا وزعمائنا من كرتون يا عرار، يُفصِل ويقصص النظام فيهم كما يرغب. وعندما (يزهق) منهم يرميهم في (المزبلة) فقط ليتم اعادة تدويرهم فيما بعد.

اليوم، يا عرار، شيوخنا وزعمائنا جذورهم في حساباتهم البنكية. أما أكبر طموح لديهم فهو رضى النظام عنهم ونمرة حمراء في المستقبل.

يا عرار ….

اليوم البلد كلها كرتون في كرتون.