كتب د. أحمد عويدي العبادي
ما صدر بحق #الشيخ_سالم_الفلاحات من براءة من محكمة عمّان يعدّ قرارًا يستحق الشكر والتقدير لهيئة #القضاء التي أصدرت الحكم بالإجماع. لكن ما أثار صدمتنا هو الحكم الصادر عن #محكمة أخرى بالسجن خمس سنوات لنفس القضية التي برّأته منها المحكمة الأولى.
الشيخ سالم الفلاحات #شخصية_وطنية بارزة، يتمتع بسمعة طيبة على المستويات الوطنية والعربية والدولية، وهو سياسي يحمل فكرًا ناضجًا ووطنيًا. إن صدور مثل هذه الأحكام لا يبقى حبيس الملفات، بل ينتشر في كل أرجاء الأرض بمختلف اللغات. ونحن لا نرى أصلًا مبررًا لسوقه إلى المحاكم.
الشيخ سالم ومعه نخبة كريمة من الأردنيين أرادوا الانخراط في الحياة السياسية بصدق ووطنية عبر تأسيس حزب “الشراكة والإنقاذ”. لكنهم، ومع حزبهم، تعرضوا لحرب شعواء شُنّت من معاقل الظلم والتشويه، فقط لأنهم كانوا يسعون لتأسيس حزب يقوم على أفكار وطنية أردنية، ويضم شخصيات وازنة من أبناء الوطن. لو قُدّر لهذا الحزب أن يظهر، لكان بلا شك من أقوى الأحزاب على الساحة الأردنية.
إن القمع، وسلب حرية التعبير، وغياب الديمقراطية، وسحق العدالة، لا تؤدي إلى السلامة ولا إلى الاستقرار، بل تؤجج مشاعر الغضب وتنذر بانفجار قادم. الدولة التي لا تسير مع الزمن ولا تتكيف مع التغيير محكوم عليها أن يجرفها التغيير عاجلًا أم آجلًا.
ليس هكذا تُبنى الدول، ولا هكذا تُقاد الأمم.