سواليف
لاحظ العلماء وجود زيادة في مستويات درجة حرارة الهواء منذ منتصف القرن العشرين، وأشارت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية إلى أن الغازات الدفيئة الناتجة عن الممارسات البشرية هي المسؤولة عن معظم المشكلة.
وأوضح العلماء آنذاك أن الاحتباس الحراري سببه انبعاثات الغازات الدفيئة، مشيرين إلى أن الحل هو خفضها حتى تعود درجات الحرارة إلى مستواها الطبيعي.
إلا أن دراسة قام بها علماء في أوسلو بالنرويج، تخالف رأي العلماء، حيث أكدت على أن انخفاض انبعاث الغازات لن يؤدي لإنهاء ظاهرة الاحتباس الحراري.
ووفقا لخبر نشره موقع “يو أس توداي” الأمريكي وترجمته “عربي21″، أشار مؤلفو الدراسة الجديدة إلى أنه حتى لو أمكن خفض انبعاثات الغازات إلى الصفر، فقد تستمر درجات الحرارة العالمية في الارتفاع لعدة قرون بعد ذلك.
وقالوا في الدورية البريطانية ساينتفيك ريبورتس: “لقد تجاوز العالم بالفعل نقطة اللاعودة للاحترار العالمي”، وأشاروا إلى أن الطريقة الوحيدة لوقف هذه الظاهرة هي امتصاص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
وذكر الموقع أن حرق الوقود الأحفوري مثل النفط والفحم والغاز يؤدي إلى إطلاق الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان في الغلاف الجوي، مما يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة العالمية وارتفاع مستويات سطح البحر.
ووفقا للخبر وضع العلماء نموذجًا لتأثير خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على التغيرات في مناخ الأرض من 1850 إلى 2500 نقطة، ووضعوا توقعات لارتفاع درجة الحرارة العالمية ومستوى سطح البحر.
وقال المشارك الرئيس في الدراسة يورغن راندرز، الأستاذ الفخري لاستراتيجية المناخ في BI Norwegian Business School: “وفقًا لنماذجنا، فإن الإنسانية تتجاوز نقطة اللاعودة عندما يتعلق الأمر بخفض درجة حرارة الأرض”.
وأضاف راندرز: “إذا أردنا إيقاف عملية الذوبان هذه، فيجب علينا القيام بشيء ما بالإضافة إلى ذلك، على سبيل المثال، امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه تحت الأرض، وجعل سطح الأرض أكثر إشراقًا”.
وأشارت الدراسة إلى أنه بحلول عام 2500، ستكون درجات حرارة الكوكب أعلى بنحو 5.4 درجات فهرنهايت مما كانت عليه في عام 1850، وستكون مستويات سطح البحر أعلى بحوالي 8 أقدام.
وقال العلماء: “لمنع ارتفاع درجة الحرارة العالمية ومستوى سطح البحر بعد توقف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وللحد من الآثار الكارثية المحتملة على النظم البيئية للأرض والمجتمع البشري، يجب إزالة ما لا يقل عن 33 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي كل عام اعتبارًا من عام 2020 فصاعدًا”.
بالمقابل شكك عالم الأرصاد بجامعة ولاية بنسلفانيا، مايكل مان، في حديث لموقع “يو أس توداي”، في نموذج الكمبيوتر المستخدم في الدراسة، وقال: “نموذج المناخ الذي تم استخدامه في هذه الدراسة منخفض التعقيد للغاية، فهو واقعيًا لا يمثل الغلاف الجوي واسع النطاق، وأنماط دوران المحيطات”.
وأضاف: “في حين أن مثل هذه النماذج يمكن أن تكون مفيدة للاستدلالات المفاهيمية، فإن تنبؤاتها يجب أن تؤخذ بقدر كبير من الشك”.
من جهته أشار مارك ماسلين، أستاذ علم المناخ في جامعة كوليدج لندن، إلى أن هناك أوجه قصور في النموذج المستخدم في الدراسة، وقال إن الدراسة كانت “تجربة نظرية وفكرية فقط”.
[wpcv_do_widget id=”wpcv-countries-time-2″]