دافعوا عن سميرة كما تشاؤون…
اجعلوها أيقونة الأمة وقدوة الشباب، لتكن مثالا يحتذى للموهوبين والطامحين للمعالي الفنية والموسيقية والشغف بالعلّا والميجنا، اجعلوها بحرا جديدا للعروض وسلّمًا وطنيا للموسيقى ونبع نوتات لا ينضب من الغمزات، بل نصّبوها سفيرا للغمزات الحسنة، وافزعوا لبيتهوفن العصر والأزمان ولكم الأجر والثواب، وما تروجون له من انزلاق الأطفال والشباب وكبوة المعارف والفكر الكبرى، فليس هذا عليكم بجديد، ولقد سبق وأن استوردتم لنا أمًّا مثالية عبر أرامكس، وعرضتم مسرحيات لأحفاد قتلة وطن على خشبة مسرح الوطن، وسوّقتم لكتاب يغتال وصفي من جديد، فهل ننتظر منكم غير ذلك؟
ولا يجب أن أكون خبيرا وواضع #مناهج وطنية محترف، ولا حتى ذوّاقا للدحية والسامر حتى أفزع للذائقة الوطنية والموروث المجتمعي ومستقبل وطني، وقدوات أطفالنا وشبابنا، فأنا ابن هذا التراب ولدي الخوف المبرر عليه، وأعرف أن تدمير القدوة من معاول هدم الحضارات، وعندي ما يكفي من المعلومات من أساليب تعامل الأمم مع هذه المسائل، لأن الفن عندهم تنمية فعلية عملية للذوق والتذوق، وتمرين الأوتار الصوتية واختراق حاجزها وانسيابية الأشياء لتشبه جدول ماء لا يعترض مسيله كدر ولا حجر ولا عريف خفر.
إن انسجام زقزقات العصافير الفطرية، وضبح المهابيش الزيتونية الذي يغازل آذان الذواقين وأهل القهوة وخياشيمهم كلما فاح البن والهيل المحموس، لأولى من كل تجذير وترسيخ لما عداها من استبدال مقصود للقيمة الفنية المحدودة والأسماء الطارئة على حواسّنا التي لوّثها أصلا المؤثرون وأبطال السوشال وعمالقة التمثيل في “جن” وفهد وشوي شوي وأمثالهم.
أيها السادة، الشاب خالد صفع الكون بعائشة، وصنع مجدا بها باهتا بدي دي واه، يقف على حجر سِنمّار، ولكننا نرفض بقوة وإصرار أن نعلم أطفالنا عما سميتموه الشاب مُحَمّد.