خَـبَـب.. أوّل أحلام الشِّعر التي تحقّقت

خَـبَـب.. أوّل أحلام الشِّعر التي تحقّقت / #كامل #النصيرات

منذ ثلاثين عامًا وأوّل ديوان شعر لي

تمّ منعه؛ والثاني أيضًا؛ من يومها وأنا أحلم بأن يصدر لي ديوان شعر..

أعترف بأنني في أحايين كثيرة يصيبني

الضياع ؛ بين لغةٍ مني تعوّد عليها الناس و أرادوها بل و يطالبونني بزيادة جرعتها..وبين الفكرة العميقة ..وأعترف بأنني لو لم أبدأ حياتي «شاعراً» وأقرأ

هذا الكمّ الهائل من الكتب في زمن الحرمان و العوز ..لكنتُ الآن على قارعة الطريق أباطح الأمانة أو البلدية على بسطة خضرتي أو معرّش بطيخي ..

الانتقال من اللغة المقعرة و العبارة

الشعريّة إلى الجملة الشعبيّة أو العاميّة ليس بهذه البساطة التي يعتقدها البعض..بل اعترف أيضاً بأنني سلختُ نفسي عن نفسي لكي أكون الكاتب بالأسلوب الشعبي وأبني اللقب الساخر الذي بقدر ما يدغدني بعض الأوقات فإنه يؤذي المثقف داخلي في أوقات

أكثر ..!

الساخر كان على حساب الشاعر و الأديب

..على حساب ثقافتي التي يجهلها كثيرون ..على حساب ألا يؤخذ كلامي بجديّة في أحيان

كثيرة ..على حساب موقفي المجهول للكثيرين من الحياة ومن السياسة ومن الدين ..!

الساخر سجنني في صورة واحدة ..و سجن معي في زنزانة انفرادية «كامل النصيرات؛كامل الدسم «..!

لكنها لقمة العيش أولاً ..التي جعلتني

أتنازل عن الفصيح مقابل العامّي ..وأدخل اللعبة وأستحليها فأصبح بالفطرة مدافعاً

شرساً عنها لأنني اعتبرتها انجازًا للمهمّش داخلي ..فعندما كنت أكتب القصيدة أو المقالة الفصيحة لم يفتح أحد ذراعيه لي ..ومنعتني الشللية و المحسوبيات عن ومن الوصول..أما وقد صرت زعيماً من زعماء الكتابة الشعبية في بلادي فقد صنع هذه الزعامة

الجمهور الذي صفّق لي طويلاً و كال لي المديح إلى حدّ انني أكلّم نفسي مرّات كثيرة ..

أعترف بضياعي ..بين مجد المقالة الشعبيّة ..و ذلك المثقف الصارخ المحبوس بزنزنة قلبي ..وسيأتي اليوم الذي ستعتصم مشاعري و أفكاري مطالبين بفكّ السجين أو اسقاط نظام كتابتي ..بالتأكيد سأكون معهم

في ذلك الاعتصام ..

خصوصاً بعد أن صدر هذه الأيّام ديواني الشعريّ الأول «خَبَب» وتحقّق أحد أهم أحلامي القديمة..

انتظروني منتفضًا عليّ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى